في تقليد ثقافي جديد فى مصر بعد ثورة 25 يناير الباسلة، أعلن وزير الثقافة د. عماد أبو غازى عن اختيار مدينة السويس "عاصمة ثقافية لمصر لعام 2011 ". ويأتى هذا الإختيار استنادا إلى أسباب موضوعية وتاريخية وثقافية متعددة على رأسها أن مدينة السويس شهدت أكبر عدد من الشهداء فى ثورة 25 يناير وتعد واحدة من أقدم مدن العالم، ولاتزال تؤدى الدور نفسه الذى أنشئت من أجله، وهو أن تكون نقطة اتصال مصر بالعالم الشرقى بحرا وبرا، وشهدت كل أحداث ووقائع التاريخ التى جرت فى منطقته، وقدمت لمصر آلاف الشهداء من أبنائها. كما أن ثورة 25 يناير تفجرت من السويس، وبالتحديد من ميدان الأربعين، حيث ارتقى أول شهداء هذه الثورة العظيمة، كما شهد هذا الميدان من قبل العديد من الوقائع التاريخية، منها أنه كان مسرحا لمعركة تحرير عظيمة خاضها شعب السويس فى مواجهة قوات العدو الإسرائيلى فى 24 أكتوبر عام 1973، وقبل ذلك شهد مساجلات عديدة مع قوات الإحتلال البريطانى لمصر ، إنتهت كلها بإنتصار شعب السويس العظيم . وعلى هذا الأساس ، فإن تكليف جهاز التنسيق الحضارى التابع لوزارة الثقافة بالقيام بعملية واسعة فى تنسيق ميدان الأربعين ، وإقامة نصب تذكارى لشهداء الثورة فيه ، وكذلك تحويل مبنى قسم شرطة الأربعين المحترق الى متحف للثورة سوف يكون تتويجا لقرار اختيار "السويس عاصمة مصر الثقافية لعام 2011 ". كما أن تكليف لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة بتأليف مرجع تاريخى جامع يوثق لتاريخ السويس بالتعاون مع مؤرخى السويس سوف يلبى حاجة أساسية للحياة الثقافية المصرية.