تناولت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى مقال للصحفى "بيتر بومونت" مسألة استخدام نظام "بشار الأسد" الأسلحة الكيميائية ضد شعبه مشددا على أهمية التأكد من جدية وصحة هذه المزاعم. وقال الكاتب:" إن الاتهامات الأخيرة التى وجهتها الولاياتالمتحدة بالإضافة إلى مطالبات بريطانيا وفرنسا وإسرائيل للأمم المتحدة بالتحقيق فى استخدام النظام السورى لغاز "السارين" تعد فى منتهى الخطورة ويلزمها أدلة ملموسة تُعرض على الرأى العام العالمى". وأضاف الكاتب قائلاً: "إن وجود أدلة دامغة على استخدام نظام بشار الأسد لغاز "السارين" فى سوريا يثير عددا كبيرا من التساؤلات الأخلاقية المهمة وإذا صحت هذه الادعاءات فإنه يصبح متهماً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية". واستنكر الكاتب قيام الدول الثلاث – بريطانيا وفرنسا وإسرائيل – بالحديث عن امتلاكهم "أدلة موثوق فيها" لدعم ادعاءاتهم واعتبره الكاتب موقفا غريبا فى ظل خطورة الادعاءات. وأوضح الكاتب، فى ذلك السياق، أن غاز "السارين" عبر التاريخ اسُتخدام من قِبل الحكومات مثلما حدث فى إيران والعراق واسُتخدم من قبل مجموعات غير ممثلة للحكومات مثلما حدث مع طائفة " أوم شنريكيو" اليابانية، وهى طائفة دينية اشتهرت بعد قيامها غاز "السارين" السام على خمس قطارات أنفاق فى هجوم مخطط عام 1995 مما أدى إلى موت 12 شخصا وإصابة 54 باصابات خطيرة. وأضاف "بيتر بومونت" الكاتب المتخصص فى الشؤون الخارجية والشرق الأوسط، قائلاً:" لا يجب استبعاد احتمال استخدام الغاز السام من الجانبين طالما لا توجد أدلة دامغة". وختامًا أكد الكاتب على أهمية توخى الحذر فى اتهام سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية ولا سيما بعد تصريحات أمريكا بأن هذا الأمر يمثل "خطأً أحمر" لا يجب تجاوزه.