عاد الوفد.. عاد.. الله.. الله.. فى بيت الأمة انعقد مؤتمر عالمي ليضمد جراح الأمة، بعد الحادثات في موكبها ورداً للاعتبار لقطبان ربانها وتمجيداً لذكرى عظمائها من يوم مولد.. حزب الوفد وكانت عطر ذكريات عظيمة جليلة لزعماء هذه الأمة وبرهاناً صادقاً للوحدة الوطنية في أجل معانيها، وفداء بالروح والدم والوجدان من أجل جمع نسيج الأمة «في وحدة تاريخية أبدية» وكان برهانها الساطع مع ثورة الشعب المصرى: مسلمين ومسيحيين.. وجاء هذا المؤتمر ليذكر الأمة بصورة عظمى ليرسم أمام الجيل الجديد، كيف كان الحب نعم الحب هو الرباط المقدس الذي يجمع المصريين علي كلمة سواء، وكانت عنوانها الواضح: دماء المصريين واحدة نقية صافية في حمي الوطن «الهلال مع الصليب» وكان الحياة السياسية في «قمة العطاء للوطن» لا يجمعهم في «فصيل واحد»، إلا هذه المعاني تلك التي عبر عنها مؤتمر «يوم الجمعة في بيت الأمة.. والوفديون عادوا إلى الميدان». والذكرى والذكريات تتابعت.. وكنا نسمع صداها مع الزمن: - يا وفد أنت الدواء للناس تشفيها.. - يا وفد أنت الأمل للناس تهديها.. - وحقاً وصدقاً: نموت.. نموت.. وتحيا مصر لقد جاء مؤتمر الوفد ليعيد إلى الأمة ذاكرتها في الفداء والوطنية وزعامة الزعماء وحسن قيادة الأوطان.. جاء هذا اليوم الموعود مع القدر ليرينا كيف كانت الأمة المصرية نسيجاً واحداً، لا فرق بين مسلم أو مسيحي (إلا بمقدار ما يقدمه لأمته من حب وحنان وجهاد). جاء هذا المؤتمر ليذكر إن نفعت الذكرى بما كان عليه حب الوطن وفداؤه بالدم والروح. أذان مؤذن الفجر يملأ الدنيا نوراً عند مولد النهار ويتجاوب معه دقات أجراس الكنائس.. تلك التي كانت صورة ناطقة منذ فجر ثورة 19، وعشنا لنراها في ثورة يناير 2011. إن التاريخ يتكلم بلسان صدق مبين عن عظمة وعطاء هذا الشعب لقاء الهلال مع الصليب، وكيف كان القس في تلك الثورة يعتلي منبر المسجد خطيباً في ثورة 19. وكان الشيخ يقف خطيباً في قلب الكنيسة: حب جارف صبغته طبيعة هذا الشعب الحضارى العظيم.. ومنه كان العطاء والفداء.. قالها الأدباء والكتاب والشعراء وردد صداها سيد درويش وهو يستقبل زعيم مصر من منفاه.. «زغلول يا بلح زغلول». وقالها الشيخ من العلماء: خالد محمد خالد في مؤلفه عن: محمد والمسيح معاً علي الطريق. وقالها مكرم عبيد ورددها البابا شنودة في بلاغة أخاذة: مصر تسكن في قلوبنا. وفي المؤتمر الجماهيرى الناجح أثبت حزب الوفد أنه حقاً وصدقاً حزب الوطنية المصرية، ومترجماً بحق أن «الدين لله والوطن للجميع». الدين للديان جل جلاله لو شاء ربك وحد الأديانا - هل أدلكم كيف أمر ويصا واصف حرس البرلمان بتكسير السلاسل وفتح باب البرلمان أمام النواب.. - وسجل التاريخ أن القبطى ويصا واصف محطم السلاسل التي أرادت السلطة وقتها أن تفرضها علي إرادة الأمة.. - هل أحدثكم عن بطل واقعة المنصورة «سينوت بك حنا».. وفيما كانت الجماهير تحتفل وتهتف للزعيم مصطفى النحاس ومحاولة الاعتداء عليه قدم سينوت حنا وخرج ذراعه لحماية الزعيم وهكذا يكون الحب ويكون الفداء. وكما أشرنا صعد القمص سرجيوس منبر الأزهر، وتوجه شيخ الأزهر الشيخ أبو العيون ليخطب في الكاتدرائية. وجاء مؤتمر الوفد في بيت الأمة يوم الجمعة ليعيد إلي القلوب والعقول ذكريات عطرة، وتاريخاً عظيماً للهلال يعانق الصليب. حقاً كما قال جبران خليل جبران «أنا أسكن النبي محمد جزء من حشاشتى وأسكن المسيح الجزء الآخر» وكان الفداء عنوان هذا التآخى ما بين شطرى الأمة: يجود بالنفس إذا ضن الشجاع بها والجود بالنفس أسمى غاية الجود. وآخر دعوانا: عاد الوفد عاد.. الله.. الله