أيام قليلة وندخل معترك الغرفة الأولى فى البرلمان، ممثلة فى انتخابات مجلس النواب، لذا نريد نواباً يدركون تماماً أنهم نواب الأمة بأسرها، وليسوا نواباً فقط عن دوائرهم. نريد نواباً يدركون أن الوطن الذى يمثولونه لديه حق الدفاع المشرف عن قضاياه وتحدياته.. نريدهم مدركين لأهمية التشريعات الذين يقرونها، والتى تتأثر بها كافة فئات الشعب وعناصره، وأن دورهم الرقابى لا يقل أهمية عن الدور التشريعى. نريد برلماناً حقيقياً يمثل كافة فئات المجتمع، ويعرف أن الشعب هو المصدر الأول لسلطاته واختصاصاته التى منحها الاستحقاق الدستورى.. نريد نواباً لا يتفاخرون بالحصانة والامتيازات التى منحها لهم القانون، ويعرفون جيداً أنهم مثل الشعب سواء يدافعون عن مصالحه فى الأساس، وأن الحصانة ليس مظهراً للأبهة والتعالى. نريدهم وسط الشعب يتحرون أحواله ومتطلباته، ولا يعيشون فى برج عاجى بعيداً عن أوجاع الناس ومطالبهم، ولا يلجأون للمواطن فقط سوى فى فترة الانتخابات، وبعد النجاح «خالتى وخالتك واتفرقوا الخالات.. وهنفتكرك فى الانتخابات القادمة.. انتظرونا». وكما نطالب النواب نطالب المواطن بالمشاركة وعدم التفريط فى حق يكفله الدستور، ولا ينتظر منة أو منحة تغريه على الذهاب لصندوق الانتخابات، فنحن شعب حضارته تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، ولا يليق بنا أن يكون فى انتخاباتنا البرلمانية شبهة شراء للأصوات أو دفع أموال تحت مسمى التبرعات للانضمام إلى القوائم الحزبية. نريد انتخابات حرة نزيهة تحافظ على مظهرنا الحضارى بالالتزام بآداب التصويت فى الانتخابات، دون ضجيج أو مشاجرات، فمشاهد الاستحقاقات البرلمانية تجسد مستوى تقدم الدول، فلا يصح أن تتكرر لدينا حلقات الرقص والتنطيط أمام لجان الاقتراع. باختصار.. نريد انتخابات تعبر عن حضارتنا .