"جزيرة الأحلام" لقب أطلقه كل من زار بحيرة الفطناس، واحدة من أشهر المناطق السياحية في سيوة، وتتكون الجزيرة من يابسة مرتفعة يمدها أكثر من 10 آبار طبيعية بالمياه، تحيط بها بحيرة سيوة، وأشجار النخيل من جميع الجهات، وخلفها الجبل الأبيض لتحولها جميع العوامل الطبيعية إلى جزيرة ساحرة وفريدة في جمالها على مستوى العالم، ولكن تفاجأ الزوار هذا العام بالبحيرة وقد جفت ونفقت الأسماك داخلها، وانتشرت الشائعات حول قام بعض الجهات المسئولة بتجفيفها بشكل مقصود، بينما كشفت وزارة الموارد المائية والري حقيقة ما حدث. اقرأ ايضا : الري تزيل مخالفات ببحر يوسف بالمنيا.. صور موقع جزيرة فطناس : تقع غرب مدينة سيوة على بعد 6 كيلو مترات من المدينة، ومن مميزاتها نقاء وصفاء مياهها الموجودة بالعين والتى تتدفق من مياه آبار متجددة تمدها بمياه شفافة وصافية، جذبت البحيرة على مدار سنوات عدة سياح من جميع الدول، وكانت من أبرز المناطق للاستجمام خاصة بعد الغروب، الذي يحول المياه للون الأحمر. جفاف بحيرة فطناس إجراء مؤقت : انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور للبحيرة بعد أن جفت تماما، مما أثر ذلك على أشهر المناطق السياحية بسيوة، وتداولت الشائعات حول تجفيف لبحيرة بشكل مقصود من قبل بعض المسئولين . وكشفت وزارة الموارد المائية والري، في بيان لها بتاريخ 9 أغسطس، أن الوزارة تقوم بتنفيذ العديد من الإجراءات لتطوير منظومة الري والصرف بواحة سيوة، والتى تهدف لوضع حلول جذرية لمشكلة زيادة الملوحة بمياه "خزان الحجر الجيري المتشقق" نتيجة الحفر العشوائي للآبار ، وهو يعتبر الخزان الرئيسي لإنتاج مياه الري بالواحة، فضلا عن حل مشكلة زيادة كميات مياه الصرف الزراعي، والتي أدت لارتفاع منسوب المياه الأرضية بالأراضي الزراعية بالواحة، وهو الأمر الذي أثر سلبا على هذه الأراضي، وهى مشكلات قائمة منذ 30 عاما. وأوضحت الوزارة أنها بدأت في تنفيذ خطة لتنمية الواحة وتطوير ما بها من جسور للبرك وآبار وعيون طبيعية للحفاظ على الإنتاج الزراعي بالواحة، حيث يتم حفر آبار عميقة لإنتاج المياه العذبة من خزان الحجر الرملي النوبي للخلط مع مياه الآبار السطحية وإغلاق العديد من الآبار الجوفية والتي كانت تسحب المياه من الخزان الجوفي السطحي بشكل جائر ، وقد أدى هذا الإجراء لانخفاض مناسيب المياه بالبرك والمصارف ومنها منطقة "فطناس" ومحيط منطقة "تحزرتي" . كما أثرت أيضا ارتفاع درجة الحرارة فيها للتبخر، وهو الأمر الذي انعكس إيجابيا علي الأراضي المتاخمة لبركة سيوة والتي تضررت سابقا وتدهورت انتاجية المحاصيل فيها (النخيل والزيتون) بسبب ارتفاع مناسيب المياه الأرضية. عودة الجزيرة لطبيعتها في الشتاء: وأكدت الوزارة عودة المناسيب للزيادة تدريجياً مع حلول فصلى الخريف والشتاء، ولكن باتزان حسن وبدون حدوث إزدحامات مائية كما كان يحدث قبل بدء تنفيذ هذه الأعمال، وبالتوازي مع هذه الاجراءات، يتم العمل على تعليه وتدعيم وتكسية العديد من جسور المصارف بالواحة، لاستيعاب كميات مياه الصرف الزراعي الزائدة وحماية الأراضي من الغرق والتدهور . وذلك للمضي قدماً في إتمام أعمال مشروع المسار المفتوح لنقل كميات من مياه هذه المصارف الى منخفض عين الجنبي شرقي الواحة ، كما يجرى دراسة الاستفادة من مياه الصرف الزراعب التى سيتم توجيهها الى خارج الواحة لاستصلاح مساحات إضافية من الاراضي الزراعية. ولفتت الوزارة أن جميع هذه الإجراءات تهدف لعودة مناسيب المياه بالواحة لوضعها الطبيعي وبدون الإضرار بالأراضي المتاخمة لبحيرة فطناس، وغيرها من المناطق ذات الطبيعة البيئية الخاصة.