بدعوة من جون كلود وزير الخارجية الكونجو ، أنعقد في برازافيل، ما بين الثاني عشر والرابع عشر من شهر يوليو 2022 الاجتماع الأول للجنة الفنية للإشراف والمتابعة لمشروع خارطةً الطريق الأفريقيةً للمصالحة الوطنية الليبية. وذلك بناء على دعوة من اللجنة رفيعة المستوى بالشأن الليبي ، وبتنسيق مع مجلس النواب والمجلس الرئاسي بدولة ليبيا العضو بالاتحاد الافريقي والتي دعي إليها ممثلين عن مجلس النواب والمجلس الرئاسي وتيار المرشح سيف الاسلام القذافي، تحت رعاية دانيس ساسو نغيسو رئيس جمهورية الكونغو ورئيس لجنة رفيعة المستوى للإتحاد الأفريقي بشأن الليبي. وقال دانيس ساسو نغيسو لأعضاء اللجنة أن هناك اهتمام من الاتحاد الأفريقي وشعوب القارة بضرورة الإسراع بشتى السبل والوسائل بحل أزمة الشقيقة ليبيا المؤسس البارز لمنظمة الوحدة الأفريقية وللاتحاد الافريقي ،كما أكد على وجوب أن تستعيد ليبيا دورها في بناء المشروع الاندماجي التحرري لأفريقيا ، وعلى ضرورة تعبئة كافة الطاقات المحلية والافريقية والدولية من أجل السلام والتسامح والمصالحة والاستقرار والديمقراطية والنماء في ليبيا. وأقر المجتمعون تكليف الدكتور محمد الحسن ولد لبات وزير خارجية موريتانيًا السابق ومدير مكتب رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي برئاسة لجنة الإشراف والمتابعة على أن يتم اختيار نواب له من بين أعضاء اللجنة المكلفة. وفي نهاية الاجتماع صادق المجتمعون على عدة مبادئ مرشدة لمسار المصالحة الوطنية وهي الرفض التام لكل شكل من أشكال تدويل الأزمة الليبية وضرورة النأي بمسار المصالحة عن التدخلات الاجنبية، وأن يتملك الليبيون دون غيرهم مشروعها ، والحرص على أن تكون المصالحة مشروع لا إقصاء فيه لأي مكون من المكونات السياسية والعسكرية والاجتماعية ، وتجريم اللجوء لخطاب الكراهية والتحريض على الاقتتال وأعمال العنف والحقد والاحتقار والشتم والقذف والتعاليً ،وغير ذلك من المواقف والسلوك المنافي اللإخاء والتفاهم والتضامن والصفح ، والتمسك بوحدة الوطن وعزته وكرامته واستقلاله وحريته والحرص على رفاهية شعبه وتمتعه بالأمن والاستقرار والمساواة والديموقراطية واحترام حقوق الانسان ، وتحقيق العدل والإنصاف وجبر الضرر والاعتراف بحقوق ضحايا الحروب والانقسام وإطلاق سراح سجناء الرأي من أولويات المصالحة الوطنية. وفي هذا السياق أقر المجتمعون خطة للدفع بمشروع المصالحة بصورة منهجية وتدريجية محكمة وفق الإطار العام للرؤيا الاستراتيجية للمصالحة الوطنية التي أعدها خبراء وطنيون من مجلس التخطيط الوطني ومركز دراسة القانون والمجتمع - بجامعة بنغازي وأقرها وأطلقها المجلس الرئاسي وباركها كل من رئيس مجلس النواب والتي اعتبرها امتدادا لمبادرته للسلام، ورئيس مجلس الدولة من خلال مشاركتهما في حفل إطلاق الاستراتيجية بطرابلس بتاريخ26/ 6 / 2022. كما أشاد المجتمعون بكافة المبادرات التي قدمت إلى المجلس الرئاسي بشأن استراتيجية المصالحة الشاملة، واتفق الحاضرون على اتخاذ عدة إجراءات تنظيمية إدارية وفنية تهدف إلى الإسراع في عقد اجتماع تحضيري من أجل الإعداد للمؤتمر الوطني للمصالحة الشاملة مع التأكيد على عدم إقصاء أي طيف سياسي أو اجتماعي أو عسكري له علاقة بالأزمة الليبية. ، ووجب الإشادة بالروح الوطنية العالية التي طبعت المداولات مما سهل اتخاذ كل القرارات بالإجماع التام والتسامي النبيل عن كل أسباب ودوافع الفرقة والجدل والمشادات السلبية فلقد أعطى كل أعضاء اللجنة أروع مثال على روح التنازل المتبادل والتآخي والتصالح وأن الجو والسلوك اللذان طبعا أعمال اللجنة كان خير مثال لما يجب أن يتحلى به كافة الفرقاء المنخرطون في مشروع المصالحة الوطنية لما حمل من قيم ومث ٍل وأخلاق رفيعة مؤسسة لمستقبل و ّضاء لليبيا العظيمة. وأكدت اللجنة على أن المصالحة هي العمود الفقري للخروج من الأزمة الأليمة التي ما تزال البلاد ضحية لدوامتها، وتدعو اللجنة أيضاً كافة الفرقاء إلى تغليب مصلحة الوطن والشعب، وتناسي خلافات الماضي والتطلع إلى بناء مستقبل مشرق. وفي الختام أعلن الحاضرون امتنانهم لجمهورية الكونغو رئيسا وحكومة وشعبا على ما وفروه من ظروف جيدة لإنجاح الاجتماع، وما أحاطوا به أعضاء اللجنة من حسن استقبال وكرم ضيافة، كما وجهوا دعوةً صادقةً لكل القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية للتعاطي الإيجابي مع انطلاق عملية المصالحة الوطنية الشاملة للإسراع بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرةٍ ديمقراطية ونزيهة على أسس دستورية دون إقصاء بأسرع الآجال الممكنة.