اندلعت مواجهات عنيفة عصر اليوم الأربعاء بين المئات من الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية قرب جامعة القدس، الواقعة بضواحي مدينة القدس؛ أسفرت حتى الساعة 15:30 تغ عن وقوع أكثر من 15 مصابًا. وأفاد مراسل أن المواجهات اندلعت بين قوات الجيش الإسرائيلي وطلبة جامعة القدس في بلدة "أبو ديس" على خلفية احتجاجات تتعلق بوفاة الأسير ميسرة أبو حمدية في أحد السجون الإسرائيلية. وذكر شهود عيان أن ما يقرب من 15 محتجًا أصيبوا بحالات اختناق ورضوض جراء إطلاق القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع. وشددت إسرائيل من إجراءاتها الأمنية عند مداخل القدس، وشرعت قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي في غلق مداخل بلدات: "أبو ديس"، و"اليعزرية"، و"السواحرة الشرقية" بمدينة القدس بعد وصول جثمان الأسير الفلسطيني أبو حمدية إلى معهد التشريح التابع لجامعة القدس في بلدة أبو ديس. وعلى إثر ذلك خرج المئات من طلبة جامعة القدس في مسيرات حاشدة جابت أرجاء البلدات المقدسية تطالب الكتائب المسلحة للفصائل الفلسطينية بالرد على ما أسموه "جرائم الاحتلال" من خلال عمليات "استشهادية". وقال محمد أبو طير، القيادي في حركة حماس، إن حركته "ستواصل مقاومتها حتى في ظل سقوط أبنائها شهداء". وأضاف: "أبو حمدية عايشته في السجن وكان مثالاً للرجل المجاهد الذي ما جزع برغم الألم"، داعيًا "الأمة الإسلامية إلى نصرة الأسرى في معركتهم ضد الاحتلال". وبحسب مصدر مطلع في معهد التشريح فإنه سيتم تشريح جثة أبو حمدية ونقله في وقت لاحق من اليوم إلى أحد المستشفيات في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقالت أسرة أبو حمدية إن العائلة ستتسلم جثمانه يوم غد الخميس حيث سيجرى له جنازة رسمية وشعبية بعد صلاة الظهر. وتوفي أمس الأسير أبو حمدية (64 عامًا) في مستشفى سوركا الإسرائيلي بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وحمَّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل المسؤولية عن وفاته. وقال حقوقيون فلسطينيون إن أبو حمدية توفي نتيجة "الإهمال الطبي المتعمد" من إدارة السجن. وتعد وفاة أبو حمدية الحالة الثانية لوفاة أسير بالسجون الإسرائيلية خلال العام الجاري، حيث توفي الأسير عرفات جرادات في فبراير ، خلال تحقيق السلطات الإسرائيلية معه، وفيما اتهمت جهات فلسطينية إسرائيل ب"تعذيبه حتى الموت"، قالت السلطات الإسرائيلية إنه قضى حتفه متأثرًا ب"أزمة قلبية". وبحسب إحصائيات متطابقة لوزارتي شؤون الأسرى في حكومتي غزة ورام الله، يقبع حاليًا حوالي 4660 أسيرًا وأسيرة فلسطينية في 17 سجنًا ومعسكرًا إسرائيليًّا، بينهم 3822 أسيرًا من الضفة، و449 من غزة، و152 من القدس، و206 من إسرائيل، و31 أسيرًا من الدول العربية، اعتقلت إسرائيل أغلبهم بتهمة "محاولة تنفيذ عمليات ضدها عبر الحدود