تحت عنوان: «الإلحاد فى العصر الحديث» يصف براين ويتاكر فى كتابه: «عرب بلا رب» دخول العالم العربى العصر الحديث فيقول إن، أشكال الإلحاد بالعالم الإسلامى اتضحت حديثًا، وفى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات العشرين «بدأتْ موجةٌ جديدةٌ من العِداء للدّين تحظى بالقبول فى أنحاء مختلفةٍ من العالم الإسلامي»، وجاءت موجة ثانية فى ظل توسع الامبراطورية الأوروبية التى «ألقتْ بظلال الشكِّ على التقاليد المتّبعة للمعرفة والتنظيم الاجتماعى والدّين». و«ظهرتْ حرية الفكر والحلقات المناوئة للكهنوتية أول الأمر فى إيران والهندِ والامبراطوريةِ العثمانيةِ». وكان المسيحيون العرب من أكثر الفئات مساهمة فى التحول الجديد، و«ظهرت النزْعاتُ القوميّةُ المعاديةُ لرجال الدّين، وللدين نفسه على نطاق أوسع من الحداثة العلمانية». والغريب، بل المثير إنه يقطع بأن الإلحاد المعاصر بين المسلمين ليس نسخة غربية معدَّلة، واستمد جذوره من التقاليد الأصلية (المحلية)» التى «تتصف بالهرطقة»!. والجدلَ العربى حول الدّين، عموماً كان مهتمًا بدوره المجتمعى والسياسى أكثر من اهتمامه بوجود الله. والسبب، خلفيات تاريخية: انحسار الامبراطورية العثمانية، والهيمنة الأوروبية، وصعود القومية. وقد أصبحت أوروبا، خصوصًا، أصبحت موضع إعجابٍ ومصدرَ خطرٍ فى أن معًا. كان المسلمون منقسمين، فمنهم من رأى الإسلام جزءًا من المشكلة، فسَعَوا لتقليص دوره، ورأى آخرون وجوب تجديده وجعله جزءًا من الحلّ، وبرز من هؤلاء جمال الدّين الأفغانى ومحمد عبده. وحاول الأفغانى إيجاد سبيل وصفه حليم بركات بالتناقض: «العودة إلى المصادر الأصلية للإسلام واعتمادُ الأفكار والتقاليد الليبرالية الأوروبية». وكان عبدالرحمن الكواكبى مِنْ أوائل المطالبين بفصل الدّين عن الدولة، فدعا للعلمانية ولحكوماتٍ قوميةٍ تستند لمبادئ الديمقراطية والاشتراكية واتّهم المتدينين المقلِّدين بمحاولة السيطرة «على المؤمنين السُذّجِ». وللحديث بقية