فى كتابه: «عرب بلا رب» يرصد براين ويتاكر إحدى السمات المهمة لحالة خط التماس بين الدين والإلحاد، وهو ما يلخصه قول سامى زبيدة الباحث بكلية لندن بيرك بيك، إن حدة الاستقطاب تتزايد، فالتدين والإلحاد يزيدان معاً. وشهدت مواقع التواصل منذ 2010 نشاطاً محموماً من سلفيين وإسلاميين متطرفين تعاملوا مع صفحات الملحدين بالاختراق والتدمير، والإبلاغ عنها. واستطاعت شبكة «الملحدين العرب» النجاة، لتصبح إحدى أكثر مواقع الملحدين شهرةً. و«قناة الملحدين العرب» على يوتيوب (Arab Atheist Broadcasting) تقدم برنامج نقاش (ساعتان كل أسبوعين). ومعدل المشاهدة 3000، 4000. وبالأردن مجتمع ملحدين صغير يتواصلون عبر مجموعة بفيسبوك (أسست 2013)، وكان فيها 30 عضواً خلال عام أصبحوا 100 (بين 16 و44 عاماً، نحو 40% إناث). يقول مدير المجموعة محمد خضرة: إن بعض أعضائها «ملحدون منذ سنوات». والمجتمع الأردنى (وكذلك الأسرة) هما المشكلة الرئيسية، فالإلحاد، كالرذيلة، يعتبر «جريمة شرف» فى بعض العائلات، ويعاقبه الأقارب بالموت، خصوصًا إذا كان الملحد أنثى. وينظر لغير المسلم على أنه سيئ الخلق. «مكتبة الملحدين العرب» صفحة فيسبوك تتيح التحميل المجانى لكتب: باروخ سبينوزا، وستيفن هوكنغ، وحنا آرندت، وبرتراند راسل، وكارل ساغان وريتشارد دوكنز، وتحوى المكتبة كتباً لمؤلفين عرب بينهم الجزائرى محمد أركون والدكتور مراد وهبة وفرج فودة. والمقولة الأكثر خطورة (على الإطلاق) فى الكتاب قول أحد الملحدين العرب: «تعتبر فكرة أن الله يريد أمة تمثله ويأمرها بقتل وتدمير باقى البشرية، هى أخطر ما اشتملت عليه العقيدة الإسلامية»!!! فهل العقيدة الإسلامية تقوم على ضرورة (أو حتى إمكان تبرير) إبادة غير المسلمين؟! هذا الاتهام المختلق قد يشير إلى المصدر الرئيسى للصورة المشوهة التى تروجها الإسلاموفوبيا: الملحدون العرب! وللحديث بقية