فى كتابه: «عربٌ بلا رب»، وتحت عنوان: «الدين والهوية»، يقرر براين ويتاكر أن الدين بالمنطقة (غالباً) مكوِّن أساسى ب «الهويةِ»؛ ففى استطلاع فى 6 دولٍ عربيةٍ تبين فى 4 منها: (الأردن والمغرب والسعودية والإمارات)، أنّ «الهويةِ الإسلاميةِ» تتقدم على الهويتين: «الوطنيةِ»، و»العربيةِ»، وفى مصر ولبنان تقدمت «الوطنية»، ما يضفى بُعْداً سياسياً على دور الدين. و»التركيزَ على المظاهر الخارجية» ثمرة اعتبار الدين «من سمات الهويةِ»، فللربط بينهما ربطاً وثيقاً، لابدّ من التعبير عنه بوضوح، ومن علاماته: ازديادُ المحجبات مقارنةً بخمسينيات وستينيات القرنِ العشرين. وينطبق هذا اجتماعياً على محاولاتٍ وضع قواعدَ إسلاميةٍ بالمجال العام. ومن «يتخلون عن الإسلام يُتّهَمون» بخيانة «هويتهم وثقافتهم»، والملحدون عندما يؤكدون حقهم بالإلحاد يؤكدون: «حقهم فى حرية التفكير والاعتقاد»، وهو حق للجميع. ويُعتبر جميعُ السعوديين مسلمين رسمياً. وزعزع استطلاع للرأى لمعهد جالوب الدولى (شمل 57 دولةً) هذه الصورة. فقد وصف 5% من المستطلعين أنفسَهم بأنّهم مقتنعون بالإلحاد، ونسبة من عرَّفوا أنفسهم بأنهم ملحدون، كانت الأعلى بالاستطلاع. توضح الأرقام (إنْ صحَّتْ) أنّ 1 من كلِّ 20 ليس ملحداً فحسب، وإنما مستعد للإعلان. وينصح الملحدُ السعودى عمر هادى بتدريس الدين بطريقة أكثر لباقة، يقول: «أنا أفهم المعضلة»، «ففور شروعهم فى إصلاحه سيبدو الدين بشرياً» و»سيفقد قداسته». ثمة قضيتان ينبغى أخذهما فى الاعتبار، الأولى أن الهوية مفهوم «مطاط»، ويرى كثير من الباحثين أنه «مُتخيَّل»، وأنه يتقاطع مع الدين وليس انعكاسًا له وحده، ورغم أن الأرقام ليست الفيصل بسبب حساسية مثل هذه الاستطلاعات، فإن الأفكار التى يتم الترويج لها بوصفها «مُستنتجَة» من الأرقام، تعكس انحيازات المؤلف أولًا، وحرية الاعتقاد لا خلاف بشأنها أما «التعبير» فهو أمر آخر. وللحديث بقية