فوز ضياء رشوان مدير مركز الدراسات السياسية بالأهرام بمنصب نقيب الصحفيين في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة الماضي 15/3/2013، لم يكن مفاجئا للكثيرين، بل كان متوقعا في ظل حالة الاستقطاب الحاد في المجتمع المصري واستهداف الصحافة والصحفيين، بتحويل 206 صحفيين إلي التحقيق بجهاز الكسب غير المشروع بتهمة تقاضي عمولات إعلانات وهو ما يتنافي مع قانون تنظيم الصحافة الذي حظر حصول الصحفي علي إعلانات ولكنه لم يحدد آلية عقابه ومساءلته، ناهيك عن إلغاء سلطة الصحافة في الدستور الجديد وعدم إلغاء الحبس في قضايا النشر، ومن خلال قراءة سريعة في نتائج انتخابات نقابة الصحفيين يمكن رصد الآتي: فوز رشوان بمنصب النقيب كان متوقعا في ظل حالة عدم الرضا من حكم الإخوان الذين باتوا يستهدفون الإعلام والإعلاميين مؤخرا بشكل غير مسبوق لعدم تأييد الإعلام للرئيس مرسي بل وتأليب الرأي العام ضده، وهذا الاتهام صحيح لأن الإعلام لم يجد قرارا واحدا أو إنجازا حقيقيا للرئيس مرسي لكي يؤيده ولأن الصحافة مرآة عاكسة للمجتمع فقد كان من الطبيعي أن تتخذ موقفا واضحا لعدم تأييد الرئيس، ساعد علي ذلك ضعف وعدم مهنية الإعلام المنتمي للإخوان أو المحسوب عليهم سواء في قناة «مصر 25» الفضائية أو موقع «إخوان أون لاين» حتي صحيفة «المصريون» التي كانت محسوبة علي التيار الإسلامي وجدنا انقلابا في موقفها من الرئيس والإخوان، وهو ما بدا واضحا في مقالات رئيس تحريرها الأستاذ جمال سلطان في الآونة الأخيرة، وبعض كتاب الصحيفة الذين حذروا الرئيس من وقوع انقلاب لفشله في إدارة البلاد وتراخيه وعدم تحقيقه إنجازا حقيقيا وأخونة الدولة. وإذا كان رشوان قد فاز بمنصب النقيب فإن عبدالمحسن سلامة في تقديري لم يخسر شيئا لأنه وإن كان محسوبا علي الإخوان كما يتردد إلا أنه حقق نتائج طيبة بدليل حصوله علي 1015 صوتا في حين حصل منافسه رشوان علي 1280 صوتا وبالتالي فالفارق ليس كبيرا بينهما، وإذا استطاع رشوان الحفاظ علي حقوق الصحفيين والدفاع عن حرية الصحافة والتصدي لكل الممارسات التعسفية ضد الصحفيين فإنه يمكن إعادة انتخابه مرة أخري أما إذا فشل لسبب أو لآخر فحتما سيكون عبدالمحسن سلامة هو النقيب القادم. نجاح الزميلة حنان فكري بعضوية مجلس النقابة يؤكد أن النقابة تضع الاعتبارات الوطنية قبل الطائفية وهذا يحسب لأعرق النقابات المهنية في مصر منذ تأسيسها في عام 1941. أغلب الناجحين في عضوية المجلس من الزملاء المعروفين جيدا في الوسط الصحفي بكتاباتهم أو مواقفهم مما يؤكد الدقة في الاختيار وهذا شيء يحسب للنقابة في زمن الانفلات الكامل في المجتمع. ضايقني كثيرا اتهام بعض صحفيي الإخوان الزميل ضياء رشوان بأنه سيحول النقابة الي فرع لجبهة الإنقاذ وتهديدهم بإغلاق النقابة إذا تم ذلك فعلا، وردي أن هذا الاتهام كيدي يعبر عن نفوس مريضة تبحث عن الشهرة فقط علي حساب المصلحة العامة للصحفيين في وجود نقيب ومجلس نقابة قوي يستطيع التصدي لكل الممارسات المقيدة للحريات ويعيد للصحفيين حقوقهم المسلوبة في الدستور الجديد. وحدة الصحفيين هي السلاح الوحيد الذي يملكه أبناء المهنة حاليا ضد تصفية المؤسسات القومية وعمد وجود كادر صحفي والحد من سلطات مجلس الشوري علي الصحافة وحل كافة مشكلات الصحفيين المعلقة من تحسين الرواتب الي ضم صحفيي الفضائيات والصحافة الالكترونية الي النقابة، الي التدريب في الداخل والخارج وتحسين اللغة.