بعد 70 عامًا يأتى من يدعى الإسلام ليهاجم آخر المصريين العظماء.. وكأنه جاء لينتقم ممن حرمهم من العمل السياسى.. بعد أن اكتشف حقيقتهم.. وواجه كبيرهم حسن البنا.. ذلكم هو نبى الوطنية المصرية مصطفى النحاس باشا. ويبدو أن هؤلاء المتأسلمين لم ينسوا تصدى النحاس لهم عندما فكر حسن البنا فى العمل بالسياسة فقال له، فى حوار تاريخى، إذا كنت تريد ذلك عليك أن تحول جماعة الإخوان المسلمين، من جماعة إلى حزب سياسى وتنزل الانتخابات.. فقد كان النحاس صاحب بصيرة رائعة يقرأ الرجال جيدًا ويعرف أنهم لا يصلحون لهذه السياسة.. وها هى الأيام - بعد كل هذه السنين - تؤكد صحة رأى النحاس.. وما نراه الآن.. خير دليل.. فهل جاء هذا الدعىَّ ليطعن فى شخصية وشخص النحاس باشا. ولا أتجاوز إذا قلت إن النحاس لا يقل عظمة ونبلاً عن الزعيم الأكبر سعد زغلول باشا. ويكفى أن جنازته لم تقل عن جنازة سعد باشا.. وأروع جنازة فى مصر الحديثة حتى أن جمال عبدالناصر استشاط ثورة وغضبًا بعد ما رآه من عظمة جنازة النحاس الذى تمت الصلاة عليه ثلاث مرات وخرجت الألوف تشيعه حتى مسجد الإمام الحسين وهى تهتف: ماتت الزعامة بعدك يا نحاس.. وقال عبدالناصر قولته الشهيرة: هو لسه الوفديين عايشين.. وكان قد أمر باعتقال الكثيرين من الذين شيعوا هذا الرجل العظيم، من ميدان التحرير إلى جامع الكيخيا إلى مسجد الحسين.. وقال الذين كانوا بجوار عبدالناصر يومها أن جنازة الرجل هزت عرش السلطان عبدالناصر. ويبدو أن الذى يتمسح الآن بالإسلام، اسمًا لا أكثر، أراد أن يصبح مشهورًا فلم يجد إلا أن يهاجم الزعيم.. عملاً بالمقولة التى تقول: إذا أردت أن تصبح مشهورًا.. هاجم المشاهير وكم من مجهول حاول الهجوم على طه حسين لكى يتذكره الناس ثم كان مصيره العودة إلى عالم المجهول. وهذا الدعى، هذا القزم الذى تطول لحيته حتى عن حجم رأسه حاول سب عملاق الوطنية المصرية ليتذكره الناس.. ونسى أن مصر لم تعرف سياسيًا نزيهًا نظيفًا كما عرفت النحاس باشا وهو الذى اضطر إلى استبدال جزء من معاشه لينفق منه على حياته وعلاجه.. بل وكشف سرًا أن بعض الوفديين الشرفاء كانوا يدفعون عنه ثمن الأدوية التى يحتاجها فى سنواته الأخيرة وهو الذى تولى رئاسة حكومة مصر 7 مرات فى الفترة من عام 1927 إلى يناير 1952. ولكن هكذا يفعل الأقزام الذين يتطاولون على أسيادهم.. الذين جاءوا لينتقموا من الزعيم الذى عجزوا عن النيل منه حيًا.. فيحاولون النيل منه ميتًا. ولأن بعض كتبة هذه الأيام لا يعرفون التاريخ.. فهم دائمًا يخطئون ويخلطون الأوراق.. تأكيدًا لجهلهم، ولذلك يتقولون عليه.. ونسوا أنه هو من ألغى جريمة الدعارة عام 1936 وأعطى القانون 12 عامًا مهلة لإيقاف هذه الجريمة التى انتهت أيام حكم السعديين عام 1947. وربما تكون هذه الدعارة الجسدية أخف وطأة من الدعارة السياسية التى يرتكبها هذا الرجل وأسياده.. وقد كان النحاس يكافح من أجل بناء وطن حر مستقل فواجه لذلك جيش الاحتلال وتجبر القصر الملكى وتسيد السفير البريطانى.. أما هم.. فأنتم تعرفون ما يصنعونه الآن بهذا الوطن. وبالمناسبة فإن أسماء فهمى - هذه - كانت من أعظم السيدات «الرجال» رغم أن النحاس لم يتزوجها.. وكان وزراء مصر يقفون لها احتراما وتبجيلا.. تقديرًا لدورها التعليمى ولها بالمناسبة اسم شارع فى .. مصر الجديدة.. خلف كلية البنات. ويبقى هنا أن أقول: إذا أتتك مذمة من ناقص.. ولن أكمل البيت لأن هذا البيت أنظف - حتى من أن أقوله فيه. أقول ذلك وأنا من أبناء دمياط وأقول أننى وقد عرفت أن هذا الدعى ولد فى دمياط.. أننى أنزع عنه الجنسية الدمياطية.. فهو لا يستحق أن يكون دمياطيا فالدمايطة من أشرف أبناء مصر.. إلا هو!!