مر عام علي رحيل قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، هذا الرجل الذي قال عنه الكاتب الصحفى الكبير وجدى زين الدين «حكيم هذا الزمان» لأن عشق البابا لهذا الوطن لا حدود له وله مقولته الشهيرة: «مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه»، أي مصر في الدم كانت هذه الشخصية الفريدة لها صفات عدة، منها العلم الغزير والثقافة العامة. كان ضابطاً بالجيش المصرى ثم صحفياً وترك العالم ليتعبد لله الذي خلقه وكانت هموم الوطن تشغله وأيضاً البلدان العربية وحصل علي العديد من الدكتوراه الفخرية من معظم بلدان العالم وكان يلقب بأسد الكرازة المرقسية ولا يخشى في الحق لومة لائم، كان داعياً أميناً علي أبنائه. أحبه الجميع مسلمين ومسيحيين ومن مواقفه الوطنية حرمان أقباط مصر من زيارة القدس برغم أمنية كل مسيحي، ومع ذلك لم يزعل الأقباط من ذلك. ومن مواقفه التي لا تنسى عندما زار الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش وكان يسود في تلك الأيام احتقان طائفى في بعض المحافظات وعندما وصل سألوه إذا ما كان بمصر اضطهاد ولابد من إرسال لجنة تقصى حقائق فكان رده قاسياً، فقال إذا كان يوجد فلديكم التعصب بين الأسود والأبيض، ثانياً أرفض كلمة أقلية لأننا لسنا أقلية، ونال احترام العالم أجمع. وكان يتسم بالحكمة غير العادية. وإثر حادثة كنيسة القديسين جلس صامتاً حزيناً وعندما يزعل قداسته يرفض التحدث. عاش طوال حياته علي الأرض يصنع خيراً حتي صعدت روحه إلى ربه وكانت جنازته أسطورية شهد لها العالم، زرع فينا حبنا لهذا الوطن وعوضنا الله خيراً بقداسة البابا تواضروس الثاني ليكون خلفاً صالحاً لمصرنا العزيزة.. في فردوس النعيم يا أبانا الحبيب.