أخيرا ثارت سوهاج ورفع بعض من أهلها صوتهم عاليا لا لمرسي وجماعته, لا لسياسات الإخوان, جاء ذلك الاعتراض بعد أن تصورنا جميعا أن الصعيد لا يستطيع أن يقول لا مهما لاقى من إهمال وتهميش, وأن أغلبه واقع تحت رحمة وسطوة زجاجات الزيت والسكر والعصبيات العائلية والقبلية. وبسبب ما حدث في سوهاج أيضا استطاعت صديقة طفولتى الصعيدية ابنة العمدة وأخت العمدة ان ترفع رأسها ويعلو صوتها مرة أخري وهى تتحدث معنا فى السياسة فنحن ومنذ التقينا أطفالا صغارا وهى تحمل لواء الصعيد فهو أعظم مكان وأقوي بشر فى مصر يكفى أن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من الصعيد وعبثا نحاول أن نفهمها ونذكرها أن عبد الناصر عاش وتربى في الإسكندرية وأن له أخطاء مثله مثل البشر لكنها لا تسمع ولا تسمح بتغير قناعاتها أبدا!! الى أن قامت ثوره 25 يناير والتى نسبتها بالطبع الى جمال عبدالناصر ونضطر للصمت! فماذا نفعل مع صعيدية مثلها صوتها مجلجلا دائما ومخها حجر صوان؟ وجاء الإخوان المسلمين وأعطاهم الصعيد كل الدعم والتأييد فكانت فرصتنا الذهبية لنعايرها بعد سنين طويلة بأهلها الصعايدة. انخفض صوتها, وبعد أن كانت ثورجية أصبحت محللة مبرراتية وتقمصت شخصية عماد أديب فى هدوئه الشديد وفى عرض الحقائق وتحليل المواقف ولاحظنا أن صوتها بعد كل انتخابات يخفت بشكل واضح واصيبت بالحشرجة وربطت ايشارب حول رقبتها ليقيها من برد الانتخابات, واستطعنا بعد كل هذه السنين أن نتحدث ولا ترد ونعدد مساوئ حكم عبدالناصر ونكيل الشتائم والسخائم للصعيد البرانى والجوانى وهى يا ولداه ترد علينا فى صوت واطى وبهدوووووء!! وبعد الاستفتاء الأخير على الدستور اختفى صوتها تماما ولم تعد تتحدث إلا بلغة الإشارة. وقد اضطر أولادها لعرضها على أكثر من طبيب فأجمعوا أن الأحبال الصوتية سليمة, وأنها حالة نفسية ستزول بزوال السبب, فانتشر أولادها على «الفيس بوك» و«التويتر» يحثون الصعايدة على الثورة أو حتى الاعتراض الرقيق على مرسى وجماعته من أجل أن تعود أمهم لطبيعتها ولكن دون فائدة فالصعيد راضى وهادئ ومؤيد. وأشفقنا عليها ولم نعد نتحدث فى السياسة معها أبدا, واغلق زوجها القنوات الخاصة كلها إلا محطات الاطفال؟ وزعم أن الإرسال قد أصابته سكته دماغية!! وكانت زيارة مرسي لسوهاج وخروج الأهالى فى مظاهرات ضده ورفض طلبة الجامعة وأساتذتها اللقاء معه, هى طوق النجاة لأزمة صديقتى فعاد لها صوتها مجلجلا ساطعا وفوجئنا جميعا بها وهى ترقع بالصوت الحيانى زغاريد صعيدية أصيلة, وعادت لتلقى علينا نفس المحاضرات القديمة عن عظمة الصعايدة وثورية الصعايدة!! وحينما نذكرها أن الذين ثاروا من سوهاج وليس الصعيد كله يعلو صوتها باللهجة الصعيدية عاليا (أصل أنتوا ماتعرفوش ان الصعيد كله واحد طب بس يجى مرسي كده عندينا واحنا نوري له بس يجى). ياليلة سوخة؟ يعنى لازم مرسي يلف الصعيد كله كعب داير؟؟ قرية قرية، مركز مركز، ومحافظة محافظة عشان الصعايدة ياخدوا موقف؟؟ ولكن ماذا نفعل إنه الصعيد فخر مصر وهمها ولغزها الأكبر.