بالأمس ودَّع العالم قائداً تاريخياً ليس للشعب الفنزويلي، وإنما لكل أحرار العالم، ولكل المظلومين، ولكل المجاهدين، ولكل المناضلين، ولكل الفقراء، ولكل شرفاء العالم. ودَّع هؤلاء بالأمس الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وإذا كان شعبه ودَّعه بالدموع، فإن أغلب أبناء الشعب العربي، خاصة الشعب الفلسطيني يشاطرون شعب فنزويلا هذا الألم وهذا المصاب الجلل بفقدان هذا القائد. القائد الراحل تشافيز يستحق منا نحن العرب كل الاحترام والتقدير لأنه حمل في ضميره ووجدانه أحلام وهموم وقضايا العرب، بل إنه وقف إلى جانب هذه القضايا العربية المصيرية، خاصة القضية الفلسطينية عندما ناصرها بمواقفه الشجاعة وطرد السفير الصهيوني من كراكاس بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2008، ووصف العدو الصهيوني بالمجرم والفاشي وهذه الأوصاف غابت عن ألسنة بعض حكامنا العرب، بل إن سفارات العدو بقيت في بعض عواصمنا العربية ولم يطالب حكام هذه الدول العربية، خاصة المخلوع حسني مبارك بإغلاق وطرد سفارة العدو بالقاهرة. لقد كان تشافيز عربياً في مواقفه، وعربياً في مشاعره، وعربياً في وجدانه، وعربياً في أحلامه، فقد وقف في المحافل الدولية مدافعاً عن الحق العربي، وداعماً لحركات التحرر العربية ومسانداً لكل القضايا العربية. فليس غريباً عليه إذن أن يقول عن نفسه "أنا ناصري" لأنه عرف سيرة ومسيرة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر، فكما حمل عبدالناصر أحلام وهموم وقضايا الأمة العربية، خاصة القضية الفلسطينية، لهذا ليس غريباً عليه أن يقتدي بسيرة عبدالناصر ويتخذ من عبدالناصر مثلاً أعلى له في القيادة، وترجم تشافيز ما قام به عبدالناصر مع شعبه، فاستطاع تأميم شركات النفط، كما أمَّم عبدالناصر قناة السويس، واستطاع أيضاً أن ينقذ الفقراء من الجوع والمرض، فأوجد لهم ملايين الوظائف وشهدت فنزويلا في عهده نهضة اقتصادية هائلة في الصناعة والتعليم والطب وجعل من دولته دولة عصرية متقدمة، بل إنه حقق لشعبه السيادة والكرامة تماماً كما فعل عبدالناصر لشعبه وللشعب العربي، ولعل النهضة الاقتصادية الشاملة التي عمَّت قارة أمريكا اللاتينية وحرية قرارها السيادي وتحريرها من التبعية للغرب يعود الفضل فيها إلى الرئيس تشافيز تماماً كما فعل مثله الأعلى عبدالناصر عندما شهد الوطن العربي تحت قيادته تحرير الدول العربية من الاستعمار وخاصة الجزائر، "رحم الله تشافيز العربي الناصري". نقلا عن صحيفة الشرق القطرية