مازال الشعب المصري يعاني من قرارات تصدر عن مسئولين بالدولة أرادوا لعب دور البطولة ليظهروا أمام الكاميرات ويتحدثون عن دورهم الفعال في إنقاذ جيل كامل من الشباب وتسكينهم في وظائف حكومية بالدولة، دون النظر لعواقب تلك القرارات أو تأثيرها علي المجالات الأخري، فبعد ثورة يناير أصدر الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة السابق قراراً بتعيين 530 شاباً وشابة في البيت الفني للمسرح دون الحصول علي موافقة وزارة المالية التي رفضت تقديم الدعم المالي اللازم لسداد رواتبهم وطلبت من قطاع المسرح تدبير رواتب العاملين بالأجر اليومي من ميزانيته الخاصة، مما أثر بشكل كبير علي عملية الإنتاج داخل البيت الفني وإصابته بما يشبه الشلل، خاصة أن ميزانية البيت الفني محدودة، ولا تتحمل أية أعباء إضافية حتي لو كانت بضعة آلاف، ونحاول في ذلك التحقيق سؤال المتخصصين في المسرح عن أثر تلك المشكلة وطريقة حلها: المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم: بعد ثورة يناير تم تعيين أعداد كبيرة في المسرح، ولم يضاف أحداً منهم علي الموازنة العامة للدولة، وبالتالي أصبح علي الجهات التي يوجد عندها أجور تدبير مرتباتهم، مما أثر علي عملية الإنتاج المسرحي، وبدلاً من أن يصبحوا دعماً للمسرح أصبحوا عبئاً علي البيت الفني بأكمله، وكانت تلك أحد الأسباب التي دفعتني للاستقالة من رئاسة البيت الفني لأنني لم أجد استجابة لعلاج تلك المشكلة. المخرج أحمد عبدالحليم رئيس مهرجان المسرح القومي:خطأ جسيم وقع فيه وزير الثقافة السابق عماد أبوغازي، حيث أراد الوقوف بجانب الشباب، فقرر تعيين عدد كبير منهم دون إضافتهم للموازنة العامة للدولة، فأرضي الشباب علي حساب الإنتاج المسرحي، مما أثر سلبياً علي الأعمال المعروضة التي أصبحت أغلبها أعمال شبابية بسيطة، وابتعدنا عن النجوم الكبار الذين لا نتحمل أجورهم، وأنا أعتقد أن سبب تقديم وزير الثقافة الحالي الدكتور محمد صابر عرب استقالته أنه طلب دعماً من وزارة المالية بقيمة 10 ملايين جنيه فرفضوا، في الوقت الذي دعموا فيه وزارة الشباب والرياضة ب 500 مليون جنيه لإقامة معسكرات، فوزارة الثقافة وزارة خدمية تعمل علي رفع المستوي الثقافي والعقلي لدي المصريين دون أن تنتظر مقابلاً. الفنان عبدالرحيم حسن مدير فرقة الغد المسرحية: البيت الفني للمسرح أصبح قطاعاً مسئولاً عن سداد مرتبات، وليس إنتاج عروض مسرحية، لأن ميزانية الإنتاج المسرحي ذهبت لسداد مرتبات العاملين بالأجر اليومي، والسنة المالية أوشكت علي الانتهاء دون استكمال الفرق المسرحية للخطة الموضوعة لها، وذلك بسبب المماطلة في ضخ الأموال للمسرح علي شكل لجان، وأوراق روتينية، فقاعة الغد كمثال انتظرت ما يقرب من شهر ونصف الشهر لتقدم عروض لحين الاستعداد لعمل جديد بالمسرح. الفنان ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح: ميزانية البيت الفني للمسرح تقدر بمبلغ 9 ملايين جنيه ندفع مرتبات للعاملين بالأجر اليومي بقيمة 5 ملايين جنيه، علي أن يرد نفس المبلغ في شكل دعم مالي من وزارة المالية بنفس القيمة المدفوعة للمرتبات، وهذا لم يحدث مما أثر علي عملية الإنتاج المسرحي، فبعد الثورة تم تعيين ما يقرب من 530 عاملاً بالأجر اليومي في البيت الفني، ليس لهم تأمين أو أية مستحقات مالية لدي الهيئة دون المرتب، وكان هناك محاولة من العاملين بخصم جزء من مرتباتهم لعمل غطاء تأميني لهم، ولكن التأمينات رفضت لأنهم أجور يومية من الممكن في أي وقت الاستغناء عنهم، وقرار تعيينهم لم يكن خطأ من البداية لأن هؤلاء الشباب ليس لهم مجال آخر يعملون فيه، لأن جميعهم من خريجي المعاهد والكليات المتخصصة بالمسرح، ومن حقهم العمل في هذا المكان، ولكن الخطأ جاء من العاملين بالهيئة حيث قاموا بتعيين أقاربهم البعيدين عن المجال الفني ثم تعديلهم لكادر عملهم فتحولوا من فنيين إلي إداريين، وأصبح هناك مشكلة أن عدد الإداريين متكدس، ولا يوجد فنانون أو فنيون، وبالرغم من كل ذلك لم يتوقف العمل بالبيت الفني حيث أنتج 45 مسرحية منذ 1 ديسمبر حتي الآن.