مع بداية عام2013 عبر المسرحيون عن قلقهم من استمرار تجاهل الدولة للمسرح المقلب ب الفنون الذي تزداد أزماته يوميا في ظل عجز الميزانيات وانخفاض الانتاج المسرحي وغياب التواصل بين الجمهور وصناع المسرح وتمني عدد منهم أن تنتهي هذه الأزمات في العام الجديد وتهدأ الأحوال في البلاد, وقال المخرج أحمد عبد الحليم أنه يتمني أن يكون هناك توافق وتصالح بين فئات الشعب المصري بما ينعكس علي النشاط المسرحي بشكل ايجابي, لانه كلما كانت الأمور هادئة في البلاد انعكس ذلك علي جميع نواحي الحياة وقطاعات الدولة المختلفة, مضيفا أن المسرح يعاني في الوقت الحالي عدم الاستقرار والخلافات العنيفة بين التيارات المختلفة. وقال المخرج عصام السيد أن المسرح المصري خسر الكثير خلال العام الماضي وتعاونت جميع الظروف ضده كما تطوع البعض لإغلاقه نيابة عن التيارات الدينية المتشددة, مشيرا إلي أن انتاج مسرح الدولة سيتوقف تماما بداية من يناير الحالي نتيجة لعجز الميزانيات ومازال التساؤل المهم مطروحا بين المسرحيين: أين ذهبت الميزانية ومن المسئول عن صرفها بهذه السرعة؟. وأضاف أن الحكومة لديها الاستعداد لدعم التليفزيون بمبلغ يصل إلي730 مليون جنيه ليستمر في البث والارسال ويسدد حقوق العاملين فيه, حتي تتمكن من استغلاله في التواصل مع الجمهور, بينما لا تهتم بدعم المسرح علي الاطلاق علي اعتبار انه سلعة استراتيجية لا يظهر أثرها فورا وانما علي المدي الطويل. وأكد السيد تمنيه أن يعود المسرح المصري في2013 لازدهاره وتضاء خشبات المسارح من جديد بعروض ناجحة ومتميزة ويزداد الانتاج المسرحي مرة اخري ويخرج من القاهرة والاسكندرية إلي باقي أقاليم مصر, ويتولي أمره قيادات تستحق أن تحمل هذا المسمي. واتفق معه المخرج ناصر عبد المنعم في الخسارة الكبيرة التي وقعت علي المسرح المصري خلال العام الماضي, مشيرا إلي أن مظاهر تخلي الدولة عن المسرح كثيرة وواضحة بداية من طلب تخفيض ميزانية مسرح الدولة بنسبة20% رغم انها أصلا ميزانية ضعيفة لا تكفي الانتاج سنويا, وكانت وزارة المالية في الاعوام الماضية تعززها بمبلغ معين في يناير من كل عام إلي أن تبدأ السنة المالية الجديدة لكنها رفضت ذلك هذه المرة, كما أن العاملين بالاجر اليومي في البيت الفني للمسرح لم يتم ادراجهم في الموازنة وبذلك أصبحوا يمثلون عبئا اخر. وأكد عبد المنعم أن سبب هذا التخلي ليست له علاقة بالازمة الاقتصادية بدليل أن الدولة حريصة علي دعم قطاعات اخري, وهذا مؤشر خطير له علاقة برؤية الدولة وموقفها المتجاهل للمسرح الذي يعد مقدمة لتخلي الدولة عن دورها في دعم الثقافة ككل, متمنيا أن تتغير هذه النظرة في العام الجديد ويدرك المسئولون أهمية الفن والابداع في تنمية البشرية ورفع وعي المواطن, مشيرا إلي أن غياب الثقافة عن المجتمع يتسبب في كوارث وانتشار الجهل والتطرف. بينما يري المخرج الشاب اسلام إمام أن توقف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعد خسارة كبيرة للحركة المسرحية في مصر لأنه الحدث الوحيد الذي كان يضم عروضا شبابية تعبر عن مناهج مسرحية مختلفة من دول العالم, وحتي وأن كان بعضها ضعيفا لكن البعض الاخر كان سببا في دخول تيارات مسرحية حديثة لمصر, مثل مهرجان افينيون الفرنسي الذي تأسس في1938 لانتاجات الشباب المسرحية وظهر من خلال مسرح العبث والوجودية وغيرها من التيارات, مضيفا أنه يتمني أن يدرك القائمون علي المسرح أهمية هذا التبادل والتواصل مع المسرحيين من جميع أنحاء العالم. وأضاف أن انتاج العروض المسرحية انخفض في العام الماضي بسبب أزمة الميزانيات وهو ما تسبب في غياب عدد كبير من الفنانين والمخرجين وكذلك الكتاب, وأصبحت العروض تنتج بالمصادفة وبعض المخرجين استمرت بروفاتهم لأكثر من10 شهور في انتظار الميزانية والافراج عن أعمالهم مثل عرض الحيتان, قائلا: كل ما أتمناه أن تزدهر الحركة الثقافية والفنية مرة اخري لأنه أحد أهداف الثورة والا ما كنا قمنا بها.