شهدت الحركة المسرحية في عام2012 الكثير من الاضطرابات ما بين تغييرات القيادات والخلل في منظومة الاختيار, وغياب المهرجانات المسرحية وتصاعد ازمة الميزانيات وتأثيرها علي انتاج العروض واختفاء مسرح القطاع الخاص بشكل شبه تام. وفي نفس الوقت استطاع المسرح المستقل بعد سنوات من النضال تحقيق شئ من الاستقرار وشارك في موسمه هذا العام37 عرضا مسرحيا, هذا الي جانب ظهور تيار مسرحي جديد ضعيف فنيا لكنه مدعوم سياسيا!. بدأ عام2012 بإعلان جوائز مسابقة توفيق الحكيم للتأليف المسرحي في يناير والتي نظمها المركز القومي للمسرح اثناء رئاسة المخرج ناصر عبد المنعم له, وحصل علي المركز الاول فيها نص'' البحث عن سعيد أبو النجا'' تأليف أحمد حسن البنا, والمركز الثاني نص'' الجنوبي'' تأليف شاذلي فرح, والمركز الثالث مناصفة بين نص'' الغابة في انتظار الأسد'' تأليف عيسي جمال الدين, ونص'' عيون بهية'' تأليف بكري عبد الحميد. ومنحت هذه المسابقة المسرحيين حالة من التفاؤل بمستقبل افضل للمسرح وإمكانية التغلب علي مشكلة ضعف النص المسرحي بمجهود الكتاب الشباب, ولكن علي الرغم من اعلان رئيس قطاع الانتاج الثقافي وقتها عن تعاقده مع الاربعة كتاب وشراء نصوصهم لعرضها علي مسارح البيت الفني للمسرح الا اننا لم نر منها علي خشبات المسارح خلال عام2012 سوي عرض واحد فقط وهو'' ليل الجنوب'' او'' الجنوبي'' لشاذلي فرح الذي تحمس له ناصر عبد المنعم وقدمه في مسرح الغد في سبتمبر الماضي وحقق نجاحا كبيرا خلال مدة عرضه التي لم تتعدي شهرا واحدا فقط. الي أن أعلن د.محمد صابر عرب وزير الثقافة بشكل مفاجيء في نهاية شهر أغسطس عن حركة تغييرات في قيادات مسرح الدولة وهو ما دعا عبد المنعم للتقدم باستقالته والانسحاب من مسابقات اختيار القيادات التي كانت الوزارة قد اعلنت عنها. بينما استمر السيد محمد علي في منصبه حتي نهاية سبتمبر في انتظار نتائج المسابقات التي كان قد تقدم لها, لكن المفاجأة هي أن وزير الثقافة اختار الفنان انتصار عبد الفتاح مدير مركز ابداع الغوري وانتدبه لتولي رئاسة المركز رغم أن المشكلة الاساسية التي واجهت لجان الاختيار في المسابقات هي رفض بعض الكفاءات في الحركة المسرحية الاستقالة من وظائفهم في مؤسسات اخري لتولي المنصب ورفض الوزارة من جانب اخر لاستمرار فكرة الانتداب, ومثال ذلك اساتذة اكاديمية الفنون وكذلك الفنان خالد جلال مدير مركز الابداع الفني الذي رفض التخلي عن مشروعه في استديو الابداع رغم انه كان من اقوي المرشحين لرئاسة البيت الفني للمسرح. تولي الفنان ماهر سليم مدير فرقة الطليعة رئاسة البيت الفني للمسرح بعد فترة من التخبط استمرت ما يقرب من شهرين ظل فيها المنصب خاليا, في انتظار قرار وزير الثقافة ولجان الاختيار وسط تكهنات وشائعات مستمرة اثارت البلبلة والقلق بين فرق وفناني البيت الفني للمسرح خاصة وانه يعاني من ازمة مالية كبيرة هددت انتاج العروض المسرحية. ومن اهم الظواهر التي اثارت استياء المسرحيين علي مدار العام افتقاد البيت الفني للمسرح لاستقلاليته حيث أن كافة الاعتمادات المالية في يد رئيس قطاع الانتاج الثقافي د.خالد عبد الجليل وليس رئيس البيت الفني للمسرح, وفي وقت من الاوقات كان هو المشرف علي ادارة البيت الفني وعلي قطاع الفنون الشعبية. وعلي الرغم من رفض عبد المنعم لفكرة انتخاب مديري الفرق الا انه وافق علي تنفيذها في منتصف2012 بعد اجراء بعض التعديلات بحيث يكون الاختيار من بين ثلاثة مرشحين ينتخبهم اعضاء الفرق وذلك بناء علي تقييم المشاريع الفنية وخطط ادارة الفرق التي تقدم بها كل مرشح. ومن اهم الايجابيات التي شهدتها الحركة المسرحيه تأسيس فرقة في الاسكندرية المسرحيه تابعة للبيت الفني للمسرح وافتتاح مسرح بيرم التونسي بعد تجديدات استمرت اكثر من خمس سنوات, والغريب أن لوحة افتتاح المسرح كانت تحمل عبارة'' في ظل ثورة25 يناير المجيدة تفضل د.شاكر عبد الحميد وزير الثقافة بافتتاح مسرح بيرم التونسي في26 ابريل2012'' وهي الفترة التي تولي فيها المجلس العسكري ادارة شئون البلاد, وتولي ادارة الفرقة الفنان إيمان الصيرفي بدون انتخاب, نظرا لأن الفرقة مازالت تحت التأسيس. علي الجانب الاخر توقفت بعض المسارح عن استقبال العروض حيث دخل مسرح السلام والمسرح العائم دورة تجديدات لم يتحدد موعد انتهائها, وانتقلت عروض فرقة المسرح الحديث لمسرحي البالون وميامي, ويستمر اغلاق المسرح القومي للعام الرابع نتيجة لنقص الامكانيات واحتياجه لمبلغ مالي ضخم يصل ل50 مليون جنيه توفر منه هذا العام15 مليون جنيه فقط. اما مسرح القطاع الخاص فقد عاد عن يد المخرج جلال الشرقاوي في دينا الارجوزات في بداية العام ثم'' الكوتش'' في النصف الثاني من ديسمبر.