شهد المسرح المصري منافسة شرسة بين المسرح الخاص ومسرح الدولة وكان لكل منهم آلياته فكان المسرح الخاص يعتمد علي الامكانيات الضخمة والنجوم الكبار والاستعراضات المكلفة بينما كان مسرح الدولة يعتمد علي الرسالة الهادفة والجادة التي تلمس قضايا الأفراد ولكنها كانت تقدم بامكانيات يصعب علي القطاع العام توفيرها ولذلك كانت المنافسة غير عادلة في ظل التمويل الضخم وتمويل مسرح الدولة الزهيد. ظلت هذه المنافسة لفترة طويلة حتي انتهت بخسارة الكثير من الفرق المسرحية الخاصة بسبب عدم اقبال الجمهور عليها وترك الساحة شبه خالية لمسرح الدولة والبيت الفني للمسرح وبالرغم من ذلك الا انه مازال يعاني الكثير من المشكلات التي تحول دون صعوده خاصة بعد الظروف الاقتصادية التي أثرت بشكل مؤثر علي جميع قطاعات الدولة في حين أرجع البعض سبب تدهور مسرح الدولة إلي سوء الادارة وعدم قدرة القائمين علي التطوير. عن الاسباب الحقيقية التي ساهمت في تدهور المسرح الخاص بصفة خاصة والمسرح بصفة عامة يقول المخرج عادل أنور مشكلة مسرح الدولة تتلخص في سوء الادارة موضحاً بأن الثورة لم تغير شيئاً داخل وزارة الثقافة بل اذا كان هناك تغيير فإنه للأسوأ وليس للأصلح ومازال الفساد موجوداً بكافة أشكاله. وأكبر دليل هو عدم اختيار الرجل المناسب بالمكان المناسب مستعرضاً أشكال سوء الادارة ومنها عدم توزيع المهام علي الآخرين مشيراً إلي أن المخرج يقوم بأعمال ليست من اختصاصاته مثل التنسيق والاتصال بالفنانين والتي قوبل معظمها بالرفض من الفنانين لقلة الأجور التي يقدمها لهم البيت الفني للمسرح وهنا يجد الفنان ان قيامه بتصوير مسلسل درامي أو فيلم سينمائي أفضل من التفرغ لمدة موسم كامل لأداء عرض مسرحي لم يحصل منه علي نصف ما يحصل عليه من فيلم أو مسلسل مضيفاً بأن المفترض ان تقوم ادارة البيت الفني بالمسرح بتوقيع الجزاء علي الفنانين الذين تم تعيينهم بالبيت الفني ولم يقوموا بالعمل فيه برغم حصولهم علي كافة مستحقاتهم من رواتب وبدلات وحوافز وغيرها مشيراً إلي ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة ضد الفنانين الذين يمتنعون عن العمل بمسرح البيت الفني وذلك من خلال اجبارهم علي كتابة اعتذار مسبب يمكن من خلاله توقيع الجزاء عليهم فضلا عن تدني أجور الفنانين وجميع العاملين بالبيت الفني للمسرح حيث تتراوح قيمة بدل السفر من فنان لآخر من 50 وحتي 80 جنيهاً ويكون الفنان وقتها مطالبا بتوفير مسكن ووجبات غذائية طوال فترة عرضه خارج القاهرة مقابل 80 جنيها يوميا. تؤكد عايدة فهمي مدير عام فرقة المسرح الكوميدي ان مشكلة البيت الفني للمسرح هو فقرها في النصوص المسرحية وعدم وجود نص يستطيع مخاطبة الشباب لافتة بأن الأفكار التي تقدم لها مازالت جامدة وعدم القدرة للتطوير والتجديد لكي تناسب الشباب الذي يعتبر أكبر شريحة بمجتمعنا المصري. يقول الفنان إيهاب مبروك قائلاً: بعد تدني حال مسرح الدولة بشكل عام قمت بإعداد مشروع لإنقاذ المسرح وقمت بتقديمه لوزارة الثقافة أثناء فترة الوزير الدكتور عماد أبوغازي منذ أكثر من عام لكنها حتي الآن حبيسة الأدراج. يتلخص هذا المشروع في خصم جنيهين سنوياً من كل موظف بالدولة مقابل حصوله علي كارنيه من البيت الفني للمسرح يسمح له بزيارة جميع العروض التي يقدمها البيت الفني للمسرح وذلك سوف ترفع ميزانية البيت الفني للمسرح من 37 مليون جنيه إلي 204 ملايين جنيه تخصص جزء منها لدعم الاقتصاد المصري وجزء آخر لصيانة وتجهيز وتجميل المراكز الثقافية التي توجد بجميع انحاء المحافظات حتي تصبح صالحة لاستقبال العروض المسرحية وبالجزء الاخر لصالح رفع رواتب الفنانين وجميع العاملين بالبيت الفني للمسرح.