بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية خرجت الأصوات تطالب جماعة الإخوان بتحمل المسئولية وتشكيل حكومة كاملة من الجماعة حتي تنفذ برنامج النهضة الذي أعلن عنه الرئيس مرسي في حملته الانتخابية ولكن الجماعة راوغت وتلاعبت بالمسميات وقالت انها تريد حكومة إنقاذ وتارة أخري تؤكد أنها تريد حكومة ائتلافية وقالت أيضا انها تريد حكومة تكنوقراط ولكنها خرجت علينا بحكومة تركيب من الإسلاميين والعسكر ورجال مبارك وقالت انها ستدعمها وتساندها واختارت لها واحدا من رجالها المستترين وهو الدكتور هشام قنديل. وبعد أن أثبتت حكومة قنديل فشلها بجدارة لا تزال جماعة الإخوان ترفض أن تتحمل المسئولية في لحظة تاريخية فلا هي تريد تشكيل حكومة جديدة تقول انها حكومة إخوانية ولا تريد أن تستعين بحكومة إنقاذ وفي نفس الوقت تري أن الحكومة الحالية تحقق أفضل نتائج سياسية علي أرض الواقع. ووراء رفض د. محمد بديع مرشد الإخوان وخيرت الشاطر نائب المرشد وأغلب أعضاء مكتب الإرشاد تشكيل حكومة إخوانية خالصة 5 أسباب كلها تتعلق بالجماعة وكوادرها ورؤيتها وشعبيتها التي تنهار يوما بعد آخر. (1) لأنها بلا كوادر ولا تحترف سوي العمل السري محمد أبوحامد: مرسي وجماعته بلا شرعية .. ولا يجيدون سوي الأخونة طوال 80 عاما هي عمر جماعة الإخوان لم تخرج الي النور، فأدمنت العمل السري والعمل تحت الأرض ولهذا برعت في عقد صفقات مع النظام، وهي تدرك أن ظهورها تحت الأضواء هو بداية النهاية لها، خاصة مع سقوط القناع الذي كانت ترتديه وانكشاف مخططها الاستحواذي علي الدولة فهي ترفع شعار «فلتبقي الجماعة وتذهب مصر». وعندما قامت ثورة يناير وتنحي مبارك وقفت الجماعة في المنطقة الخضراء فراحت تعقد الصفقات مع المجلس العسكري، وتغازل القوي الثورية في نفس الوقت وهذا أقصي ما تجيده الجماعة لكنها عندما وجدت نفسها في اختبار حقيقي مع السلطة فشلت باقتدار، خاصة أن ليس لها الكوادر المؤهلة للعمل حتي في مجال الدين الذي قامت علي أساس نصرته الجماعة فليس لديها أفضل العلماء ولا الفقهاء في الدين وهذا أحد أهم أسباب خوف الجماعة من تشكيل حكومة إخوانية كاملة تتولي مسئولية إدارة البلاد. فعندما وجد الرئيس مرسي نفسه في السلطة بفارق ضئيل عن منافسه لم يستطع أن يشكل حكومة إخوانية كاملة بل استعان بوزراء من حكومة مبارك واختار أن يعين في الوزارات المفصلية قيادات من الجماعة، فكانت النتيجة مزيدا من الفشل الذريع في تلك الوزارات وانتكاسات كبري فوزارة العدل تشهد مزيدا من الانهيار في عصر الوزير الإخواني أحمد مكي وانتفض القضاة كلهم بعدما اكتشفوا محاولة الأخونة الواضحة والحرب العنيفة التي شنتها الجماعة ضدهم ونفس الأمر في وزارة الإعلام التي عادت مرة أخري الي عصور التبعية ومارست الانحياز للجماعة بشكل فاضح ونفس الأمر في وزارة الخارجية التي جُمد دورها لصالح الدكتور عصام الحداد مستشار الرئيس للشئون الخارجية. وزارة التموين التي يسيطر عليها باسم عودة لم تجد سوي سياسات التجويع وتخصيص 3 أرغفة و5 لترات بنزين يوميا لكل مواطن ولم يفكر في كيفية ترشيد الدعم والحفاظ علي حقوق الغلابة وبالمثل باقي وزراء الجماعة. محمد أبوحامد البرلماني السابق قال: إن الجماعة ليست لديها كفاءات ولا شخصيات تملك رؤية مستقبلية أو خبرات في الإدارة بداية من الرئيس نفسه الذي حقق فشلا ذريعا وانتهاء بصغار الموظفين الذين يتم تعيينهم في الوزارات والهيئات الحكومية. وأضاف أن الجماعة تخشي تحمل المسئولية الكاملة في ذلك الوقت لأن ليس لديها ما تقدمه من كوادر للمواطنين فلو اختار الرئيس أن يشكل حكومة كلها من الإخوان سيتحملون كل المشاكل بل إنهم سيدخلون مصر في مزيد من الانهيارات والانتكاسات السياسية والاقتصادية وسيخسرون في الشارع فحتي الدين الذي قامت علي أساس نصرته الجماعة ليس لديها كوادر قادرة علي تفسيره بشكل صحيح. وقال: إن الجماعة تتحرك وفق مصالحها الشخصية وكلما تمكنوا في الحكم أهملوا الشعب وحقوقه وتمردوا علي الدولة واستحوذوا عليها فهم لا ينظرون إلا لذلك الاتجاه فقط. وأضاف أبوحامد: أنا ضد فكرة الحديث عن إقالة الحكومة فهذا مطلب سياسي يمنح شرعية للرئيس مرسي رغم أن شرعيته سقطت منذ أن حنث بيمينه وضرب بأحكام القضاء عرض الحائط، وبالتالي فهو فاقد شرعية وصلاحية في الحكم. وأكد أبوحامد أن الحكومة الحالية يجب أن تتم محاسبتها ومحاكمتها علي الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب، وبالمثل الجماعة التي تدرك جيدا أنها لا تجيد فن إدارة الدولة فهي تعشق السيطرة فقط وهذا ما يفسر سر عدم وجود كوادر لديها تتحمل المسئولية أمام الشعب. (2) تفتقد لرؤية اقتصادية وبرنامج للتنمية حمدي الفخراني: تولي خيرت الشاطر رئاسة الحكومة مستحيل قبل الانتخابات الرئاسية الماضية اخترعت الجماعة كذبة مشروع النهضة لتتسلل من خلاله الي قلوب وعقول الناخبين بعدما أدركوا انهيار شعبيتهم بعد فشلهم في تحقيق مطالب الشارع في البرلمان وتسخيره بما يخدم مشروعهم الاستحواذي علي مفاصل الدولة. وتمادت قيادات الجماعة في الإسهاب في شرح أهمية مشروع النهضة حتي أن أحدهم قال إن المشروع يحول مصر الي أنهار من اللبن والعسل ولكنهم بعد أن انتزعوا السلطة حولوا البلاد الي انهار تجري فيها دماء الشهداء لتكتب شهادة إدانة علي حكم الجماعة الدموي. وعندما انتظر الشارع أن تحقق الجماعة نهضتها عقب وصول مرسي الي الحكم خرج علينا خيرت الشاطر ليقتل أحلام الفقراء وليعلن أن الشارع فهم مشروع النهضة خطأ وأنه لن يكون هناك مشروع بالمعني المتعارف عليه وهكذا أعلن الشاطر نهاية الكذبة الإخوانية التي روجوا لها للوصول الي كرسي الرئاسة. بعدما تولت حكومة الدكتور هشام قنديل المسئولية قالت إنها جاءت لتنفيذ برنامج النهضة وخطة ال100 يوم التي أعلن عنها الرئيس سارت الحكومة في هذا الطريق بلا أي رؤية ولا برنامج وحتي وزراء الجماعة لم يقدموا أي برنامج واضح لعلاج الأزمات التي تعاني منها البلاد وهو ما كشف أن الجماعة تسير في طريق السلطة بلا أي برنامج واضح ولا رؤية في الحكم. الدكتور حمدي الفخراني البرلماني السابق قال: إن الإخوان ليس لديهم برنامج واضح ولذلك فلن تقدم الجماعة أيا من قياداتها الي رئاسة الوزراء ومن المستحيل أن يتولي خيرت الشاطر هذا المنصب، هم يسعون الي أخونة كل المناصب الآن وتولية كل رجال الجماعة المناصب فزوج ابنة عصام العريان تولي منصبا مهما في محافظة الجيزة أما في كفر الشيخ والغربية والشرقية يتم تصعيد رجال الإخوان الي المناصب القيادية وهذا هو فكر الجماعة التي لا تستطيع الإعلان عنه فهي لا تريد التنمية وإصلاح حال المواطن ولكنها تبحث فقط عن السيطرة علي الدولة. وأشار الفخراني الي أن الجماعة تخشي من انهيار شعبيتها في الشارع لأنها لا تستطيع أن تحقق أمنيات الشارع وطموحاته لأن رؤيتهم في الحكم تسير باتجاه سيطرتهم علي الدولة فقط وليس تنميتها وحتي مشروع النهضة الذي أصبح مثل «الفنكوش» لم يستطيعوا تنفيذه وفي الانتخابات البرلمانية القادمة ستقدم الجماعة مشروعا وهميا وتحاول أن تقنع الناس به. وقال إن مشروع النهضة الذي تمادت قيادات الجماعة في الحديث عنه وعن أنه سيحول مصر الي أنهار من العسل واللبن وأنه مطبق في 100 دولة وأعده عدد من العلماء وأنه سيجلب 200 مليار جنيه لمصر شريطة أن ينجح محمد مرسي وبعد أن حصلوا علي السلطة باعوا المصريين وقالوا إنه ليس لديهم مشروع قائم فالجماعة تسير بمبدأ واحد في الحكم وهو «حيثما توجد مصالح الجماعة فثمة شرع الله». وأشار الفخراني الي أن رؤية الجماعة في التصالح مع الفاسدين غير واضحة فالشركة المصرية الكويتية عرضت 18 مليارا للتصالح ولكن المسئولين قالوا إنها 8 مليارات فقط وهذا خطأ فأين باقي المبالغ الخاصة بالتصالح؟ بالتأكيد ستصب في مصلحة الجماعة وخطتها في السيطرة علي الدولة وهذه هي الخطة والرؤية التي تحملها للبلاد أنها جماعة تحمل الخراب لمصر. (3) التعديل الوزاري آخر كارت لتهدئة الرأي العام الغاضب محمد أنور السادات: قنديل سيتحمل وزر تزوير الانتخابات الانتخابات البرلمانية القادمة معركة حياة أو موت لجماعة الإخوان، فهي تدرك أن فقدان الأغلبية في البرلمان القادم يعني نهايتها في الحكم وبداية عصر جديد تعيشه مصر متحررة من قبضة الإخوان، وفي الوقت نفسه تعلم الجماعة أن حصولها علي الأغلبية في مجلس النواب القادم سيزيد من سيطرتها علي الدولة ويطلق يدها علي كل مؤسسات الدولة، ولذلك فهي ستقاتل من أجل أن تحصد الأغلبية حتي لو اضطرت الي المتاجرة بكل ما تملك ولهذا تحافظ علي الحكومة الحالية حتي تشرف علي عملية الانتخابات. فالجماعة تصر علي أن تشرف الحكومة الحالية علي العملية الانتخابية القادمة التي ربما تشهد مزيدا من التجاوزات مثلما حدث في الاستفتاء علي مسودة الدستور وأيضا الجماعة سيكون لديها مبرر لمهاجمة الحكومة بعد الانتخابات، خاصة أنها لا تعبر عنها ومعظمها ينتمي الي رجال النظام السابق، وهو ما سيدفع الجماعة الي إقالتها والتضحية بها لتهدئة الشارع بعد الانتخابات وساعتها ستشكل حكومة جديدة لتهدئة الشارع. فالجماعة تدرك أن تغيير الحكومة هو سياسة مبارك التي حافظ عليها طوال 30 عاما ليثبت أنه يغير ويطور من نظامه السياسي وكانت أيضا هي الكارت الأخير الذي لجأ اليه مبارك بعد ثورة يناير في الوقت الضائع لتهدئة الشارع الغاضب عليه ولولا أن مبارك استخدم الكارت في الوقت الخطأ لحققت هذه الخطوة نتيجة ايجابية فلو قام بتغيير الحكومة في الأيام الأولي من الثورة لما ارتفع سقف المطالب الي حد إسقاط النظام. الجماعة تسير في هذا الاتجاه أيضا فهي لا تريد حكومة إخوانية حتي لا تتحمل وزر ما سيحدث من تجاوزات في الانتخابات القادمة، وربما تفكر الجماعة في زيادة حصتها من الوزارات في الحكومة التي سيتم تشكيلها ولكنها لن تستحوذ علي الحكومة كلها. محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية قال: أنا أؤيد بشدة الحديث عن استحواذ الجماعة علي حكومة كاملة لو أن هناك اتفاقا علي تأجيل الانتخابات لمدة 6 أشهر فما يهمنا حتي في وجود الحكومة الحالية هو وجود ضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات من خلال إدارة مستقلة للعملية الانتخابية بعيدا عن سيطرة الجماعة. وأكد أن القوي السياسية كلها تهتم بنزاهة العملية الانتخابية والإخوان يتمسكون وتتمسك بالحكومة الحالية حتي يحملوها مسئولية ما سيحدث أثناء العملية الانتخابية ويتم تغييرها بعد الانتخابات لتجنب غضب الشارع بحيث لا ينسب الي الجماعة المسئولية عن التزوير وتبقي بعيدا عن أي شبهات أمام الرأى العام فالجماعة تترك الحكومة الحالية حتي تعلق عليها شماعة «تزوير الانتخابات» ولهذا السبب أيضا ترفض الجماعة أن تشكل الحكومة بالكامل حتي لا تتهم بالتزوير وتلاحقها تلك التهمة وتكتب الانتخابات. وأشار الي أن الكلام عن حكومة جديدة لا حكومة وطنية ليس مهما بقدر التمسك بمعايير تضمن نزاهة الانتخابات البرلمانية والحزب الفائز بعد ذلك بالأغلبية في البرلمان عليه أن يشكل الحكومة بالكامل أو من خلال ائتلافات فالأهم هو ضمان إجراءات سليمة للانتخابات لأنها الأهم والأخطر في تاريخ مصر كلها. وقال: الحكومة الحالية غير قادرة علي تحقيق نزاهة الانتخابات فلا نثق بالوعود التي تطلقها الجماعة ولهذا نطالب بلجنة مستقلة بعيدا عن الحكومة والجماعة تدير الانتخابات بكل الصلاحيات الكاملة. (4) مرسي يخشي وجود رئيس حكومة قوي منتصر الزيات: الرئيس يتمسك ب«هشام قنديل» لضعف أدائه الرئيس مرسي نفسه يقف عاجزا عن مواجهة الإخوان وفوق هذا لم يلتزم بما تعهد في حملته لانتخابات الرئاسة فلا أصبح رئيسا لكل المصريين ولا رئيسا حتي علي جماعته وصار مثل الرئيس الديكور يدير ولا يحكم ويتواجد علي رأس السلطة في مصر بشكل رمزي ليكمل المشهد الديمقراطي لكن الحقيقة أن مكتب الإرشاد يدير البلاد والرئيس مجرد تابع للجماعة فقط. القوي الثورية نفسها أدركت أن الرئيس ليس إلا ديكورا في مؤسسة الرئاسة لذلك استبدلت شعار الشعب يريد إسقاط النظام الي المطالبة بحل الجماعة وفصلها عن الرئيس حتي يستطيع أن يدير البلاد بمشاركة كل القوي السياسية وليس بمشاركة جماعته فقط. ويرفض الرئيس مرسي أن يتولي رئيس وزراء قوي رئاسة الحكومة حتي لا يحرجه فالرئيس ضعيف في مواجهة مكتب الإرشاد ويحاول أن يظهر أمام الشعب بمظهر الرئيس القوي ويخشي أن يأتي برئيس وزراء قوي من أعضاء جماعته حتي لا يسيطر رئيس الحكومة علي الحكم ولذلك فهو يدافع عن هشام قنديل ويتمسك به لأنه رئيس وزراء بيسمع الكلام وينفذ تعليمات المرشد والرئيس. فعندما دار الحديث عن حكومة برئاسة خيرت الشاطر بديلا لهشام قنديل دافع الرئيس مرسي عن رئيس وزرائه وأصر علي أن يبقي عليه وأقنع الرئيس مكتب الإرشاد بالإبقاء عليه وعدم تغييره لأنه يلتزم بالتعليمات علي حد قول الرئيس نفسه. منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية قال إن تمسك الرئيس بحكومة هشام قنديل ومطالبته بعدم تغيير الحكومة وتشكيلها بالكامل من الجماعة سببه أن يتمسك بصلاحياته المقررة له في الدستور الجديد والذي يعتبر رئيس الوزراء شريكا في الحكم وأضاف أن الرئيس يتمسك بهشام قنديل لأنه بيسمع الكلام وأداءه ضعيف في الحكومة. وأضاف أن هشام قنديل كشخص مؤدب ولكن ليست في حاجة الي شخصية مؤدبة فقط ولكن الي كفاءات ورئيس وزراء استثنائي في ظرف صعب ومصر مليئة بالكفاءات ولكن إصرار الرئيس علي موقفه يفتح باب الشكوك حول الحكومة، وقال: إن الأهم هو البحث عن رئيس وزراء يقود البلاد الي نهضة حقيقية. (5) الإخوان خائفون من انهيار شعبيتهم أبوالعز الحريري: الحكومة شماعة لتبرير فشل الرئاسة قبل الانتخابات البرلمانية حافظت جماعة الإخوان علي تقوية جسور الثقة بينها وبين الشارع وكان هناك آمال لدي قطاع كبير من المواطنين بأن تحقق الجماعة مطالبهم إلا أن الجماعة لم تقدم أي مؤشرات علي اهتمامها بالشارع حيث سعت بعد تنحي مبارك الي الجلوس مع المجلس العسكري وترتيب شكل الدولة معه، لكن الشارع لم يفقد الثقة بها ومنحها 10 ملايين صوت في الانتخابات البرلمانية! وبعد أن حصلت علي الأغلبية في البرلمان واصطدمت بمشاكل الشارع انصرفت عنها واهتمت بتغيير نظام الدولة بما يناسبها وأدارت البرلمان بطريقة سيئة وبعيدة عن مطالب الشارع وكانت النتيجة أن خسرت كثيرا من شعبيتها ونالت من السخط والغضب الشعبي ما ناله الحزب الوطني المنحل وهو ما أدي الي خسارتها 5 ملايين صوت في انتخابات الرئاسة وحصلت علي 5 ملايين صوت فقط في المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية. الجماعة الآن تتآكل شعبيتها في الشارع، ووصلت الي أدني مستوياتها وتخشي تولي المسئولية حتي لا يزيد الغضب الشعبي عليها وربما تمتد المظاهرات التي تملأ الشوارع حاليا الي حد لا تتحمله الجماعة لذلك اختارت أن تبقي علي حكومة لا تعبر عنها بالمعني الشكلي ولكنها تحقق أهدافها في السيطرة علي مفاصل الدولة وتستطيع أن تكيل لها الاتهامات بأنها من بقايا نظام مبارك حتي تبرر فشلها في إدارة البلاد فالجماعة لا تنظر الي هموم الشارع وتنمية البلاد بقدر ما تنظر الي مشروعها في السيطرة علي الدولة وتمكين رجالها في السلطة. أبوالعز الحريري المرشح الرئاسي السابق قال: إن الحكومة طبقا للدستور تنفذ السياسات التي يرسمها الرئيس فالرئيس يكون لديه برنامج ويحاول أعضاء الحكومة أن يقوموا بتنفيذه والجماعة تحاول الترويج بأنها لم تشكل الحكومة الحالية وتكون شماعة لتبرير الأخطاء، فالحكومة الحالية تنفذ سياسات الإخوان رغم أن ليس كل وزرائها من الإخوان ويكون ذلك مبررا للفشل بأن الجماعة لم تتمكن من إدارة الدولة ومازال رجال مبارك فيها. وأشار الي أن الإخوان ليس لديها برنامج واضح يحقق مصالح الشعب فبرنامجهم يحقق مصالح الطبقة الطفيلية التي ينتمي اليها أعضاء الجماعة وهم يحافظون علي برنامجهم الاستحواذي الذي كان يطبقه مبارك. وأكد الحريري أن مشروع النهضة اكتشف المصريون أنه خدعة، فالجماعة كان لديها برنامج واضح ولم يختلفوا فيه عن سياسات مبارك، وأصبحت النهضة خيالية وكان البديل أن يحصلوا علي الوزارات المفصلية ويأتي رئيس وزراء يروج له علي أنه من خارجها رغم أنه من داخل الجماعة ولو أن الجماعة شكلت حكومة خاصة بها وأعلنت عن برنامجها المحدد فسيتم فضح سياسات الجماعة أمام الشعب، وأضاف أن المشكلة ليست في الحكومة ولا في أدائها وإنما في سياسة الجماعة التي تجيد فن التبريرات السياسية