محمد بديع.. صانع الفتن لم يعترف مرشد جماعة الإخوان بالثورة منذ اندلاعها ولم يؤمن بأفكارها.. فالرجل جاء لرئاسة الجماعة لتحسين علاقتها بالنظام المخلوع وتفادى الضربات الأمنية التى أفقدتها توازنها، وكانت أول بادرة منه تجاه الرئيس المخلوع عندما أرسل برقية إلى الرئيس مبارك فى مارس 2010 يهنئه فيها بعودته سالماً من رحلة العلاج الأخيرة فى الخارج، وأدلى بتصريحات صحفية لطمأنة النظام على أن الجماعة غير معادية له فهو صاحب التصريح الشهير بأن «مبارك هو أب لكل المصريين وأن الجماعة لا تمانع فى وصول جمال مبارك إلى الحكم». ولكن «بديع» تراجع عن تأييده للنظام السابق بفضل ثورة لم يشارك فيها من البداية، فقبل اندلاعها بعدة أيام خرج المرشد بتصريحات يعلن فيها عدم مشاركة الجماعة فى مظاهرات 25 يناير، ولكنه اضطر إلى الدفع بشبابه إلى الميدان بعد أن تحولت المظاهرات إلى ثورة ووجدت الجماعة نفسها فى موقف لا تحسد عليه وأن صورتها ستهتز فى الشارع، فتراجعت عن حمايتها للنظام وشاركت فى الثورة. الجماعة شاركت فى الثورة لتحقق أهدافها فقط، فبينما كان الثوار فى الميدان يطالبون برحيل النظام وإسقاط مبارك كانت الجماعة حاضرة فى الكواليس وتعقد الصفقات مع عمر سليمان، نائب الرئيس، وتفرض عليه شروطها لتغادر الميدان وعندما وجدت أن الثوار يتمسكون برحيل النظام أصدر «بديع» أوامره إلى شباب الجماعة بالاستمرار فى الميدان لحين إسقاط مبارك. وبعد أن تنحى مبارك عن الحكم تركت الجماعة ميدان التحرير وبدأت فى عقد الصفقات مع المجلس العسكرى لترتب شكل الدولة وحافظت الجماعة على العسكر بل ودفعت شبابها فى مواجهة الثوار الذين كانوا يطالبون العسكر بتسليم السلطة. وعندما وصل «مرسى» إلى الحكم بدأ «بديع» فى تطبيق مخطط هدم الثورة وإنهاء الحالة الثورية وانقلب على مبادئها، وبدأ فى الصدام مع كل مؤسسات الدولة ودفع بشباب الجماعة إلى الشارع فى مواجهة المظاهرات الغاضبة على مخطط من التمكين كل مفاصل الدولة. وتبقى الحقيقة أن الثورة فى خطر بسبب «بديع» الذى يعاديها ولا يريد أن يحقق سوى مصالح الجماعة فقط. خيرت الشاطر.. صاحب «وهم» النهضة لا يريد خيرت الشاطر أن يتعلم من دروس الماضى، ويصر على أن يبقى حاضراً فى المشهد السياسى ليدير البلاد من خلف الستار فالرجل الذى يمتلك تأثيراً يماثل تأثير المرشد على الجماعة، أدار مخطط الانقسام السياسى وأضاع الوحدة السياسية بين القوى السياسية لتنفرد جماعته بالحكم وبدأ الرجل فى تفتيت القوى السلفية بعد أن حصلت على نسبة مقاعد عالية فى البرلمان المنحل وهو الذى يتحمل ذنب الانقسامات التى حدثت فى حزب النور. «الشاطر» الذى يعتبر همزة الوصل بين كل القوى الإسلامية دفع بهم فى مواجهة المظاهرات الغاضبة على ديكتاتورية الرئيس ومحاولة انفراده بالحكم وكانت النتيجة أن انقسم المجتمع وبدأ كما لو أن كل قوى الإسلام السياسى فى جانب وباقى القوى السياسية فى جانب آخر. «الشاطر» هو أخطر رجال الجماعة فهو الذى اختار الحكومة واختار واحداً من رجاله ليكون رئيساً لها وهو الدكتور هشام قنديل وهو الذى يدير ملف الأزمة السياسية الحادثة فى مصر الآن لتنفرد جماعته والرئيس بكرسى الحكم ويسعى إلى إسكات المعارضين لتبقى مصر بلا معارضة وتنفذ الجماعة كل مخططاتها وأهدافها فى السلطة. «الشاطر» لا يؤمن بالثورة أيضاً ويراها الطريق التى وصل عن طريقه جماعته إلى السلطة وأن عليه أن يغلق هذا الطريق على قوى المعارضة حتى لا تعبر عليه إلى كرسى الحكم. و«الشاطر» صاحب خدعة النهضة التى استخدمتها الجماعة كذبة تصل بها إلى قلوب الباحثين عن مستقبل أفضل إلى البلاد وعندما وصل إلى الحكم قال إنه لا يوجد شىء على الأرض اسمه النهضة وهى تصريحات تكشف إلى أى مدى يرى نائب المرشد الشعب المصرى؟! «الشاطر» أيضاً يريد إنهاء الحالة الثورية فى مصر وفرض كل رجاله على مؤسسات الدولة المختلفة حتى تصبح مصر كلها تحت سيطرة الجماعة ولا يهتم بالمعارضين فهو لا يرى أى قيمة للمظاهرات المعارضة للرئيس وأنه على استعداد للدفع بشباب الجماعة لمواجهتها. كما دفع «الشاطر» ب«أبوإسماعيل» وبعض المتطرفين لتكفير المعارضين وهز صورتهم فى الشارع. وجدى غنيم.. اللسان الفاحش لا يعرف الشيخ وجدى عبدالحميد محمد غنيم، المولود فى محافظة الإسكندرية سوى جماعة الإخوان، التى ناضل مع قياداتها أيام النظام السابق، وكان الرجل يتمرد دائماً على سياسات النظام المخلوع ولكن عندما وصلت الجماعة، التى قال إنه ينتمى إليها حتى النخاع إلى الحكم، ساندها ولم يتمرد عليها رغم أنها تسير على خطى النظام السابق. وجدى غنيم كان معارضاً للنظام السابق ولكنه لا يرضى بأن يكون للجماعة معارضون فهو يريد أن تغرد وحدها فى الحكم وأن تستحوذ على كل سلطات الدولة ولم يعترض على الممارسات القمعية، بل إنه يطالب الرئيس «مرسى» بأن يكون أكثر غضباً وديكتاتورية فى مواجهة معارضيه. «غنيم» لا يدخر جهداً لديه لاستخدام الدين فى خدمة أغراض الجماعة ففتاوى القتل والتكفير لديه جاهزة لكل من يخرج عن طاعة الرئيس ويطالب بالحرية التى لا يعترف بها ولا يريد أن يراها لمصر فهو يريد أن ينفذ مشروع الجماعة الاستحواذى ويستخدم الدين كوسيلة لتحقيق هذا الهدف ظناً منه أنه يمكن أن يخدع الناس باسم الدين طول الوقت. آخر الفتاوى التى خرج بها «غنيم» ما بثه فى فيديو على موقعه والذى اعتبر فيه أن المصريين الذين يتظاهرون ضد الرئيس بلطجية مؤكداً أنه يجوز شرعاً قتل من وصفهم بالبلطجية لمجرد أنهم قالوا لا للرئيس وتناسى أنه لولا الثوار الذين أسقطوا النظام ما عرفت جماعته الطريق إلى السلطة أبداً ولما وصل الدكتور محمد مرسى إلى الحكم. «غنيم» حصل على عفو رئاسى من الدكتور محمد مرسى بعدما صدر ضده حكم بالحبس ثلاث سنوات فى قضية التنظيم الدولى للإخوان ورد الجميل فوراً للرئيس عندما خرج بتصريحات يهاجم فيها الليبرليين والأقباط، حيث وصف الليبرليين بأنهم «كفرة ورقاصين» وذلك عندما انسحبوا من الجمعية التأسيسية ووصف الأقباط بأنهم قطط وكلاب. الجماعة لا تعلق على التصريحات المستفزة لأحد رجالها فهى تستخدم وجدى غنيم كسوط توجهه إلى معارضيها يسبهم ويوجه إليهم إهانات دون أن تعلق أو تعترض فهى التى تدفعه إلى مهاجمة المختلفين معها وتكون كلماته النابية عقاباً لكل من يتجرأ على الجماعة. حازم أبوإسماعيل.. ذراع تأديب المعارضة لا يمكن أن يتحرك الشيخ حازم أبوإسماعيل إلا بموافقة الجماعة التى تحدد له طريق سيره وتحذره من الخروج عليه حتى لا تغضب عليه فالرجل منذ أن خرج من سباق الرئاسة خاسراً بعد كشف فضيحة جنسية والدته الأمريكية التى ظل الرجل يكذب ويناور ويخفى الحقائق حتى كشفت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الحقيقة ومنذ ذلك الوقت وهو يتخفى فى رداء الجماعة. قدم «أبوإسماعيل» حركته التى أنشأها أثناء الانتخابات الرئاسية لتسانده وأطلق عليها اسم «حازمون» قرباناً إلى الجماعة تنفذ أوامرها وتكون أحد أجنحة الميليشيات التى تمارس الإرهاب والبلطجة فى الشوارع باسم الدين فهو يعتقد أنه الرجل الوحيد الذى يحمل لواء الشريعة ويدافع عنها رغم أنها بريئة من كل أفعاله التى لا تمت بصلة إلى الاسلام. رغم خلافاته السابقة مع الجماعة إلا أن اطماع السلطة فرضت عليه أن يعيد جسور الود مع خيرت الشاطر، نائب المرشد، ومحمد بديع، المرشد العام للجماعة، ولم يمانع فى أن يجعل من نفسه عجينة فى أيدى المرشد ونائبه يشكلانها حسب رؤيتهم وبما يخدم مصالحه فالأهم عنده هو أن ينال جانباً من عسل السلطة وأن ينال الرضا الإخوانى. وقدم «أبوإسماعيل» للجماعة أول قربان يتقرب من خلاله إليها عندما دفع بأعضاء حركته أمام مدينة الإنتاج الإعلامى تحت شعار «تطهير الإعلام» وترك «أبوإسماعيل» أعضاء حركته يعتصمون للضغط على الفضائيات لتغيير موقفها من الرئيس وعندما شعر بأن هجوم الإعلام الكاسح عليه شوه صورته فى الشارع انسحب بهدوء موجها قبلته إلى الأحزاب. أطلق «أبوإسماعيل» بلطجيته على حزب الوفد وصحيفته وحاولوا ردع الحزب عن المواقف المنحازة إلى الشعب والمعارضة للرئيس ولكن مخططه فشل بعد أن تم الكشف عن أعضاء التنظيم الذى هاجم الحزب ولكن لأنه متمتع بحماية إخوانية لم يقترب منه أحد حتى الآن. «أبوإسماعيل» قاطع الميدان الآن رغم أنه شارك فى الثورة من أجل أن يجمل صورته فى الميدان ودفع رجاله ليروجوا له ولمشروعه ظناً منه أن الشعب يمكن أن ينخدع فيه، ولكن بعدما انكشفت الحقائق غاب «أبوإسماعيل» عن الميدان ولم يعد يذهب إليه.