190 عامًا من التشريع لرعاية الأطفال.. كيف تصدرت مصر حماية الطفولة عالميا؟    وزير التعليم العالي يعلن أسماء 50 فائزًا بقرعة الحج    قرار جمهوري بتجديد ندب قضاة للجنة التحفظ على أموال الجماعات الإرهابية    انتظام التصويت بالسفارة المصرية في الرياض    تسليم 2833 بطاقة خدمات متكاملة لذوي الإعاقة بالشرقية    أكاديمية مصر للطيران للتدريب و"سال" السعودية توقعان اتفاقية تعاون استراتيجي لتعزيز التدريب    محافظ أسيوط: إقبال كبير على منافذ بيع اللحوم البلدية بسعر 290 جنيهًا للكيلو بديروط    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    «التعليم» تنشر أبرز تصريحات الوزير محمد عبد اللطيف عن العملية التعليمية | انفوجراف    الأولى بعد المائة من قوافل «زاد العزة».. الهلال الأحمر المصري يواصل دعم غزة بمساعدات غذائية وطبية وشتوية    إصابة إيزاك وتألق صلاح في الأمم الأفريقية يربكان حسابات ليفربول    مدافع من سيتي وآخر في تشيلسي.. عرض لتدعيم دفاع برشلونة من إنجلترا    مانشستر يونايتد يضع نجم لايبزيج على راداره لتعزيز صفوفه الصيف المقبل    الحبس 3 أشهر للمتهمة بسب الفنان محمد نور    وكيل تعليم أسيوط يناقش استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الأول    السكة الحديد: تطبيق التمييز السعري على تذاكر الطوارئ لقطارات الدرجة الثالثة المكيفة.. ومصدر: زيادة 25%    سبق تداوله عام 2023.. كشفت ملابسات تداول فيديو تضمن ارتكاب شخص فعل فاضح أمام مدرسة ببولاق أبو العلا    جريمة قتل في شبرا الخيمة: تأجيل محاكمة الترزي المتهم بطعن سيدة حتى الموت    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بقيمة 7 ملايين جنيه    ليس نهاية الطريق!    أسماء الأباصيري تنال درجة الماجستير في الإعلام بتقدير ممتاز    شقيقة طارق الأمير تنهار بعد وصول جثمانه لصلاة الجنازة    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 1.4 مليون خدمة طبية بمحافظة البحر الأحمر خلال 11 شهرًا    بالأعشاب والزيوت الطبيعية، علاج التهاب الحلق وتقوية مناعتك    "البحوث الزراعية" يحصد المركز الثاني في تصنيف «سيماجو» لعام 2025    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    أمم أفريقيا 2025| تفوق تاريخي للجزائر على السودان قبل مواجهة اليوم    إيمان العاصي تجمع بين الدراما الاجتماعية والأزمات القانونية في «قسمة العدل»    أمم إفريقيا – براهيم دياز: سعيد بتواجدي في المغرب.. والجمهور يمنحنا الدفعة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-12-2025 في محافظة قنا    وزير الري يحاضر بهيئة الاستخبارات العسكرية ويؤكد ثوابت مصر في ملف مياه النيل    الداخلية تكشف حصاد 24 ساعة من الحملات المرورية وضبط أكثر من 123 ألف مخالفة    محمد بن راشد يعلن فوز الطبيب المصري نبيل صيدح بجائزة نوابغ العرب    بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى ويعقبه مؤتمر صحفي    ڤاليو تتعاون مع تاكتفُل لتعزيز تجربة العملاء عبر حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة    لأول مرة في التاريخ.. الصادرات الهندسية المصرية تسجل 5.9 مليار دولار    بعد تعرضه لموقف خطر أثناء تصوير مسلسل الكينج.. محمد إمام: ربنا ستر    ميدو عادل يعود ب«نور في عالم البحور» على خشبة المسرح القومي للأطفال.. الخميس    كيف واجهت المدارس تحديات كثافات الفصول؟.. وزير التعليم يجيب    بولندا: تفكيك شبكة إجرامية أصدرت تأشيرات دخول غير قانونية لأكثر من 7 آلاف مهاجر    الدفاع الجوي الروسي يدمر درون حلقت باتجاه موسكو    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    حمادة صدقي: منتخب مصر فاز بشق الأنفس ويحتاج تصحيحا دفاعيا قبل مواجهة جنوب أفريقيا    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    هاني رمزي: أتمنى أن يبقى صلاح في ليفربول.. ويرحل من الباب الكبير    رئيس هيئة الرعاية الصحية: مستشفى السلام ببورسعيد قدكت 3.5 مليون خدمة طبية وعلاجية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    دبابات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته تطلق النار بكثافة صوب منطقة المواصي جنوب غزة    رئيس دولة التلاوة    رغم تحالفه مع عيال زايد وحفتر…لماذا يُعادي السيسي قوات الدعم السريع ؟    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 24 ديسمبر    خطوة جديدة لوقف حرب السودان.. وبيان عربي يصفها ب «الأمل»    إيران تنتقد الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لعدم التزامهم بالاتفاق النووي    فنزويلا: مشروع قانون يجرم مصادرة ناقلات النفط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد حبيب : «الإخوان» وعمر سليمان حاولا الاتفاق على مغادرة الميدان مقابل الإفراج عن خيرت الشاطر.. وخلاف الجماعة مع «العسكرى» ظاهرى.. ومبرراتها للتنافس على قيادة الدولة مثيرة للاستهجان


نقلا عن اليومى..
لا يمكن أن يتصور أحد أن العلاقة بين الدكتور محمد حبيب وجماعة الإخوان المسلمين انقطعت بمجرد إعلانه الاستقالة من مجلس شورى الجماعة أو خروجه من مكتب إرشادها بعد فترة استمرت 23 عاما؛ فالرجل إخوانى لحما ودما، ويجسد التيار الرئيسى بالجماعة حتى لو لم يكن يحمل أى صفة تنظيمية، ولذلك حينما تسعى «الإخوان المسلمون» اليوم للترشح إلى رئاسة الدولة فإن الرجل بلا شك لديه الكثير كى يقوله:
◄ ما تقييمك لتغير موقف الإخوان وطرحها مرشحا لانتخابات الرئاسية؟
◄ هذا خطأ استراتيجى كبير، جعل مصداقية الإخوان على المحك، فالشعب يراقب ويحلل التردد فى قرارات الجماعة وهو أمر يخصم من رصيدها ويقلل من مصداقيتها عند رجل الشارع، إضافة إلى أن هذا التصرف خلق أزمة عدم ثقة بين الإخوان والقوى السياسية الأخرى.
◄ هل هذا القرار يعطى انطباعا بأن الإخوان لديهم رغبة فى السيطرة على كل مناصب الدولة؟
◄ بالطبع، إضافة إلى الوضع فى الاعتبار أن التحديات التى تواجهها الجماعة ضخمة ولا يمكن تحملها بمفردها وهذا يستلزم تكاتف جهود كل القوى، لكن فى حالة استعداء القوى السياسية يصعب التنسيق والتعاون.
◄ برأيك.. هل ترى أن المبررات التى طرحتها الإخوان لتسويق قرار المنافسة على رئاسة الدولة منطقية؟
◄ بالعكس أراها مضحكة ومثيرة للاستهجان.
◄ كيف ترى الخلاف بين الإخوان والمجلس العسكرى؟
◄ أراه خلافا ظاهريا وغير حقيقى وغير جاد، وإذا نظرنا من زاوية نظرية المؤامرة سنجد أن جزءًا من الخلاف كان للضغط على العسكر للدفع بمرشح من الإخوان، فعندما يصدر عفو عن الشاطر لا نعلم تفاصيله حتى الآن فهذا أمر للتغطية عن حدث آخر.
◄ كنت مازلت عضوا بمجلس شورى الإخوان عند صدور قرار الجماعة بعدم الدفع بعضو لمنصب الرئاسة فى اجتماع بتاريخ 10 فبراير، ماذا حدث فى هذا الاجتماع؟
◄ أنا رفضت حضور هذا الاجتماع وكان من المفترض أن يعقد اجتماع بينى والدكتور بديع، ولم أكن مشاركا فيه، لكن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح حكى لى ما حدث، وهو أن عددا من الأعضاء اعترضوا على لقاء الدكتور محمد مرسى والدكتور سعد الكتاتنى مع عمر سليمان بهدف الحوار مع القوى السياسية وكنت رافضا لهذه المقابلة لأنى أعلم أن سليمان كان يريد شق صف القوى المتواجدة فى الميدان ما يؤثر على وحدة القوى.
◄ هل تم استشارة مجلس شورى الجماعة بشأن هذا اللقاء؟
◄ كان هناك أمر آخر، وهو حدوث لقاء بين قيادات الجماعة منفردين مع عمر سليمان قبل هذا اللقاء دون الرجوع لمجلس شورى الجماعة ما أثار غضب أعضاء الشورى، وكان ذلك قبل 2 فبراير الذى شهد موقعة الجمل.
◄ وما فحوى هذا اللقاء؟
◄ كان محاولة لصرف الإخوان عن الميدان مقابل الإفراج عن بعض القيادات من الجماعة مثل خيرت الشاطر، لكن الشباب رفضوا.. وهذا ما بلغنى.
◄ هل فعلا خلال الاجتماع الذى صدر فيه قرار بعدم الترشح أثار الدكتور عبدالمنعم الموضوع واختلف معهم وغادر الاجتماع؟
◄ هذا أمر يسأل عنه عبدالمنعم أبوالفتوح ولو كان موجودا وأخذ القرار؛ وارد أن تحدث مناقشة وحتى لو كان خرج وبلغ به كان من الممكن عقد اجتماع مجلس شورى فلا توجد موانع تحول بينه وبين الاجتماع بمجلس الشورى، وبالمناسبة مجلس الشورى لم يعقد منذ 17 عاما منذ يناير 1995.
◄ الجدل الذى صاحب اللقاءين «الخفى والمعلن» بين الإخوان وعمر سليمان كانت الجماعة ترد عليه باستمرار مشاركتهم فى الثورة يوم موقعة الجمل؟
◄ هناك أمران أساسيان، أولا مشاركتهم كانت أمرا عظيما فى حماية الثورة وإلا لكانت تكررت أحداث شارع محمد محمود، وثانيا استجابة الجماعة لإصرار الشباب على عدم مغادرة الميدان وهذا أيضا أمر مهم ويحسب لها.
◄ ولكن البعض يرى أن استجابة قيادات الإخوان لرغبة الشباب جاء نتيجة ضغط اللحظة وفقدان السيطرة عليهم؟
◄ هذا طبعا أمر وارد لأنه لو كان هناك إصرار على الانسحاب كان سيأخذ مداه، حتى ولو انسحب جزء بغض النظر عما إذا كان هذا الإصرار صغيرا أم كبيرا، خاصة أن بداية خروج الشباب إلى الميدان مع بداية الثورة كان بتوجيهات وتعليمات من قيادة الجماعة وبالتالى فهم أصحاب القرار.
◄ نعود إلى قرار عدم الترشح للرئاسة، ماذا كان موقفكم منه؟
◄ كانت وجهة نظرى متطابقة مع قيادات الجماعة وكنت أرى هذا القرار صائبا %100، فلا يجب على الجماعة فى هذا التوقيت بالذات أن تتصدر المشهد السياسى وكانت رسالة تطمين للرأى العام داخليا وأعلنت هذا صراحة على صفحتى بالإنترنت، وأكدت أننى لست موافقا على ترشح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وإن كنت أراه أهلا لمنصب الرئيس.
◄ لكنك عدت وحسمت موقفك بعد ذلك بأن صوتك سيكون لأبوالفتوح؟
◄ صحيح، لكن هذا جاء بعد قرار فصله الذى أعتبره معيبا، لأن الفصل يجب أن يكون بسبب مخالفة ثوابت المنهج أو الفكر أو القيم الأخلاقية للجماعة أما مخالفة القرار الإدارى أو السياسى فهذا يقضى بتجميد العضوية، وأنا اعتبرت فصل أبوالفتوح رسالة مفزعة ومقلقة للرأى العام فإذا تعاملت قيادة الجماعة بهذا الشكل مع رجل فى مكانة أبوالفتوح بالفصل إذن ماذا سيكون موقفهم مع جماعة المعارضة حال وصولهم لسدة الحكم؟!
◄ هل قرار فصل عبدالمنعم كان ضمن دوافعك الخاصة للاستقالة من الإخوان؟
◄ هذا كان جزءا، لكن الجزء الآخر كان يتعلق بالتعديلات الدستورية، حيث فوجئت بأعضاء مكتب الإرشاد عقدوا مؤتمرا صحفيا، وأعلنوا موافقتهم على التعديلات الدستورية دون الرجوع لمجلس شورى الجماعة، وهذا التصرف ربما كان له ما يبرره أثناء وجود الدولة البوليسية لكن الآن مجلس الشورى يمكن له أن يجتمع فى أى وقت.
◄ هل الانشقاقات التى حدثت داخل الإخوان بعد إعلان بعض شبابها دعمهم لأبوالفتوح ينذر بثورة داخلية على قواعد الجماعة؟
◄ لا شك أن ترشح أبوالفتوح أحدث قلقا داخليا، لأن عملية فصله كانت غير مقبولة، فالشباب الذى استطاع إسقاط رأس النظام لديه تصور وثقافة مختلفان، فلا مانع من الثقة فى القيادة لكن مع احتفاظ الأفراد بحق الفهم والاعتراض.
◄ حالات الفصل التى شهدتها الجماعة بعد الثورة لم تحدث فى تاريخها.. أليس هذا غريبا؟
◄ هذا حقيقى، لكن لا يمكن أن تقارن بين وقت كانت تمارس فيه ضغوط كبيرة على أعضاء الجماعة من اعتقالات وقمع والآن، ففى وقت الأزمات كان الجميع متكاتفا وكل المواضيع ترحل.
◄ هل كنت تتوقع أن يدفع الإخوان بخيرت الشاطر كمرشح للرئاسة؟
◄ لم أكن أتوقع ذلك، لكن عندما يتم اختيار شخص كالدكتور سعد الكتاتنى لرئاسة مجلس الشعب فليس من المقبول أو المعقول ترشح خيرت الشاطر لرئاسة الحكومة فقط.
◄ لماذا؟
◄ لأن الكتاتنى يعتبر من تلاميذ الشاطر، وإذا تم اختياره رئيسا لمجلس الشعب فإن رئاسة الحكومة يمكن أن تناسب محمد مرسى وليس خيرت، وبالتالى منطقيا لم يكن متوقعا أن يكون الشاطر فى منصب أقل من منصب تلميذه.
◄ هل قرار ترشيح «الشاطر» جاء من باب الطمع فى منصب الرئاسة أم لإضعاف شعبية أبوالفتوح؟
◄ هذا أحد الأسباب المهمة طبعا، فشعبية عبدالمنعم كانت مصدر قلق كبير لأنها ليست فقط داخل الجماعة بل ممتدة بين أتباع مختلف القوى السياسية والشعبية.
◄ هل الشاطر خير من يمثل الإخوان لمنصب رئيس الجمهورية فى تصورك؟
◄ أى شخص تقدمه الجماعة سيكون أفضل من مبارك بكثير، وخيرت هو الأبرز داخل الصف الإخوانى حاليا.
◄ أليس غريبا أن يتم الدفع بالشاطر وهناك عوار قانونى أدى لاستبعاده كما أننا لم نعرف له تاريخا فى الممارسة السياسية؟
◄ نعم، وهذا يرجع لأن شبكة علاقاته الخارجية خارج التنظيم تكاد تكون محدودة وارتباطاته بالقوى السياسية متواضعة، ودرجة انفتاحه على الآخرين خارج الجماعة أيضا ضعيفة.
◄ هل كان الشاطر من أنصار فكرة عدم ضرورة انفتاح الإخوان على الآخرين؟
◄ ليس الأمر كذلك، ولكن المشكلة كانت دائما فى مساحة الانفتاح على القوى السياسية، فالبعض كان يحدد نسبة %5 من وقت وجهد الجماعة لها والبعض الآخر كان يختلف مع هذا الرأى.
◄ بعد خروج أبوإسماعيل من سباق الرئاسة.. هل تذهب أصوات السلفيين إلى الشاطر لو تم قبول طعنه؟
◄ خروج حازم سيصب كثيرا لصالح الشاطر، لكن أبوالفتوح له جمهور عريض من المتدينين، جزء منهم يتعاطف مع الإخوان وجزء يتعاطف مع المزاج السلفى وجزء ثالث يتميز بالتدين العادى وهو من سيدعم أبوالفتوح، ولكن هذا سيتوقف على مدى ما تقوم به الجماعة للترويج للمهندس خيرت.
◄ ألا ترى أن مهمة الجماعة فى التسويق لشخص ظل سنوات طويلة غامضا كان أمراً صعبا؟
◄ بالتأكيد سيكون أمرا صعبا جدا خاصة أنه غير معروف على المستوى الشعبى العام، لكن مع الوقت والانتشار ربما يختلف الأمر.
◄ هل الشاطر كان يرفض فعلا الظهور فى الحياة العامة؟
◄ نعم وهذه طبيعته ولايمكننى التحدث فيها.
◄ كان أول تعليق لك على خبر ترشح الشاطر قولك إنه تاجر؟
◄ الحقيقة أن وصفى لم يؤخذ على محمل صحيح، فعندما سألونى عن عمل الشاطر خلاف نشاطه الدعوى قلت إنه تاجر ثم ذكرت أنه تاجر فى الأراضى والاستثمارات العقارية وساهم فى شركات أدوية.
◄ هل هذا ربما يرجعنا مرة أخرى إلى حكم رجال الأعمال؟
◄ ليس ضروريا أن يكون رجل الأعمال خائنا ومخادعا دوما، وأرجو أن نحسن الظن لكن على الجانب الآخر يجب أن تكون هناك صفات تتوافر فى رئيس الجمهورية، فالتاجر دائما يتعامل مع مفردات ومواد جامدة، لكن فكرة الحلم والخيال التى يستلزمها رئيس الجمهورية غير متوافرة لدى رجال المال، حيث منهجية التفكير لديهم دائما هى «هات وخد».
◄ هناك اعتقاد بأن خيرت كان يدير الإخوان من داخل محبسه بل كان هو المخطط الرئيسى للإطاحة بك من مكتب الإرشاد.. هل هذا صحيح؟
◄ هذا الكلام صحيح بجزء وأنا سأتناول تلك الحقيقة فى كتابى الجديد إن شاء الله لأن هذه الأحداث تعتبر تاريخا، وأنا حريص على أن يكتب التاريخ كما رأيته وكما حدث.
◄ هل هذا الكتاب سيصدر قبل الانتخابات الرئاسية أم بعدها؟
◄ أعتقد أنه سينشر بعد الانتخابات.
◄ قضيت سنوات طويلة داخل الجماعة.. ما مدى صحة ما يتردد حول الصورة المصدرة للرأى العام عن الشاطر بأنه الأخطبوط الذى يسيطر على التنظيم؟
◄ الشعب المصرى معتاد على ترديد بعض الروايات التى لا أصل لها من الصحة، ونحن لدينا ولع بالغموض والألغاز، وهذا قد يضخم من حجم الأحداث ولا يوجد مبرر على الإطلاق لهذا الفزع ولا هذا الرعب.
◄ هل حلم الدولة الإسلامية لن يتحقق فى اقتصادك؟
◄ قد يكون هناك حلم، لكن بعض التراكمات التى حدثت سواء فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية أو اللجنة التأسيسية، ورئاسة الدكتور الكتاتنى لها أمر قد يعوق من هذا الحلم.
◄ هناك بعض الشواهد التى تؤكد أن الشاطر يسيطر بالفعل على الجماعة؟
◄ لنكن واقعيين.. الشاطر جزء من كل.. هو مجرد جزء من مجموعة داخل الجماعة سواء على مستوى مركزى أو مستوى غير مركزى لكن دائما نحن نهول من حجم الشخص.
◄ ما حقيقة التفاهمات بين الإخوان وجهاز الأمن بشأن انتخابات 2005؟
◄ خلال هذه الفترة لم يكن الأمريكان يضغطون فقط على نظام مبارك بل كان الضغط على كل الأنظمة فى الدول العربية بهدف إبعاد أى تصور أو فكرة تشير لوجود كراهية من الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الشعوب العربية لتصدير فكرة أن سبب الاعتداءات من الإسلاميين على النظام الأمريكى ليس التعامل الأمريكى، ولكن بسبب النظم القمعية فى الدول العربية التى أفرزت بديكتاتوريتها نماذج تلجأ للعنف، وبالتالى على الإدارة الأمريكية أن تسعى للضغط على الأنظمة العربية بحيث تعطى هامشا من الحرية للتيار الإسلامى فلا يلجأ للعنف، وكان من مصلحة النظام هندسة الانتخابات البرلمانية بشكل ديمقراطى حتى يرضى الإدارة الأمريكية، ونحن طبعا كنا على وعى بالمخطط، وكان يحدث أمامنا أن الانتخابات والاستفتاءات تزور وهناك عصيان مدنى مقمع فى الشارع لأن المواطن كان يدرك أن أى صوت معارضة يتبعه ضرب وسجن، لذا فالشعب آثر الصمت، لذا كان همنا كيف نخرج الشعب من صمته وسلبيته، وحدث وقتها لقاء بين قيادات أمن الدولة ومحمد مهدى عاكف المرشد العام السابق، لتحديد ملامح الخطة وزيادة عدد المرشحين.
◄ على ماذا كان يستند هذا التفاهم تحديدا؟
◄ كان أمن الدولة يريد التفاهم حول مقاعد معينة، ونحن رافضون لهذا تماما ونريد رفع سقف المرشحين إلى 200 عضو، وهم يريدون تخفيضها إلى 100 على أقل تقدير، وبعد مرحلة طويلة من الضغط وصل العدد إلى 121 مرشحا.
◄ ماذا تضمنت التفاهمات أيضا؟
◄ الأمر كله كان يدور حول مسألة أعداد المرشحين وهم كانوا متصورين أن عدد الناجحين لن يزيد على 40 لكن هذا لم يكن فى بالنا فنحن كان يهمنا أصوات الشعب، وعند المرحلة الأولى أفرزت 34 نائبا إخوانيا أصيبت الدولة بحالة هلع وأفرزت المرحلة الثانية 42 نائبا فأصبح العدد 76 عضوا إخوانيا، وعلى عهدة محمد حسنين هيكل اتصل مبارك برئيس الصهاينة ليعبر له عن هلعه.
◄ هل لم يطلب منكم تخفيض عدد المرشحين؟
◄ نحن وقتها قطعنا الاتصال مع أى جهات خارجية، وبالفعل حاولوا الاتصال بنا والاجتماع بخيرت الشاطر لكننا رفضنا أى تواصل.
◄ هناك رواية تتحدث عن أن خيرت استجاب للضغوط فى المرحلة الثالثة فتصديت أنت له.. ما حقيقة ذلك؟
◄ لم يحدث هذا إطلاقا، لاننا كنا واضعين تخطيطا جيدا، وعندما جاءت النتيجة على هذا النحو فى المرحلتين الأولى والثانية وقعت مصادمات بيننا وقوات الأمن فى المرحلة الثالثة أسفرت عن 14 جريحا و800 مصاب ومعوق و1700 معتقل ولم ينجح من الإخوان فيها سوى 12 عضوا، ووقتها شعر النظام أننا خدعناه.
◄ هل كانت القضية العسكرية عقابا على هذه الخديعة؟
◄ أذكر أن خيرت الشاطر قال لى بعد انتهاء الانتخابات وحصول الإخوان على هذا العدد من المقاعد: لو وصلوا لينا سيشنقوننا.. لكن الانقلاب فى الاستراتيجية الأمريكية لم يرتبط بانتخابات 2005 بل كان بسبب الانتخابات التشريعية فى فلسطين يوم 25 يناير 2006 وفوز حماس بأغلبية البرلمان، وهنا صار واضحا أنه متى أتيح قدر من الحرية للحركة الإسلامية ستحقق الأغلبية على مستوى المنطقة، وهذا يعنى تغير الواقع السياسى ومن هنا تم فتح باب الاعتقال على مصراعيه.
◄ هل كانت هذه المرة الوحيدة التى حدث فيها تفاهم بينكم والأمن؟
◄ نعم، فالنظام لم يكن بحاجة إلى التفاهم الذى يعتبره وسيلة للضغط، وأنت تعلم ما حدث فى انتخابات 1995 لم ينجح وقتها غير مرشح إخوانى واحد وفى انتخابات 2010 لم ينجح أحد.
◄ هل ترشح الشاطر للرئاسة يصب فى مصلحته والجماعة فى اعتقادك؟
◄ كنت أود أن يحتفظ الشاطر برصيده من الرأى العام لأنه يوم أن يفقد هذه الثقة نتأكد أن الاختيار من الأول كان خطأ والشعب يكره مسألة الاحتكار، فكون أن يصبح البرلمان والوزارة وواضع الدستور والرئيس من الإخوان أمرا أعتقد أنه لن يقبله الشعب وإن كنت أرى أن بعض التصرفات الحمقاء للقوى الليبرالية قد تدفع المواطنين للتوجه نحو مرشحى الإخوان.
كيف تقيم المنافسة بين خيرت وأبوالفتوح؟
◄ المهم أن تكون هناك مظلة أخلاقية تظلل هذه المنافسة بين المرشحين، لذا نطالب الإخوان بألا يرسموا صورة للشاطر تتجاوز المعقول لأننا فى النهاية بشر، ولا يوجد شخص يحكم بمفرده، فقد أكون رجل أعمال ناجحا جدا، لكن سياسى فاشل جدا.
◄ ما حقيقة الإمبراطورية الاقتصادية لخيرت وتداخلها مع أموال الإخوان؟
◄ الجماعة تعرضت لشائعات كثيرة بأن رؤوس أموالها وصلت إلى 2 مليار وبعد بحث الخبراء وصل المبلغ 24 مليونا، وهو لا يعكس أى نشاط اقتصادى فعلى للإخوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.