من خلف الستار ووراء الكواليس يدير الدكتور محمد بديع المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين البلاد ويحرك الأحداث دون أن يراه أحد فهو الرجل الذى يصنع مسار الأحداث ويصدر القرارات ويطبخ القوانين فى مكتب الإرشاد وبعدها يرفعها الى الرئيس مرسى لإقرارها ولا يملك أحد داخل الجماعة أو حتى مؤسسة الرئاسة حق الاعتراض علي قراراته وكلماته نافذة على الجميع فمبدأ السمع والطاعة يفرض على الجميع طاعة المرشد وتنفيذ أوامره. من منطقة المقطم حيث مقر جماعة الإخوان المسلمين يجلس بديع ليدير شئون البلاد خاصة بعد وصول المرشح الإخوانى إلى السلطة فالدكتور مرسى قالها فى بداية حملته الرئاسية انه لم يكن طامعا فى المنصب ولكنه استجاب لرغبة مكتب الإرشاد الذى اجتمع فى لحظة فارقة حسم خلالها امر ترشيح الجماعة لمرشح رئاسى. يتحمل بديع وزر ما حدث فى المرحلة الانتقالية من خطايا وجرائم فالجماعة عندما وضعت أول قدم لها فى السلطة اشتبكت مع كل المؤسسات والقوى السياسية وتنازلت عن كل مبادئ الثورة ورسمت لنفسها مسارا خاصا بعيدا عن المصلحة الوطنية لتصل فى نهايته الى السلطة. فبديع لا يرى فى السلطة غير سياسة التمكين لجماعة الإخوان والاستيلاء على مفاصل الدولة فقط ويفعل غير ما يقول فرغم أن جماعته ترفع شعار «مشاركة لا مغالبة» إلا أن الواقع يكشف غير ذلك فالجماعة لا تريد ان يشاركها فى السلطة أحد وتنفرد بكل السلطات وبديع يدير المخطط من مكتب الإرشاد ولا يهتم بحالة الانقسام السياسى التى تسبب فيها هو ومندوب الجماعة فى الرئاسة الدكتور محمد مرسى. بديع وجماعته كانوا العامل الأساسى فى معادلة تخريب المرحلة الانتقالية فطمعهم فى السلطة وسياسة الاستحواذ والإقصاء التى مارسوها كانت عاملا أساسيا فى عدم استقرار البلاد خاصة انها ساندت العسكرى فى البداية ودعمت وجوده فى السلطة من أجل ان تحقق هدفها فى الوصول إلى رأس السلطة. وتحولت الجماعة على يد مرشدها بديع بعد أن وصلت السلطة إلى الوجه الآخر للنظام السابق فسارت على خطى الحزب الوطنى المنحل وطبقت نفس أساليبه فى الحكم وإدارة البلاد وتحولت الأغلبية التى حصلت عليها بمباركة المجلس العسكرى وبفضل الاستقطاب الدينى الى مطبات تحاول عرقلة قطار الثورة. بديع يقود مصر الآن إلى سيناريو الحرب الأهلية بعد أن قامت جماعته بتمرير مواد الدستور رغما عن أنف كل القوى السياسية وكل فئات المجتمع الرافضة للمسودة ولكن المرشد يدافع عن الدستور حتى إنه كتب على تويتر قبل أن يصدر الرئيس قرارا بدعوة الناخبين الى الاستفتاء «مبروك لشعب مصر العظيم على أول دستور». بديع يدافع باستماتة عن الدستور والإعلان المكمل الذى أصدره الرئيس والذى يضع كل السلطات فى يده واصدر أوامر لجماعته بالتظاهر فى الميادين لخلق رأى عام قوى مؤيد للإعلان وهو الأمر الذى أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجماعة والقوى السياسية أدت إلى وقوع 444 مصابا حتى الآن. بديع الذى ارتمى فى أحضان المجلس العسكرى لم يجرؤ على دفع جماعته على المشاركة فى أى مليونية منذ صدور الإعلان الدستورى فى مارس 2011 وحتى موعد الانتخابات البرلمانية سوى مليونية وحيدة للاعتراض على وثيقة السلمى التى شعرت الجماعة أنها ستنال من سلطاتها فى وضع الدستور الجديد وحتى الدعوة الى تنظيم مليونية فى ذكرى 25 يناير الثانية لم تجد قبولا عند الجماعة بل إنها قامت بصد الهجوم على العسكرى وسيطرت على ميدان التحرير واشتبكت مع الثوار بديع يدير الآن معركة تفتيت القوى والسلطات التى تقف فى وجه استحواذ الجماعة على السلطة فبعد ان انتهى الرئيس من إزاحة المجلس العسكرى من السلطة وإصدار قرارات بتقاعد المشير طنطاوى وعدد من قيادات المجلس العسكرى أصدر بديع أوامر الى جماعته ومندوبها فى الرئاسة الدكتور محمد مرسى بشن حرب ضد القضاء وتفتيت المحكمة الدستورية التى وقفت عائقا أمام انفراد الجماعة بكل السلطات وتخلص من النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود بعد أن كان على وشك فتح ملف اقتحام السجون أثناء الثورة.... بديع لا يريد الخير لمصر كما تقول جماعته ولكنه يريد الخير للإخوان فقط وكل أعضائها الذين يبحثون عن المناصب القيادية الآن حتى إنه أحاط الرئيس بمستشارين من الجماعة ليكونوا حلقة الوصل بينهم وينقلوا الى الرئيس قرارات مكتب الإرشاد.