نهضة «الشاطر» والرئيس

قبل أيام تحدث الرئيس محمد مرسى عن أنه يساند حكومة الدكتور هشام قنديل، وأنه يدفعها إلى التنسيق مع لجان مشروع النهضة لحزب الحرية والعدالة لتنفيذ المشروع.
فى الساعات الماضية ترددت أنباء عن أن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قرر تأجيل المؤتمر العالمى لمشروع النهضة الذى كان مقررا عقده منتصف الشهر الجارى لمناقشة المقترحات التى تلقاها من رجال الأعمال والمتخصصين ورموز القوى السياسية حول المشروع.
الدكتور محمد جودة عضو اللجنة الاقتصادية فى «الحرية والعدالة» قال: «إن مشروع النهضة لم ينته بعد، وكان هناك توجه عام داخل الحزب للحوار المجتمعى، ولكن تم إرجاء ذلك لأن المشروع غير جاهز».
أعلم أن المهندس خيرت الشاطر التقى العديد من رجال الأعمال لهذا الغرض، كما أنه تابع باهتمام بعض الأفكار التنموية التى تقدم بها مصريون إلى بنك الأفكار الذى تم الإعلان عنه فى عهد حكومة الدكتور عصام شرف، ثم تعرض بعد ذلك إلى سكتة قلبية، والقصة كلها عند الدكتور محمود عمارة الكاتب والناشط المعروف الذى تولى مسؤولية هذا البنك لعله يتحدث عن مصيره، وأسباب السكتة المفاجئة التى ألمت به.
جهود الشاطر، وكلام محمد جودة، يؤكدان أنه وحتى الآن ليس هناك مشروع للنهضة، وفى أحسن الأحوال نحن أمام أمنيات ووعود ليس لها مردود على الواقع، أما قول الرئيس إنه يدفع حكومة قنديل إلى التنسيق مع لجان مشروع النهضة فى حزب الحرية والعدالة، فيتناقض مع ما نقلته الزميلة «المصرى اليوم» فى عددها الصادر أمس الأول بقولها نقلا عن أحد المقربين من «الشاطر»، أن الجماعة لا تريد عرض البرنامج على الحكومة الحالية لإيمانها بأنها حكومة انتقالية لم تحقق ما يريده المواطنون من إنجازات سياسية واقتصادية، وأن «الشاطر» يريد تأجيل البرنامج لحين تشكيل حكومة «إخوانية» بعد الانتخابات البرلمانية.
فى حال صحة توجه «الشاطر» نحو حكومة قنديل، سنكون أمام احتمالين، واحد منهما قد يكون فى عدم وجود مشروع للنهضة من الأصل، وأن الجدل حول الاستعدادات له هو مجرد استهلاك محلى، أما الثانى فيتعلق بالعلاقة بين «الشاطر» و«الرئيس»، والسؤال عنها هو: هل هناك خلافات بينهما فى التقديرات السياسية حول القضايا المطروحة وفى القلب منها الحكومة الحالية؟.