مجمع إعلام الفيوم ينظم ندوة بكلية السياحة عن الأمن القومي والتحديات الراهنة    رئيس جامعة دمنهور: حريصون على توفير بيئة تعليمية بالجامعة الأهلية    نتنياهو: مصرون على تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة ونزع سلاح حماس    فتح باب التقدم لجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 57    انطلاق الدورة الرابعة من ملتقى التميز والإبداع العربي لتكريم رموز الفن    قافلة طبية جديدة إلى مركز شباب شرق حلوان    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان وأفغانستان    إلغاء مباراة الأهلي وبيراميدز بسبب الاعتراض على ركلة جزاء فى بطولة الجمهورية    سيراميكا كليوباترا: لم نمنع القندوسي من الانتقال للزمالك.. واللاعب خارج حساباتنا    السكة الحديد تعلن عن طرق جديدة لحجز التذاكر ووسائل دفع متنوعة للتيسير على الركاب    حبس الأب المتهم بدهس طلاب فى بيفرلي هيلز الشيخ زايد 4 أيام    استدعاء باعة أدوات الجريمة ومالكي الكاميرات.. تفاصيل الساعات الأخيرة في تحقيقات ضحية المنشار الكهربائي بالإسماعيلية    تعرف على أسعار جرام الذهب عيار 21 اليوم    لتحقيق الانضباط المدرسي .. وكيل تعليمية قنا يشدد على التسجيل الفعلي لغياب الطلاب    ليلى فاروق تنعى والدة طليقها أمير عيد    ليلى علوي تسرق الأضواء بكلماتها المؤثرة عن يسرا في الجونة    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    نتنياهو: قصفنا غزة يوم الأحد الماضى ب150 طن متفجرات    خلال اجتماع اليوم .. رئيس الوزراء يتابع جهود تعظيم الاستفادة سياحيًا من مسار العائلة المقدسة    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟    ياسر الزابيري بطل كأس العالم للشباب مرشح للانتقال إلى أتلتيكو مدريد    تشغيل 6 أتوبيسات جديدة غرب الإسكندرية لتيسير حركة المرور    ليست الأولى.. تسلسل زمني ل محاولة اغتيال ترامب (لماذا تتكرر؟)    بعد تهنئة إسرائيل له.. من هو الرئيس البوليفي الجديد رودريغو باز؟    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    الأمين العام الجديد للشيوخ يجتمع بالعاملين لبحث أليات العمل    لا تهاجموا صلاح.. انظروا ماذا يفعل مدرب ليفربول    طلب عاجل من توروب في الاهلي    بروفة ريهام عبد الحكيم على أنغام الموجي استعدادًا لمهرجان الموسيقى العربية    حزن وبكاء خلال تشييع جثمان مدرب حراس المرمى بنادى الرباط ببورسعيد.. صور    مدبولي: الحكومة تعمل على مواصلة تكثيف الجهود لتعزيز قدرات الدولة في مجال زيادة الاستثمارات في مراكز البيانات    وزير الخارجية: نقدر جهود الدكتور مجدي يعقوب في تسخير العلم والخبرة لخدمة الفئات الأكثر احتياجا داخل مصر وخارجها    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    اغلاق مزلقان التوفيقية في سمالوط بالمنيا لمدة يومين للصيانة    طارق العشري: زعلت على نفسي بعد رحيلي من فاركو    احمي نفسك بهذه الخطوات.. لماذا يقع برج السرطان ضحية للتلاعب؟    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    وزير الصحة يترأس الاجتماع الدوري للجنة التنسيقية لمنظومة التأمين الصحي الشامل    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    وزير الصحة يطلق جائزة مصر للتميز الحكومي للقطاع الصحي    اتصالان هاتفيان لوزير الخارجية مع وزيري خارجية فرنسا والدنمارك    «نقابة العاملين»: المجلس القومي للأجور مطالب بمراجعة الحد الأدنى كل 6 أشهر    موانئ البحر الأحمر: تصدير 49 الف طن فوسفات عبر ميناء سفاجا    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    تأجيل محاكمة 3 متهمين بالتنظيم الثلاثي المسلح لسماع أقوال شاهد الإثبات الأول    سعر الأرز الأبيض والشعير للمستهلك اليوم الإثنين 20اكتوبر 2025 فى المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-10-2025 في محافظة الأقصر    روح الفريق بين الانهيار والانتصار    ضبط 3 أشخاص بالمنيا تخصصوا في النصب على أصحاب البطاقات الائتمانية    تقارير: اتحاد جدة ينهي تجديد عقد نجم الفريق    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    دار الإفتاء توضح حكم تصفح الهاتف أثناء خطبة الجمعة    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. الجدل يشتعل حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في مهرجان الجونة    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ.ح محمد حجازى عبدالموجود قائد قوات الدفاع الجوى ل للوفد:
فى عيد الدفاع الجوى ذكرى بناء حائط الصواريخ

قوات الدفاع الجوى تعمل ليلًا ونهارًا.. سلمًا وحربًا فى كل ربوع مصر لحماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها
30 يونية 1970 ذكرى بناء حائط الصواريخ.. يوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية وشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولى
لدينا منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة متنوعة ومصادر تسليح من دول مختلفة سواء الشرقى أو الغربى بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة جعلها من أعقد المنظومات فى العالم
وجه اللواء أ.ح محمد حجازى عبدالموجود قائد قوات الدفاع الجوى، رسالة طمأنة للشعب المصرى بمناسبة الاحتفال بالعيد الواحد والخمسين للدفاع الجوى الذى يتوافق مع الثلاثون من يونيه 1970 ذكرى بناء حائط الصواريخ، أكد قائد الدفاع الجوى أن قواتكم قوات الدفاع الجوى، هى حصنكم المنيع ضد من تسول له نفسه اختراق سماء مصرنا الحبيبة، ونجدد العهد معكم بالحفاظ على راية الوطن عالية خفاقة، وإننا إذ نؤكد للسيد الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أن قوات الدفاع الجوى ماضية فى التطوير والتحديث وزيادة قدراتها القتالية، لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، محافظين على سماء مصر سلمًا وحربًا، كما أكد قائد قوات الدفاع الجوى، أن يوم الثلاثين من يونيو، والذى نحتفل فيه اليوم بالعيد الحادى والخمسين، لقوات الدفاع الجوى المصرى، يعتبر بمثابة الإعلان الحقيقى عن بناء حائط الصواريخ عام 1970، والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولى، يوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية تجسدت فيه بطولات عظيمة وتضحيات جليلة، قدم فيها رجال الدفاع الجوى أرواحهم حتى تظل الرايات خفاقة، وكشف قائد قوات الدفاع الجوى، اللواء أ.ح محمد حجازى، عن امتلاك قوات الدفاع الجوى القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة، وأضاف قائد قوات الدفاع الجوى، فى مؤتمر صحفى بقيادة قوات الدفاع الجوى، ýأن لديهم اليقين بأن السر لا يكمن فقط فيما يمتلكونه من أسلحة ومعدات ولكن مما لديهم من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة، وأشار اللواء أ.ح محمد حجازى إلى حصول كلية الدفاع الجوى هذا العام على شهادة الجودة (الأيزو)، معلنًا استضافة الكلية هذا العام مؤتمرا دوليا علميا فى مجال الاتصالات (ICT-EGYPT) لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية وبما يعزز دور كلية الدفاع الجوى، وجاءت نص الكلمة كالآتى.. بسم الله الرحمن الرحيم «وَأَعِدَّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهَّ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهَّ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَىء فِى سَبِيلِ اللهَ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ» (صدق الله العظيم)، صفحات تاريخ العسكرية المصرية لا تنضب، يسطرها الرجال بالبطولات والتضحيات، وبين طياته نجد الحدث الأبرز للقوة الرابعة المصرية، يوم الثلاثين من يونية، والذى نحتفل فيه اليوم بالعيد الحادى والخمسين، لقوات الدفاع الجوى المصرى، والذى يعتبر بمثابة الإعلان الحقيقى عن بناء حائط الصواريخ عام 1970، والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولى، إنه ليوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية تجسدت فيه بطولات عظيمة وتضحيات جليلة، قدم فيها رجال الدفاع الجوى أرواحهم حتى تظل الرايات خفاقة، فسلامًا على الشهداء، وكان لزامًا علينا فى هذا اليوم التقدم بالشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل من رجال الدفاع الجوى، الذين سبقونا، فى تولى المسئولية وحملوا لواء الشرف والواجب، فاستحقوا منا كل التقدير والاعتزاز، كما أتوجه بالتحية لرجال الدفاع الجوى، حماة سماء مصر ودرعها الواقى المرابضين فى كافة ربوع وحدود مصر الحبيبة، كونوا دائمًا على قدر المسئولية وعند حسن ظن شعبكم الأبى، كونوا أداة للتحديث والتطوير وبناء المستقبل، كونوا القدوة والمثل فى نكران الذات فداءً لوطننا الحبيب.
ويسعدنى فى هذه المناسبة أن أوجه رسالة اطمئنان لشعب مصر الكريم، إن قواتكم قوات الدفاع الجوى، هى حصنكم المنيع ضد من تسول له نفسه اختراق سماء مصرنا الحبيبة، ونجدد العهد معكم بالحفاظ على راية الوطن عالية خفاقة، وإننا إذ نؤكد للسيد الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أن قوات الدفاع الجوى ماضية فى التطوير والتحديث وزيادة قدراتها القتالية، لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، محافظين على سماء مصر سلمًا وحربًا.
ويشرفنى ويشرف قوات الدفاع الجوى، أن أتوجه بتحية إجلال وتقدير للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجددين العهد لسيادته، أن تستمر قوات الدفاع الجوى درعًا يحمى سماء مصر، وبناة للمستقبل، بفضل الله ثم بسواعد رجالها المخلصين، حفظ الله مصر ووقاها شعبًا وجيشًا شر الفتن، وجعلها واحة للأمن والأمان، واليكم نص الحوار:
تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونية بعيد الدفاع الجوى نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم؟
صدر القرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ.
ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز ( فانتوم، سكاى هوك )، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم ويعتبر يوم الثلاثين من يونية عام1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة وإقامة حائط الصواريخ الذى منع اقتراب طائرات العدو من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدًا لها.
السيد قائد قوات الدفاع الجوي: يتردد دائمًا أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة حائط الصواريخ نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء بماذا تعنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة، هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها.
وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات، وبين رجال قوات الدفاع الجوى بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل
توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين
الأول هو القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.
والثانى هو الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطىء) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له.. وهكذا... وهو ما استقر الرأى عليه وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة... وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية.
جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة عطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوى.
إن الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء.. كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973؟
إذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب... وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب.. ولكى نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية فى ذلك الوقت.. والتى وصلت إلى مستوى عالٍ من الكفاءة القتالية والتسليح الحديث المتطور.. حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية حينذاك.. بشراء طائرات ميراج من فرنسا.. والتعاقد على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك من الولايات المتحدة.. حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة.
ولذا فإن قوات الدفاع الجوى كان عليها التصدى لهذه الطائرات، حيث قام رجال الدفاع الجوى بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة.. وخلال خمسة أشهر (من إبريل إلى أغسطس) من عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، ما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجرز ) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970.
وبدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة... وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام-3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970. وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتوكروزار ) صباح يوم 17 سبتمبر 1971... وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام-6 ) استعدادًا لحرب التحرير، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية.
وفى اليوم الأول للقتال السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى.. توالت بعدها الهجمات الجوية خلال ليلة 6/7 أكتوبر.. وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين... وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.
وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين... وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم... وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر ما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها).
تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصرى من اعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم، حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة؟
هناك صراع دائم ومستمر بين أسلحة الجو المتمثلة فى الطائرات المقاتلة وما تحمله من أسلحة هجوم جوى حديثة ومنظومات الدفاع الجوى، ومع التلاحق المستمر بين تطور العدائيات الجوية الحديثة وأنظمة الدفاع الجوى فكان لا بد من تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة متنوعة من مصادر تسليح من دول مختلفة سواء الشرقى أو الغربى بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم وهذا يتطلب جهدا كبيرا ليتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات ويتم بناء المنظومة من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والانذار وعناصر مراقبة جوية بالنظر، بالاضافة إلى عناصر ايجابية من الصواريخ والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية للدولة.
وتتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.
وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات
المسلحة اهتماما كبيرًا فى دعم قوات الدفاع الجوى بتوفير أحدث المنظومات الحديثة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن القوات من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.
تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى الذى يعتبر إحدى الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية، كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟
تحرص قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة / الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاثة مسارات، الأول تنفيذ التدريبات المشتركة مثل (التدريب المصرى / الأمريكى المشترك (النجم الساطع)، التدريب المصرى / اليونانى المشترك (ميدوزا)، التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك (كليوباترا)، التدريب المصرى / الروسى المشترك (سهم الصداقة)، التدريب المصرى / الأردنى المشترك (العقبة)، التدريب المصرى / الكويتى (اليرموك)، التدريب العربى المشترك (درع العرب)، التدريب المصرى / السودانى المشترك (حماة النيل)، التدريب المصرى / الباكستانى المشترك (حماة السماء)، لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول.
ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات.
ونظرًا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى يسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث).
أما المسار الثانى فيتمثل فى تأهيل قادة وضباط قوات الدفاع الجوى من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقة والصديقة من خلال دراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة.
فيما كان المسار الثالث يخص تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الاستعداد القتالى لمنظومة الدفاع الجوى طبقًا لعقيدة القتال المصرية، بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة.
يواكب التطور السريع فى تكنولوجيا الطيران تطور أسرع فى تكنولوجيا الدفاع الجوى، فما الدور الذى قامت به كلية الدفاع الجوى لإعداد الطلاب فى ظل التطور فى التكنولوجيا؟
تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط، بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الشقيقة والصديقة.
ونظرًا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على ضباط الدفاع الجوى والتى تتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية حديثة وأنظمة إلكترونية معقدة فإننا نعمل على تطوير كلية الدفاع الجوى بصفة مستمرة.
يتم تطبيق واستخدام التقنيات الحديثة فى التعليم بالكلية من خلال شرح المواد الدراسية بواسطة الأساتذة المتخصصين وطبقًا لأحدث التقنيات العلمية مع إستخدام المعامل الهندسية المتطورة وكذا معدات الدفاع الجوى ذات التكنولوجيا الحديثة.
تنفيذ التدريب العملى من خلال الفصول التعليمية والتى بها أجزاء ومقاطع من محطات الصواريخ الحقيقية باستخدام الوسائط المتعددة ومساعدات التدريب المتطورة.
استخدام المقلدات التى تحاكى المعدات الحقيقية، وحضور إحدى مراحل معسكرات التدريب المركز لوحدات فرعية الدفاع الجوى يتم خلالها التدريب على تنفيذ رمايات حقيقية لأنواع مختلفة من الصواريخ.
وفى إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة تقوم قوات الدفاع الجوى باتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور أولها (تطوير أسلوب اختيار أعضاء هيئة التدريس) بتعيين الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات وترشيحهم للحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه من الخارج.
المحور الثانى (تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية) من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجى فى الأسلحة والمعدات والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسى.
المحور الثالث ( تطوير طرق وأساليب التدريس وابتكار مساعدات تدريب متطورة) من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسة باستخدام (المالتى ميديا )، وقد حصلت الكلية هذا العام على شهادة الجودة (الأيزو).
المحور الرابع (تطوير البيئة التعليمية بالكلية) ويشمل تطوير ( المكتبات- ميادين الرماية والتدريب- الفصول التعليمية- المعامل الهندسية- مرافق الكلية- مستشفى الكلية- المنشآت الرياضية المختلفة بالكلية)، بالإضافة للاشتراك فى المسابقات العلمية.
المحور الخامس ( تطوير أداء البحث العلمى ) بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى بالقوات المسلحة وأساتذة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وتستضيف الكلية هذا العام مؤتمرا دوليا علميا فى مجال الاتصالات (ICT-EGYPT) لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية.. وبما يعزز دور كلية الدفاع الجوى.
︎أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم فما الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟
شيء طبيعى فى عصرنا الحالى أنه لم يعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية... بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية ما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو قبل الصديق.
ولكن هناك شيئا هاما وهو ما يعنينا فى هذا الأمر.. هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر، والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت، وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة)، ونحن لدينا اليقين بأن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن بما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.
ما ملامح ومحاور الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل وأوجه التطوير داخل قوات الدفاع الجوى؟
يعتبر الفرد المقاتل الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى، حيث يتم استكمال إعداد وتدريب خريجى كلية الدفاع الجوى... بمعهد الدفاع الجوى الذى يقوم بإعداد وتأهيل قادة وضباط الدفاع الجوى لاستيعاب التطور السريع فى أنظمة التسليح الجوى من خلال تدريس أحدث المناهج العلمية والتكنولوجية داخل قاعات المحاضرات المزودة بأحدث وسائل التدريب.
كما يقوم معهد الدفاع الجوى بتأهيل ضباط الدفاع الجوى للحصول على ماجستير العلوم العسكرية للاستمرار فى تنمية مهارات القيادة على المستويات المختلفة، ويتم تأهيل ضباط الصف والجنود بمراكز التدريب المتخصصة، والتى شهدت طفرة واضحة من خلال تطوير الفصول التعليمية وتزويدها بأحدث وسائل التدريب... وقاعات الحواسب المتطورة... وكذا معامل اللغات الحديثة، بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقية لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد استخدام المعدات.
كما تولى قيادة قوات الدفاع الجوى الاهتمام الكامل بمقاتليها فى جميع مواقعهم من خلال إعادة بناء الفرد المقاتل ( معنويًا / نفسيًا / بدنيًا / فنيًا / انضباطيًا ) من خلال توفير سبل الإعاشة الحضارية وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة... الميسات المتطورة... ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود.
توصف قوات الدفاع الجوى دائمًا بأنها درع السماء القادر على صد أى عدوان جوى مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته.. سيادة اللواء نطلب من سيادتكم رسالة مهمة طمأنة للشعب المصرى عن قوات الدفاع الجوى من حيث القدرة والكفاءة؟
أود أن أطمئن الشعب المصرى إن قوات الدفاع الجوى... القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية... تعمل ليلًا ونهارًا.. سلمًا وحربًا فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها.
ونعاهد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على أن نسير قدمًا فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى.. وأن نظل دوما جنودًا أوفياء.. بناةً للمستقبل.. حافظين العهد... مضحين بكل غالٍ ونفيس... نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها.. لتظل مصر درعا لأمتنا العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.