إنَّ هذه السورة المباركة سُمِّيت بسورة عبس لأنَّ الله تعالى ابتدأها بكلمة عبس، وهذا التعليل في تسمية السور واحد عند كثير من سور الكتاب، قال تعالى في مطلع سورة عبس: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ}[. ولكنَّ هذه السورة وردتْ بأسماء أخرى في كتب العلماء، فجاءت باسم سورة ابنِ أم مكتوم في كتاب أحكام ابن العربي، وسمَّاها الخفاجي بسورة الصَّاخَّة، وسمَّاها العيني في شرح صحيح البخاري بسورة السَّفَرَة، وسُمِّيت سورة الأعمى، ولكنَّ الاسم المنتشر هو سورة عبس، والله تعالى أعلم. نبذة عن عبد الله بن أم مكتوم هو عبد الله بن أم مكتوم القرشي العامري -رضي الله عنه-، صحابي جليل من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو ابن خالد خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، كان عبد الله ضريرًا في حياته وفيه نزلتْ سورة عبس، قال تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ}. كان عبد الله مؤذنًا في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع بلال بن رباح -رضي الله عنه-، كان عبد الله بن أم مكتوم يعجز عن الجهاد بسبب عماه، فكان رسول الله يستخلفه على المدينة فيصلي بالناس، وقد استخلفه فيها في ثلاث عشرة غزوة، كان من المهاجرين الأوائل إلى المدينة، وكان حلمه أن يجاهد في سبيل، وبعد وفاة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وفي معركة القادسية تحقَّق حلمه وحيث شارك في حمل لواء المسلمين في معركة القادسية في السنة 15 للهجرة، واستشهد في تلك المعركة.