قمة الاستهتار بإرادة الشعب وغضبه، فيما يناور رئيس الوزراء تاركاً البلاد تشتعل ثورة، ودماً وحباً لأرض الوطن وكأن شيئاً لم يكن .. ما هذا الاستهتاء والاستهزاء بإرادة الملايين بكل محافظات مصر بلا استثنار يذهب د. قنديل لمؤتمر دافوس الاقتصادي، وكلمة «دافوس» تذكرني «بالدفاس» أو «الدفس» أو الاختباء من أي شيء.. ولكنه شيء عظيم.. فهو مصرنا، العالم كله يهتز منها ويعمل لها ألف حساب..! .. «يا جماعة» .. هذا الشعب يقظ، فطن لا يقتنع بأي كلمات، لم يخلق بعد من يحاول التلاعب به أو بإرادته ربما يظهر الاستكانة لفترة أو يشغل ال «waiting» ولكن وهو ينظر بعين فاحصة ومحللة لكل الأحداث ولكل الخطوات والقرارات التي صدر أغلبها ليلاً وفي الظلام فجاءت وليدة غير شرعية بكل أنواع الكلمات القانونية والدستورية و التعدي علي هيبة القضاء التي لن يرضاها الشعب المصري حتي لو حكمه فرعون ذاته. كفاكم ولا تتصدروا الموقف أكثر من ذلك، وليتكم ترجئون استخدام الكلمات الدينية والإسلامية التي أسأتم إليها بكل الألوان وتحريف الكلمات والتلاعب بالشرعية باسم الدين، الدين الأرحب والأوسع والأجمل والأكمل والذي لا يحتاج لكم أو لغيركم لكي نفهمه أو نعرف عظمته علي ألسنتكم..! والسؤال: هل هناك نية للاستمرار بهذا السياق الملتوي والذي نطق به الأطفال في مهدهم والأطفال وهم يرضعون صدور أمهاتهم.. كفاكم سذاجة.. فالشعب أكثر ذكاءً ووعياً. إن الاستهتار بأمن وطننا الغالي.. سوف تكون عواقبه وخيمة، فللأسف قد أعدتم علينا السيناريو كاملاً.. سيناريو احتفظ فيه ببعض النقاط لصالح النظام السابق والذي.. والله العظيم وهذا يحسب له أنه لم يتجرأ قط علي القضاء «أو هيبته» التي تربينا عليها، ونضيف ان النظام السابق كان يهب القضاء كل قوته واحترامه وتصديقه للأحكام الصادرة. لقد اخترقتم كل الحواجز الحديدية، بل كما يقولون «جبتم من الآخر».. ولكن ماذا «جبتم».. كل ما هو فاسد.. كل ما قامت الثورة من أجل اقتلاعه .. لقد كنا نلوم أن يحكمنا تيار واحد.. وحدث، ثم جاءت «أخونة الدولة» حيث تم التخلص من الكفاءات في المواقع المختلفة لصالح «ابني وأخويا وحبيبي».. ماذا يحدث؟ لقد كنا نحذر من رشاوي الحزب الوطني وقت الانتخابات وبدأتموها مبكراً.. حينما أعلن حزب الحرية والعدالة والذي يجب أن يستغني عنه أو يسقط هذا الاسم قريباً، عما لا يمكن اعتباره سوي رشوة واضحة فادحة.. بدعوة أن من يريد أن ينضم لسلك القضاء عليه التوجه لحزب «الحرية والعدالة» .. إذن أين الحرية.. وأين العدالة في ذلك، وأنت تحجر علي الناس وتوجههم لتكسب أرضا أخري بالرشوة.. وأنتم تعلمون الحديث الشريف «الراشي والمرتشي في النار».. - لقد اختلقتم كل البدع والخروقات والانحرافات من أجل تكبيل البلاد والسيطرة عليها بسياج حديدي.. لكن هيهات.. هيهات افيقوا من غفوتكم ومن سطوة الفرعون الذي يوجهكم.. فقد انحرفتم عن كل التيارات الدينية والسياسية.. ورقصتم علي السلالم. - أفيقوا بعد أن أعطاكم مجموعة من الصبية والشباب قلماً ساخناً جعل الشعب كله يفيق، ولن يعود إلي منازله أو يهدأ له خاطر إلا بعد تعديل المسار..؟! - أيتها الحكومة الرشيدة.. أيها الرئيس المنتخب لا تستهتروا بالشعب المصري الذي حاولتم تقسيمه وتفتيت إرادته.. دونما قصد من ذلك لكن.. لمصلحة من الحال الذي وصلنا إليه.. إننا نبكي علي أنفسنا.. وعلي ما آل إليه حال البلاد.. المسلم يقتل أخاه المسلم.. لمصلحة من.. أنتم الأعلم بتلك الأمور.. وأنتم أصحاب المصلحة فيما يجري حاليا في البلاد.. الشعب المصري لم يخلق بعد من «يلعب به أو يتحكم في مصائره».. ومصر محروسة من المولي عز وجل ولكن أؤكد ثانية هيهات وبعداً لكم ولأعداء مصر جميعاً.