الذى يتابع تصريحات أو بيانات أو أدبيات الجماعات الإسلامية المتطرفة، يكتشف أن جميعها خرجت من عباءة الفكر التكفيرى لجماعة الإخوان المسلمين، على وجه التحديد الأفكار التى زرعها سيد قطب، ومنها تكفير المجتمع ورده إلى فترة ما قبل الإسلام أو توصيفه بالجاهلية، ويتضح أيضا للمراقب والمتابع أن هذه الجماعات مثلها مثل جماعة الإخوان كرست نفسها لتغيير هذه الحياة الجاهلية، والانتقال بالناس من الإلحاد أو الشرك أو الزندقة إلى الإيمان بالواحد القهار، بمعنى آخر أن الجماعات قررت أن تحمى الله وشريعته(حسب خطابهم) من الذين يتبنون خطابا مغايراً لخطابهم الإسلامي، إما أن يتخلوا عن خطابهم الجاهلي ويدخلوا فى الإيمان وإما تسفك دماؤهم، وهذا يبرر العنف الذى نشهده من جماعة الإخوان، وهو أيضا ما يفسر لماذا يقوم الرئيس مرسى بأخونة الدولة، فكيف يعتمد على من هم خارج الملة؟، لماذا يسند بعض الحقائب الوزارية لمن تربوا وآمنوا بفكر وحياة الجاهلية؟ هذا الفكر التكفيرى هو الذى تتبناه جميع الحركات والجماعات الدينية بداية من تنظيم القاعدة وحتى أصغر جماعة تمارس نشاطها فى مصر أو فى أى دولة عربية أو إفريقية، والطريف أن هذه الجماعات لن تتواني عن تكفير بعضها البعض إذا اختلفوا فكرياً أو فقهيا، أو حتى إذا تعاونت إحداها مع أبناء الجاهلية، وما يؤكد هذا البيانات والمداخلات والتصريحات التى تصدر عن أعضاء هذه الجماعات، حيث كفًّرت جميعها الرئيس مرسى وجماعة الإخوان: سمير فضل عضو بأنصار الشريعة فى جنوبسيناء، كتب عبر صفحة الجماعة بالفيس بوك» إن مهمتنا الأولى هي تغيير واقع هذا المجتمع مهمتنا هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه . هذا الواقع الذي يصطدم اصطدامًا أساسيًا بالمنهج الإسلامي ، وبالتصور الإسلامي ، والذي يحرمنا بالقهر والضغط أن نعيش كما يريد لنا المنهج الإلهي أن نعيش». إن أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلي على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته ، وألا نعدِّل نحن في قيمنا وتصوراتنا قليلاً أو كثيرًا لنلتقي معه في منتصف الطريق . كلا ! إننا وإياه على مفرق الطريق ، وحين نسايره خطوة واحدة فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق ! وسنلقى في هذا عنتًا ومشقة ، وستفرض علينا تضحيات باهظة ، ولكننا لسنا مخيرين إذا نحن شئنا أن نسلك طريق الجيل الأول الذي أقر الله به منهجه الإلهي ، ونصره على منهج الجاهلية . وإنه لمن الخير أن ندرك دائمًا طبيعة منهجنا ، وطبيعة موقفنا ، وطبيعة الطريق الذي لا بد أن نسلكه للخروج من الجاهلية كما خرج ذلك الجيل المميز الفريد ) أبوحفص المصرى القيادي الجهادي، عبر صفحته على «فيس بوك»: «إن دعم نظام مرسى، دعم مباشر للعدوة الأولى للإسلام والمسلمين أمريكا، وواشنطن تبنت فكرة استعمال الإسلاميين الديمقراطيين فأوصلتهم لسدة الحكم لرعاية مناهجها ومصالحها، واقرأوا إن شئتم توصيات معهد راند، وكان أجدر بالإسلاميين أن يتظاهروا ويعتصموا لتطبيق شرع الله بدلاً من الدفاع عن نظام مرسى الطاغوتى، ففى عهده مرروا الدستور الكفرى ليثبتوا حكمه، وفى مثل هذه الأجواء التى يتعاون فيها رجال الدين مع الطواغيت خرجت الثورة الفرنسية بشعار شنق آخر ملك بأمعاء آخر قسيس، سترك يا رب». أبوسيف المصرى، القيادى الجهادى عبر صفحته على «الفيس بوك»: «أنصح جميع المسلمين بعدم التورط فى دعم نظام مرسى ولو بكلمة، لأنه طاغوتى يحكم بغير ما أنزل الله، وجعل السيادة ومرد التشريع للبشر من دون الله عبر تبنى المنهج الديمقراطى الجاهلى الشركى». صفحة «أنصار الشريعة» على «الفيس بوك»، المحسوبة على السلفية الجهادية دعت إلى استغلال ما يحدث وإعلان ثورة إسلامية حقيقية ضد نظام «مرسى» والقوانين الوضعية، وقالت فى رسالتها التى حملت توقيع كل من: «أبوحفص المصرى، وأبوإسلام المصرى، وأبوسيف المصرى»: «ندعو المتظاهرين لاستغلال 25 يناير، للثورة ضد القوانين الوضعية والنظام الطاغوتى الذى يصادم شريعة الإسلام، فلا تجعلوا أحزابا تقودكم وإنما اجعلوها خالصة لله سبحانه وتعالى، ويكون همكم الأول دين الإسلام وابتعدوا عن طرق القومية والوطنية وتلك الجاهليات».