يشير الدكتور رفعت السعيد, في كتابه الإرهاب المتأسلم الي ان الأفكار التكفيرية المتطرفة لسيد قطب, لا تقتصر علي ما ورد في كتابه الشهير: معالم في الطريق, ذلك ان بدايات الفكر متناثرة في كتاباته الأخري السابقة( د.رفعت السعيد: الإرهاب المتأسلم, ص128) ويؤكد يوسف القرضاوي المعني نفسه بقوله: من قرأ ظلال القرآن لسيد قطب في طبعته الأولي لم يجد فيه شيئا يدل علي هذه الفكرة: تكفير المسلمين الذين يعيشون في العالم الاسلامي اليوم, ولكن من قرأ الاجزاء الأخيرة منه التي كتبها وهو في السجن بعد تغير اتجاهه الفكري, وكذلك الأجزاء الأولي التي عدلها, وظهر ذلك في طبعته الثانية وما بعدها, يجد هذه الفكرة المحورية تسري في الكتاب في عشرات المواضع, بل في مئاتها, يذكرها ويؤكدها كلما جاءت مناسبة يوسف القرضاوي: مرجع سابق. من ذلك, علي سبيل المثال, ما نجده في كتاب في ظلال القرآن حيث يؤكد سيد قطب ان الجاهلية ليست اسما لمرحلة تاريخية سابقة علي الاسلام, بل انها تنطبق انطباقا حرفيا علي كل وضع بصرف النظر عن اعتبارات الزمان والمكان, إذا كان الوضع مشابها لتلك المرحلة التاريخية السابقة علي الاسلام( سيد قطب: في ظلال القرآن ج3, ص148). ويقول ايضا: إن الشرك بالله يتحقق بمجرد اعطاء حق التشريع لغير الله من عباده, ولو لم يصحبه شرك في الاعتقاد بألوهيته, ولو قدمت الشعائر التعبدية له وحده المرجع السابق: ص187 الإشارات السابقة, وغيرها كثير, لا تنفي أن كتاب معالم في الطريق هو الأكثر قدرة في التعبير عن المنظومة الفكرية التكفيرية المتكاملة لسيد قطب, ولعل في التوقف أمام بعض ما ورد فيه, ما يقدم البرهان الساطع والدليل القاطع عن طبيعة الافكار, التي تتكئ علي فكرة الحاكمية وتنطلق منها, وصولا الي تكفير المجتمع وأفراده. يقول سيد قطب: إن العالم يعيش اليوم في جاهلية من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها, جاهلية لا تخفف منها هذه التيسيرات الهائلة وهذا الابداع المادي الفائق, هذه الجاهلية تقوم علي أساس الاعتداء علي سلطان الله علي الأرض, وعلي أخص الخصائص الألوهية, وهي الحاكمية, انها تسند الحاكمية الي البشر فتجعل بعضهم لبعض أربابا, لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولي, ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين والانظمة والأوضاع بمعزل عن منهج الله للحياة, وفيما لم يأذن الله به, فينشأ عن هذا الاعتداء علي سلطان الله, اعتداء علي عبادة( سيد قطب: معالم في الطريق ص6). صياغة سيد قطب بالغة الدقة والوضوح, فالتأكيد علي جاهلية العالم المعاصر مرتبط عنده بمبدأ الاعتداء علي حق الهي أصيل, وإسناد الحاكمية الي البشر, ليس من حق الانسان ان يشرع لنفسه أو يضع القوانين التي تنظم حياته, ولابد من اتباع منهج الله دون تدخل. الحوار مع الفكرة السابقة لابد أن يبدأ بسؤال مشروع عن طبيعة وحدود منهج الله وعن طبيعة القائمين علي تنفيذه, ومدي اليقين بأن هؤلاء في فهمهم لهذا المنهج, لايحيدون عنه ولا يسيئون فهمه. ومن ناحية أخري, فإن المفكر الاخواني لايميز بين المبدأ والتفاصيل, فالحياة في سريانها تطرح عديدا من القضايا والاشكاليات الجزئية, واخضاعها لمنهج الله سيكون اجتهاديا بالضرورة, يحتمل الاختلاف فمن الذي يملك الحسم؟! في السياق الذي يبشر به سيد قطب, لايصح الخضوع لغير القوانين الالهية, ومن هنا تشتد حملاته العنيفة ضد القوانين الوضعية والقائمين علي تنفيذها, ولعل من تابعوا مناصرة الاخوان لمطالب القضاة يحق لهم ان يفكروا في مصداقية هذا الحماس الصادر عن جماعة, يقول مفكرهم الأكبر: ان القانون الوضعي لايستحق السيادة والسمو به, فهذه المنزلة حققها الله بقانونه الذي يجب علي الناس اتباعه, ان مدلول الشريعة لاينحصر في التشريعات القانونية أو في اصول الحكم ونظامه, فالشريعة تعني كل ما شرعه الله لتنظيم الحياة البشرية, وهذا يتمثل في أصول الاعتقاد وأصول الحكم والاخلاق والسلوك والمعرفة, ويتمثل في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية( المرجع السابق: ص135). لامشروعية عند سيد قطب للعمل بالقانون الوضعي, فهو ينسف المؤسسات القانونية العصرية من جذورها, ويحيل الأمر كله الي الله, ثم يزيد في ذلك فيجعل التشريع الإلهي, وفهمه وتنفيذه مردودا بالضرورة علي البشر, هو الاداه الوحيدة لتنظيم الحياة, سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. البشر في غني عن قوانين البشر, وليس من سبيل لتحقيق العدالة الا من خلال الاحتكام الي القانون الالهي, المغالطة هنا تكمن في ان التسليم بعدالة القوانين الالهية لايعني تسليما مماثلا بنزاهة ومثالية من يقومون بفهمها, تمهيدا لتنفيذها, القانون, الهيا كان أم وضعيا يخضع للأهواء وتحكم المصالح, وغاية ما يسعي اليه الانسان هو الاقتراب من الكمال, تصدير فكرة القانون الالهي, مهما تحسن النوايا, يقود الي قهر لامهرب منه ولا مفر, فالتمرد علي من يسيئون الي القانون نظريا وعمليا, يتم تفسيره علي انه ضد الله وشرائعه وقوانينه, وهنا تكم كارثة الدولة الدينية!. صدام لا وفاق: الامتداد المنطقي للأفكار السابقة يقود إلي حتمية الصدام واستحالة التعايش, فالمسلم الحقيقي من المنظور القطبي لايملك الحق في التصالح مع المجتمع الجاهلي والولاء لقيمه. وبنص كلمات سيد قطب: ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين له بالولاء, فهو بهذه الصفة الجاهلية غير قابل لأن نصطلح معه. إن أولي الخطوات في طريقنا هي أن نستعلي علي هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته, وألا نعدل من قيمنا وتصوراتنا قليلا أو كثيرا لنلتقي معه في منتصف الطريق. كلا إننا وإياه علي مفرق الطريق, وحين نسايره خطوة واحدة فإننا نفقد المنهج كله, ونفقد الطريق( المرجع السابق: ص146). لايترك سيد قطب فرصة للتملص, فالتعايش ليس واردا أو مطروحا, والتصالح مستبعد تماما ومستحيل. لابد من الاستعلاء والتمسك بالقيم المثالية النقية الصحيحة, التي يمثل أي وكل خروج عنها انحرافا وضلالا وبداية للضياع. خطوة واحدة من التنازل تقود إلي الهاوية, وبمثل هذه الحدة يتحول الصدام إلي قدر لافكاك منه, ولاشك أن هذا الصدام ليس نظريا فحسب, فمن البديهي والمنطقي أن يتحول الي فعل عنيف للإطاحة بالمجتمع الجاهلي وتغييره! لونان لا ثالث لهما ولا توسط بينهما عند سيد قطب: الأبيض والأسود, وبغياب المناطق الرمادية, التي يستقر فيها السواد الأعظم من البشر يندفع المفكر الإخواني إلي أتون المعركة رافعا راية الاستشهاد فداء للعقيدة, في تطرف لايخلو من الرومانسية, وتشنج يجمع بين السذاجة والحماقة. إنه يضيق الدائرة علي نفسه ويطرح سؤالا لاينتظر عليه إلا إجابة واحدة: هل أنت مسلم أم لست مسلما؟!. يلح سيد قطب في التأكيد علي أن الاختيار محصور بين الإسلام والكفر, فإما أن تكون مسلما رافضا لمجمل الأوضاع الجاهلية السائدة, وإما أن تخضع للمجتمع الجاهلي وقيمه الكافرة: إن الإسلام لا يقبل أنصاف الحلول مع الجاهلية, لا من ناحية التصور ولا من ناحية الأوضاع المنبثقة عن هذا التصور, فإما إسلام وإما جاهلية!( نفسه: ص148). بالرفض القاطع لفكرة أنصاف الحلول, يتم الإعلان رسميا عن قيام حرب لاهوادة فيها, ويتم الإعلاء من شأن الجهاد الدائم ضد الأوضاع الجاهلية وماينبثق عنها. صحيح أن توقيت خوض الحرب رهين بعديد من الأوضاع المعقدة المتشابكة, الخاضعة لموازين القوي المادية, لكن المبدأ نفسه محسوم, ولاتراجع عنه, ولاتفكير في عواقبه علي المستويين الفردي والجمعي! الهدف من الحرب هو استعادة الإسلام المهدد بالضياع, والأعداء ليسوا هم غير المسلمين, لكنهم من يتصورون أنهم مسلمون علي الرغم من انغماسهم في ايقاع الحياة الجاهلية, ومن يعتقدون أن التعايش ممكن. يشن سيد قطب هجوما جارفا ضد هؤلاء المذبذبين المتخاذلين المترددين: والمسألة في حقيقتها هي مسألة كفر وإيمان, مسألة شرك وتوحيد, مسألة جاهلية وإسلام, وهذا ماينبغي أن يكون واضحا. إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية, وإذا كان فيهم من يحب أن يخدع نفسه أو يخدع الآخرين, فيعتقد أن الإسلام يمكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية, فله ذلك, ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئا. فليس هذا إسلاما, وليس هؤلاء مسلمين., والدعوة اليوم إنما ترد هؤلاء الجاهلين إلي الإسلام, ولتجعل منهم مسلمين من جديد( نفسه: ص134). الثنائيات التي يطرحها سيد قطب بمثابة المصادرة النهائية لكل مبادرة تسعي الي منع اندلاع الحرب, فلابد من المواجهة بين معسكرين لا أمل في التوافق بينهما: الكفر والشرك والجاهلية في جانب والإيمان والتوحيد والإسلام في الجانب الآخر!.. ولأن اللوحة مغلقة, فإن النتيجة المتوقعة هي سلب المسلمين العاديين إسلامهم, وهؤلاء العاديون هم من يوقنون أن الحياة الإنسانية مزيج من الخير والشر, وأن وجود الشرك والكفر لايعني بالضرورة تهديد إيمانهم وإسلامهم. بفطرتهم يصلون إلي المعادلة الصحيحة, وتشنجه المتشكل من عناصر ذاتية وعوامل موضوعية, يحاصرهم سيد قطب بمنطق زائف متهافت هؤلاء المتوهمون بأنهم مسلمون, من منظور سيد قطب, هم الأغلبية الساحقة التي يخشاها المفكر الإخواني, ويتراوح موقفه تجاههم بين الطموح في تجنيدهم لخوض الحرب معه, واليأس منهم فيشن الحرب عليهم!. هم وقود الحرب وضحايا الصراع الحتمي, بلا أمل في النجاة, وهم المأمورون بالمنطق القطبي أن يشهروا إسلامهم من جديد! حزبان متعارضان: الكفر ملة واحدة, وكل الخارجين عن المدرسة القطبية هم, مع تعدد أحزابهم وتوجهاتهم ودوافعهم, يمثلون حزبا واحدا يقوده الشيطان, ويعمل في خدمة الطاغوت!.. وبالمنطق نفسه ينقسم العالم إلي دارين: دار إسلام وسلام حيث تحكم الشريعة ويسود القانون الإلهي, ودار حرب تضم ماعدا ذلك. لا انسجام أو تعايش بين هاتين الدارين, وغاية مايمكن الوصول إليه هو الهدنة المؤقتة في انتظار اندلاع الحرب! يقول سيد قطب: إن هناك حزبا واحدا لله لايتعدد, وأحزابا أخري كلها للشيطان والطاغوت وان هناك دارا واحدة هي دار الإسلام التي تقوم فيها الدولة المسلمة فتهيمن عليها شريعة الله وتقام فيها حدوده, ويتولي فيها المسلمون بعضهم بعضا. وماعداها دار الحرب, علاقة المسلم بها إما القتال أو المهادنة علي عهد أمان, ولكنها ليست دار إسلام, ولا ولاء بين أهلها وبين المسلمين( نفسه: ص168). الحياة إذن بمثابة حرب دائمة لاتنتهي, والإسلام عند سيد قطب هو دين الجهاد بلا توقف, ذلك أن النهاية الوحيدة في تحول العالم كله إلي دار الإسلام! هل من اختلاف بين ما يقوله سيد قطب, ومايقوله وينفذه أسامة بن لادن وأيمن الظواهري؟!. القطبيون والقاعديون يرفعون شعارات الجهاد, ويحاربون تحت راية الإسلام, وطموحهم المعلن هو تحرير العالم من عبودية الجاهلية! ولعل هذا التوافق الاستراتيجي هو مايبرر غياب النقد الإخواني الواضح لأفكار تنظيم القاعدة وعملياتها الإرهابية, فالوعاء الفكري المشترك, والاختلاف الوحيد بينهما في التوقيت المناسب!. يعتقد سيد قطب أنه الوحيد الذي يدرك أبعاد العقيدة الإسلامية, ولذلك يمنح نفسه حق الحديث باسم الإسلام والجزم بما يأمر به الدين وينهي عنه: والذي يدرك طبيعة هذا الدين يدرك حتمية الانطلاق الحركي للإسلام في صورة الجهاد بالسيف إلي جانب الجهاد بالبيان( نفسه: ص68). أهي صدفة أن يكون الجهاد بالسيف مقدما علي الجهاد بالكلمة؟!. إذا لم يقتنع قارئو سيد قطب بالأفكار, فلابد من إجبارهم علي الاقتناع! الفكرة المحورية التي ينطلق منها سيد قطب تتمثل في غياب منهج الله عن عالمنا المعاصر ولهذا فإنه محكوم بقيم وأخلاق وقوانين الجاهلية, ومهيأ لاستقبال واستيعاب الدعوة الإسلامية الصحيحة النقية, التي تعيد تنظيم مفرداته وتعود به الي السبيل القديم. مثل هذه العودة المأمولة, لا تستقيم مع القوانين الوضعية التي سنها البشر, وانتزعوا من خلالها حقا إلهيا أصيلا لاينبغي لأحد أن ينازع فيها, ومن هنا رفضه الصارم لكل الإطارات والمؤسسات العصرية الحديثة التي تشكلت عبر تراكم الاجتهادات البشرية علي مر العصور. الأمر عنده ليس خللا يمكن إصلاحه دون صدام, فالتباين من الحدة والوضوح بحيث ينسف كل جسور التعايش والحوار. الثورة علي الأوضاع القائمة خيار وحيد وعلي المسلم الحقيقي أن يعلن عن موقف لايحتمل التردد: الانتماء إلي الإسلام الخاص, أو الرضا بالجاهلية الكاملة!. وفي هذا السياق ينقسم العالم إلي حزبين: حزب الله وحزب الشيطان والذين يتوهمون أنهم مسلمون علي الرغم من تفريطهم في مبدأ حاكمية الله, ليسوا مسلمين عند سيد قطب, وهم في حاجة الي إشهار إسلامهم من جديد والتسليم بالحق الإلهي المطلق دون منازعة أو مشاركة بشرية وبهذا التوجه وحده يمكن أن يكونوا من حزب الله, وإن لم يرضخوا فهم من حزب الشيطان وأنصار الطاغوت!. الأمر عند سيد قطب ليس صراعا فكريا وسجالا نظريا, فلابد من إعلان الحرب والتغيير بالقوة! التغيير بالقوة: يشكك الإخوان المسلمون في عدالة ونزاهة المحاكمة التي تعرض لها سيد قطب وقادته إلي حبل المشنقة, ومثل هذا النوع من المحاكمات لن يجد من يدافع عنه وعن عدالة أحكامه لكن الذي لايملك الإخوان قدرة علي التشكيك فيه هو الآراء النظرية التي يؤمن بها سيد قطب ويدعو إليها وينشرها باسمه, وهذه الآراء تقود الي صحة ماوجه إليه من اتهامات: لاسبيل إلي النجاة إلا عن طريق واحد, وهو أن تقوم صفوة مختارة تفهم الإسلام علي وجهه الصحيح سواء أكانت هذه الصفوة من الإخوان أو غيرهم, ويبذلون كل جهودهم في تصحيح عقيدة الناس وتفهيمهم شهادة لا إله إلا الله. إنه ليس علي الأرض كلها مايمكن أن يطلق عليه اسم الجماعة المسلمة بمفهومها الصحيح, وان هؤلاء الذين يفهمون الإسلام يشكلون النواة الحقيقية لهذه الجماعة( نفسه: ص116). القطبيون وحدهم من يفهمون الإسلام علي وجهه الصحيح, ومن هذا المنطلق فإنهم مطالبون بنشر دعوتهم وتصحيح عقيدة الجاهلين من المسلمين الشكليين. الجماعة المسلمة التي يدعو إليها سيد قطب, هي الطليعة والقدوة, ومهمتها ليست نظرية دعوية وعظية فالانتصار لله وشريعته وتعاليمه, في مواجهة الشيطان وضلالاته, لابد أن يتسلح بكل مايتاح من وسائل القوة. التنظيم هو البداية ومهام التنظيم يحددها قطب في قوله: إن الانطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطات الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة. وحين توجد هذه العقبات والمؤثرات المادية, فلابد من إزالتها أولا بالقوة!( نفسه: ص141). الدولة العصرية التي لاتحكم بما انزل الله, من خلال مؤسساتها وأجهزتها المختلفة, عائق لابد من إزالته, والمجتمع الإنساني الخاضع لسلطة الدولة, بقيمه وأخلاقه الجاهلية, عائق آخر لامهرب من تغييره وإجباره علي الرضوخ للأفكار القطبية علي اعتبار أنها الفهم الوحيد الصحيح لمبادئ وتعاليم الإسلام.. ونواصل.