غلبت أعلم فيك والطبع فيك غالب. إذا كنت كذوبا فكن ذكورا. لا تصر على إخراج السيناريوهات الرديئة نفسها التي عفا عليها الزمن. حقيقة أصبحت أشفق على الكارهين للرئيس محمد مرسي. الرجل يمضي في طريقه ويقود الدولة نحو الاستقرار رغم كل العراقيل التي يضعونها. صمم على إجراء الاستفتاء على الدستور في موعده، وحقق ما أراد، وقال «نعم» من قال، وصوّت ب»لا»من صوّت، وطويت الصفحة. وها هي الأمور تسير نحو إجراء الانتخابات البرلمانية، وبعدها يتم تشكيل حكومة من حزب الأغلبية أو حكومة ائتلافية حسبما تسفر نتائج التصويت. إنها الديمقراطية التي كنا نسمع عنها، أصبحت واقعا بين أيدينا في ظل رئيس فاشي، ديكتاتوري، مصاص دماء كما يصفونه!! المعارضون ليسوا بمعارضين بل كارهون حاقدون على رئيس شرعي منتخب فاز عليهم في الانتخابات، وعلى من مولوهم بالداخل والخارج. إنهم وصبيانهم في الإعلام ما زالوا على حالهم. مزيد من النواح والولولة والبذاءات والعمل على إسقاط مصر حتى يشفوا غليلهم في مرسي، بعدما اتهموا الرجل وجماعة الإخوان المسلمين بكل التهم، ورموهم بأعتى الصفات من الإرهاب إلى التزوير ومن تجار الدين إلى تجار السلاح، جلسوا في محلاتهم المختارة.. مقاهي وسط القاهرة يتشاورون: نعمل إيه ونتصرف إزاي مع «الإخوان» ومرسي أولاد الإيه دول.. لا إعلام نافع ولا طول لسان شافع. زميلة لي من أعضاء هذا الفريق، قالت بأسى: «بجد مش عارفين نعمل إيه مع الناس دى.. مفيش حاجة بتجيب معاهم نتيجة.. حتى المظاهرات والاعتصامات انتهت على مفيش». ولأن هؤلاء الكارهين من النوع الذي يتميز بجهل معتّق، فقد عادوا إلى الوسيلة العقيمة نفسها «النساء»، يمكن أن تؤتي أكلها.. لعل وعسى أن تكون نهاية مرسي والجماعة على أيدي بنات حواء، وتبقى ليلة يا عمدة أن تكون المرأة هي سبب السقوط لمن لا يظهر له سقوطا، .إحدى الصحف المعبرة عن جبهة «خراب مصر»، أفردت في صفحتها الأخيرة موضوعا مطولا يؤكد أن مرسي ليس فتى أحلام بنات مصر، بناتك يا محروسة لا ينشغلن برئيسك.. لا يسهرن الليل أمام صورته.. لا يتنهدن عندما يسمعنه يخطب.. قلوبهن لا تخفق.. وأيديهن لا ترتعش.. وأعينهن لا ترمش. إذن كيف يصلح هذا الرجل الذي ليس ب «جان» أن يحكمنا. بعد «طبخ» موضوعات متشابهة بأن الرجال يعارضون مرسي.. والشباب لا يطيقونه.. والعمال يرفضونه.. والفلاحون يلفظونه، لم يتبقَ سوى استطلاعات رأي بأن النساء يصرخن رفضا له، وفي الطريق الأطفال والرضع ومن هم في بطون أمهاتهم. لماذا تبقى يا رجل في السلطة. استقل يرحمك الله.. ألا تخجل من نفسك وأنت خائب ولست فتى أحلام بنات ال20. من يقرأ الموضوع يظن أن حبيبهم المخلوع مبارك، كان في وسامة حسين فهمي.. ما تقولش أمين شرطة اسم الله ولاّ دبلوماسي. أو في رجولة رشدي أباظة.. في إيديك قوة تهد جبال.. في إيديك قوة، وعليك صبر وطولة بال وعينيك حلوة. لكن لأنهم الذين فتحوا مثل هذه الموضوعات الهامشية التافهة فإنني أذكرهم باستطلاع رأي حقيقي بعد الصورة الشهيرة للرئيس مرسي وهو يبكي أثناء سماعه القرآن في الأراضي المقدسة، ذكر أنه الزوج المثالي في نظر الفتيات، كونه يجمع بين التدين والتعليم العصري، وبين قوة الشخصية وفصاحة اللسان العربي ولين القلب، فضلا عن أن هذه الصفات ترسخت بعد إطاحته بجنرالات العسكر الكبار، الذين ظن المصريون أن إزاحتهم تتطلب سمات جبارة في حاكم لم يأتِ بعد. بموازاة حكاية مرسي فتى الأحلام الفاشل، رأى القائمون على تبصير الشعب بالعواطف والمشاعر الجياشة، أن يخلقوا بالمرة قصة نسائية ضد المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. لقد بدؤوا الحملة ضد الشاطر حينما ترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وقتها قالوا عنه إنه «أحمد عز» الجديد. وعز هو أمين التنظيم للحزب الحاكم المنحل أيام مبارك، والفتى المعجزة المدلل للنظام، ومحتكر الحديد الصاعد بسرعة الصاروغ لقربه من جمال مبارك «مفجر ثورة التطوير»، كما وصفه. الفارق بين نائب المرشد ونائب ابن المخلوع مثل الفارق بين الفريق القومي والفريق أحمد شفيق. الشاطر دفع الثمن كاملا مكملا في عصر مبارك لمبادئه ومواقفه، 14 سنة قضاها خلف الأسوار في آخر 20 عاما من حياته. أمواله صودرت، شركاته أغلقت، أولاده يتزوجون وهو في السجن، يلفقون له القضية تلو الأخرى وهو صابر محتسب، بينما عز يغرق في نعيم المال والسلطة والجاه، ويضم لقائمة حريمه «هيفاء وهبي البرلمان المصري» بمهر خيالي وذهب وياقوت وألماظ.. أحمدك يا رب. توقفت الحملة ضد الشاطر مؤقتا بعدما وضع المجلس العسكري عراقيل تحول دون ترشحه. استداروا بالهجوم على محمد مرسي، ثم لما نجح تذكروا أن الشاطر لعب من خلال التزامه بنهج الجماعة دورا كبيرا في وصول مرسي للقصر، بحشد المؤيدين له، عادوا للقول إن نائب المرشد هو الحاكم الفعلي للبلاد، ولم يتوقفوا عن البذاءات بالقول إنه قائد «ميليشيات» الجماعة الإرهابية. ولمّا لم تسفر هذه الاتهامات عن الهدف المرجو، لجؤوا لما توقعته منهم من سابق إدراكي لعقولهم الفارغة.. اللعبة العقيمة نفسها، حكايات النساء، أتوا بوثيقة زواج ووضعوا عليها اسمه ونشروها على الإنترنت. لم أندهش من العروس التي اختاروها له، لا بد أن تكون أصغر منه بكثير وفائقة الجمال حتى تجد القصة رواجا. أرادوا نموذجا لشبيهه المزعوم «عز وهيفاء البرلمان». حتى يقولوا: تفضلوا.. شوفوا أخلاق من يحكمكم من وراء الستار.. الرجل المهيب طويل القامة عالي المقام، هو في الحقيقة «عينه زايغة» يتزوج فتاة سورية عمرها 21 عاما وكمان عارضة أزياء!! دفع لها مهرا مليون دولار، ومؤخرا بكام مليون، وهدايا شيء وشويات. أنظروا هذا ما قدمه الشاطر و»الإخوان» لسوريا المكلومة.. يغرون بناتها بالمال ويجعلون منهن جوارٍ. المفارقة أن الجريدة التي نشرت هذه الافتراءات وأفردت لها صفحة كاملة، هي الجريدة نفسها التي نشرت حكاية فتى الأحلام الخائب مرسي، وفي العدد نفسه. وبعدما نزل كاتب التقرير تقطيعا وتشويها في الشاطر، جاء في آخر 5 أسطر ليقول إنه واثق من أن هذا الخبر كاذب، واستطرد: لكن الجريدة نشرت تفاصيله حرصاً على حق القارئ في المعرفة!! ويا أيها المبدعون في صحافتنا.. حصل لنا الشرف والمعرفة!! نقلا عن صحيفة الحياة