مصر تعيش الآن في عزلة دولية.. لم يعد لنا أصدقاء في العالم إلا 4 دول تخيلوا أن أصدقاء مصر الآن هى قطر والولايات المتحدة وتركيا والصين، أما باقي الدول فهى في واد آخر وظهرت هذه العزلة مع الأزمة الاقتصادية التي ورطنا فيها حكم الإخوان المسلمين حتى اصدقاؤنا التقليديون انصرفوا عنا لم يعد يعبأ بما يحدث في مصر كل هذا بسبب الانحياز السافر لرئيس الجمهورية لجماعته على حساب شعبه وحتى استثمارات الأصدقاء التقليديين وهي الامارات والسعودية والكويت مهددة بالهروب من مصر في أي لحظة بسبب عمليات التطفيش المنظمة التي يقوم بها قيادات جماعة الاخوان لهذه الاستثمارات وخاصة في القطاعين السياحي والصناعي والضغط عليهم لشراء هذه المشاريع بثمن بخس حتى تتم لهم السيطرة على الاقتصاد مقابل المال القطري التركي الذي لا يهدف لإنقاذ الشعب المصري ولكن يهدف إلى دعم حكم جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح سفراء قطر وأمريكا وتركيا والصين الآن من أصحاب المقام السامي في مصر كلمتهم مسموعة دون غيرهم من السفراء أحلامهم أوامر واجبة التنفيذ. السفير التركي في القاهرة أصبح بمثابة مفوض سامي جديد لا تتحرك الحكومة إلا بعد العودة إليه واستشارته ولقاءاته المتعددة مع قيادات الإخوان والحكومة تكشف مدى قوة نفوذه. ونرى الآن السلع التركية تغرق الأسواق وتغزو كل سوبر ماركت حتى مساحيق الغسيل وصلت مصر ولدنيا من إنتاجها ما يكفي ويزيد لكن الرغبة في التنيكل بالصناعة الوطنية وطرد الاستثمارات الأجنبية، وشرائها بأبخس الأثمان هو الدافع لفتح الباب أمام الاستيراد من تركيا بدون ضوابط أو قياس حقيقي للاحتياجات الحقيقية للمجتمع المدني والمستوردين من تركيا أغلبهم من جماعة الإخوان حتى السلع التي أوشكت على انتهاء صلاحيتها هناك يتم إرسالها إلى مصر فهنا بطون تهضم الحجر كما يقولون لبعضهم. أما الصين فرغم موقفها المعادي من ثورة يناير والثورة التونسية قبلها والثورة السورية الآن وعدائها للحرية وتأييدها لقمع مبارك لمعارضيه إلا أن مصلحة الاإخوان التقت بهم وبدلاً من مقاطعة كل الدول التي عادت ثورتنا فتحنا لها الأبواب على مصاريعها وأصبحنا نستورد منها كل شىء، وأصبحت السلع الصينية تغرق الأسواق بل ضوابط أو حتى بلا معايير جودة أو دون اعتبار لقواعد حماية الصناعة الوطنية وهى قواعد دولية ودون اعتبار لمواقف الصين حتى من الثورة السورية التي احتلت أولوية عند رئاسة الجمهورية أكبر من القضية الفلسطينية في الأيام الأخيرة ونسى أن الصين استخدمت حق الفيتو مرتين ضد قرارات لمجلس الأمن ضد جزار سوريا بشار الأسد فهذا قمة التناقض في موقف جماعة الإخوان التي تريد أن تسرق الثورة السورية كما سرقت الثورة التونسية والليبية والمصرية. أما قطر فهى تريد أن تبحث عن مجد شخصي لأميرها مهما كلفها من أموال وموقفه من الثورة المصرية معروف بسبب عدائه الشخصي للرئيس المخلوع حسني مبارك، وليس من أجل عيون الشعب المصري.. وقطر وجدت في الثورات العربية فرصة لتظهر أنها القيادة الجديدة للمنطقة بدلاً من القيادات التقليدية التي تكونت عبر مواقف سياسية ودبلوماسية طويلة. وابتدعت قطر دبلوماسية المال في البداية وتحملت الملف السوداني وخاصة قضية دارفور وصرفت أموالا طائلة واجتماعات ولقاءات ولم تنته الى أي شىء فالمذابح مستمرة في دارفور ومازال الرئيس السوداني مطلوباً للعدالة الدولية، ونفس الأمر تكرر مع المصالحة الفلسطينية، وتم عقد سلسلة اجتماعات ودعم بملايين الدولارات لغزة وفي كل مرة والمصالحة لم تتحقق حتى الآن، والقضية الفلسطينية على وشك الضياع خصوصاً وأن النظام المصري انحاز بصورة واضحة لجماعة حماس على حساب أهل وشعب رام الله والضفة الغربية فأعضاء حماس والغزاويون يدخلون ويخرجون بدون أي مشاكل أو شروط لكن أهل الضفة فيحتاجون إلى تأشيرة دخول لو كان سنه أقل من 40 سنة وهى تفرقة بين أبناء شعب واضح وانحياز سافر. أما السفيرة الأمريكية تتحرك الآن بنشاط في كل مكان في مصر وأصبحت تتدخل في كل شىء حتى في الانتخابات وفي حياة الناس، وأصبحت صاحبة كلمة يستمع لها الإخوان وينفذونها بدون تردد وأصبح لدينا في مصر 4 مندوبين ساميين لأربع دول هى تركيا وقطر وأمريكا والصين.