حياة كريمة فى الغربية.. المبادرة الرئاسية تغير الواقع بقرية دمنهور الوحش    أنا الوحيد الذي تخليت عنه مبكرا، ترامب يكشف أسرارا عن إبستين في رسالة "عيد الميلاد"    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادثي تصادم بالدقهلية    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    مسئول بمحافظة الجيزة: عقار إمبابة المنهار عمره يتجاوز 80 عاما.. والسكان لم يبلغوا الحي بالشروخ    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    100 مليون في يوم واحد، إيرادات فيلم AVATAR: FIRE AND ASH تقفز إلى 500 مليون دولار    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    فلسطين.. جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس    وداعا ل"تكميم المعدة"، اكتشاف جديد يحدث ثورة في الوقاية من السمنة وارتفاع الكوليسترول    أول تعليق نيجيري رسمي على "الضربة الأمريكية"    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    انفجار قنبلة يدوية يهز مدينة الشيخ مسكين جنوب غربي سوريا    موسكو تتوسط سرّاً بين دمشق وتل أبيب للتوصّل إلى اتفاق أمني    الشهابي ورئيس جهاز تنمية المشروعات يفتتحان معرض «صنع في دمياط» بالقاهرة    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    زيلينسكي يبحث هاتفياً مع المبعوثَيْن الأميركيين خطة السلام مع روسيا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    18 إنذارا للمصريين فى 10 مباريات رصيد حكم مباراة الفراعنة وجنوب أفريقيا    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    حزب المؤتمر: نجاح جولة الإعادة يعكس تطور إدارة الاستحقاقات الدستورية    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير عبيد ل"محيط":لوبي صهيوني لدعم عمرو موسى رئيسا لمصر
نشر في محيط يوم 08 - 03 - 2012


* ثورة يناير سرقتها جهات ديناصورية تجيد التدليس

* سوريا ساحة تصفية حسابات بين واشنطن وموسكو ومرتع للمخابرات العالمية
* إستراتيجية " أميركية – إسرائيلية" بتأييد سعودي لمنع التقارب بين دمشق والقاهرة وفرض عداوة بين العراق وسوريا

حوار/علي رجب
فجر الكاتب والمحلل السياسي العراقي سمير عبيد، رئيس مركز رئيس مركز "الشرق للبحوث والدراسات أوربا"، رئيس تحرير صحيفة "القوة الثالثة" في حوار لشبكة الإعلام "محيط" مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أن عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة يقوم بدعمه لوبي صهيوني أمريكي فرنسي لاعتلاء كرسي الرئاسة في مصر، وأنه أشرف على تدريب شباب الثورة في عدة دول أوروبية للانقضاض على الحكم، مؤكدا أن ثورة 25 يناير تم سرقتها من قبل مؤسسات ديناصورية تجيد التدليس.

وفي الشأن العربي أكد سمير عبيد أن سوريا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين العديد من الدول العربية وإيران وتركيا وأيضا الصين وروسيا وأمريكا والوضع في سوريا أشبه بوضع العراق قبل الاحتلال الأمريكي له من حرب اقتصادية خناقة ثم تدخل عسكري والأوضاع في سوريا ستكون كره نار تحرق المنطقة بما فيها إسرائيل، مشددا على أن الخروج من هذا المأزق يكمن في انقلاب على عائية الأسد أو الحرب أو تقسيم ثلاثي للسلطة، فإلى نص الحوار:


• من وجهة نظرك ما هي الحلول الجذرية لإنهاء الأزمة السورية؟

لقد خرجت الأزمة السورية من يد السوريين، وأصبحت أزمة دولية، وتذكرنا بما حصل في العراق بعد عام 1991 وعندما تم تدويل "المعارضة العراقية" وأصبح قادة المعارضة العراقية مجرد دمى بيد واشنطن ولندن ودول خليجية وحتى بيد قادة اللوبي الصهيوني، وهذا ما حدث مع المعارضين السوريين في الخارج، ولكن الأمر المختلف عن الوضع العراقي لأن هناك معارضة سياسية في داخل سوريا وتمتلك حيز كبير من قرارها وربما ستنقذ سوريا من الفوضى العمياء، فسوريا هي "سرّة" الشرق الأوسط، وهي " كود البركان" الذي يمثل انفجاره جهنم في المنطقة، وحتم هذا على الدول الكبرى التعامل الحذر مع الملف السوري.

سوريا اليوم ساحة تتصارع عليها الدول التي لديها حسابات تاريخية وسياسية، لأنها تهم الأمن القومي الإيراني والتركي والروسي والسعودي والإسرائيلي والعراقي واللبناني والأردني، وتهم مصالح أمريكا والغرب والصين في المنطقة، وهناك تصفية حسابات جارية على قدم وساق في سوريا بين أمريكا وروسيا، وبين الصين وأميركا، وبين روسيا وتركيا، وبين إيران وتركيا، وبين السعودية وإيران، وبين قطر والسعودية ،وقطر وتركيا، وبين فرنسا وتركيا.... فهناك معركة "شايلوكية" في سوريا، وبالتالي فسوريا بدائرة خطر الحرب الأهلية والتقسيم والتفتت، وهذا يعني تعميم نار جهنم في المنطقة، وستحرق إسرائيل أولا وعندما تجد نفسها داخل قوس نار جهنم.... لهذا تراهن الولايات المتحدة على العزل السياسي والدبلوماسي لنظام الأسد وخنقه اقتصاديا لكي يصار فيما بعد إلى تدخل مباشر مثلما خنقت العراق 13 عاما ثم غزت العراق في آذار 2003.

وهل تتوقع تدخلات خارجية لإنهاء الأزمة؟

التدخل المتسرع يقود السوريين الى الجحيم، فهناك تشكيك في الخلفيات السياسية للثوار السوريين وهو الذي عطل عملية تسليحهم، ثم أن هناك جدلا عقيما بين إسرائيل وأمريكا حول موقع وقوة الإخوان المسلمين، لأن إسرائيل ترفض إعطاء الإخوان كابينة القيادة أو حتى الحيز الأكبر عكس الأميركيين والأتراك، فإسرائيل تراهن على الأكراد السوريين ومن ثم الدروز مثلما راهنت على الأكراد في العراق، ولهذا نصحت الطرفين بعدم الغوص في الحراك الشعبي والحفاظ على مدنهم وقوتهم وتماسكهم. والقصف المباشر سيدخل السوريين في الجحيم وسيدخل المنطقة في صراع كارثي وسيشمل دول عدة، خصوصا وأن " تنظيم القاعدة" قد نشط في سوريا وهناك هجرة لتنظيم القاعدة من العراق وتركيا ولبنان والأردن نحو سوريا وهذا بشهادة مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية" جيمس كلابر" وبالتالي صار هناك " وحدة أهداف" بين الغرب والقاعدة لتقويض إيران وحزب الله وحماس. ناهيك أن هناك علاقة بين لندن وواشنطن والقاعدة عبر أطراف بالشرق الأوسط.

فالحل السحري من وجهة نظري هو: من خلال المحاصصة الناعمة في سوريا، أي المحاصصة العاقلة، وهناك توجه خليجي لقبول هذا الحل، وهناك تنسيق سري بين أطراف خليجية مهمة وطهران وأنقرة لبلورة هذا الحل وهو" المثالثة" أي يكون ثلث للنظام، وثلث للمعارضة، وثلث للدروز والأكراد والمسيحيين وغيرهم، وبهذا سيكون هناك توزيع عادل في جميع المؤسسات والوزارات والسفارات وفي الأجهزة الأمنية، وستتوزع المناصب الثلاث بين هذه الجهات والشروع ببناء المؤسسات وإخراج سوريا من الفوضى العمياء!

• قلت إن أمريكا وتل أبيب والرياض يسعون لخلق نظامين متنافرين في كل من بغداد ودمشق، فما دليلك على صحة ذلك؟

هناك إستراتيجية "أمريكية – إسرائيلية" قديمة وأيدتها السعودية، تنص على منع التقارب بين دمشق والقاهرة، وفرض نظامين متنافرين في بغداد ودمشق، وعلى أساسها تم إفشال الوحدة بين مصر وسوريا، والقضاء على حلم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر" في سوريا واليمن، وإنهاء التقارب بين مصر و بغداد من خلال "حلف بغداد"، وتم دق "إسفين" بين الرئيس الراحلين صدام حسين وحافظ الأسد، فانشق حزب البعث واستمر العداء لمدة عشرين عاما، لأن هذا التقارب يمثل خطرا إستراتيجيا على إسرائيل، والسعودية من وجهة نظرها.

لكن صدام رحل مع حافظ الأسد؟
التاريخ يعيد نفسه ولكن بأدوات أخرى، فعندما أصبحت إيران بموقع مصر عبد الناصر من وجهة نظر الرياض وواشنطن والغرب، ولهذا لا يجوز استمرار سيطرة " الشيعة" على الحكم في العراق في حالة بقي الأسد في الحكم من وجهة نظر واشنطن وتل أبيب والرياض وحتى تركيا، خوفا من ولادة محور " سوري – عراقي – إيراني" أما أذا سيطرت المعارضة السورية على الحكم في سوريا فهذا يعني مجيء نظام "سني"، وحينها يصبح وجود " نظام شيعي" في العراق ضرورة وهذا ما أصبح يراهن عليه نوري المالكي أخيرا، ولكن هناك مخطط سري وخطير وهو ولادة ( أقليم سني كبير في العراق) يرتبط بالأردن والسعودية، ويمتد لمناطق سنية داخل سوريا، وسيكون وطنا بديلا للفلسطينيين وتراهن عليه الرياض لضرب المحور الإيراني – العراقي، لهذا هناك دعم إسرائيلي لهذا المخطط، وهناك تنسيق سري وعال المستوى بين أطراف سنية عراقية وجهات إسرائيلية من جهة ومع أطراف سعودية وتركية من جهة أخرى، والهدف أنهاء دور العراق وتوجيه ضربة لأيران على حساب العراق والعراقيين، وحينها سيتم تعميم مشروع التقسيم والتفتيت في المنطقة ليتم ولادة " إسرائيل الكبرى"!.

•برأيك ما المحطة القادمة لقطار الربيع العربي؟
أعتقد المحطة المقبلة مغاربيا هي الجزائر، وعلينا عدم نسيان رد وزير الخارجية القطري على نقد وزير الخارجية الجزائري عندما قال له: "الدور جاي عليكم" والجزائر تعرف ذلك، وفي المشرق المحطة المقبلة هي الأردن بعد سوريا، وربما الأردن ولبنان معًا، لأن الأردن مرشح كوطن بديل للفلسطينيين، ومرشح للتقسيم، ولذلك فسوف تنفذ إسرائيل مخططها لتحتل غور الأردن " من طبريا حتى البحر الميت".

• وفي حال تغيير النظام الإيراني، ما تأثير ذلك على البلاد العربية؟

أنا لا أتوقع تغيير النظام الإيراني، لأنه راسخ وقوي، ويمتلك مقومات البقاء والدفاع، حتى إن أميركا وإسرائيل تعرفان هذه الحقيقة، فالمواطن الإيراني يلتصق بقيادته عند تهديد الوطن، علاوة على أنها تمتلك أسلحة لا تتوفر عند دول المنطقة ولا حتى عند أميركا، وأهمها " السلاح المعنوي، وسلاح الفتوى، وسلاح الجهاد، وسرعة التكييف على التقشف".

لكن المراقبين يؤكدون أن هناك ثورة مكتومة في إيران؟

وحتى وأن حدث التغيير، فالقادم سيكون من رحم النظام وسيحمل أيديولوجية الثورة الإسلامية. ولمن لا يعرف فالنظام الحالي أفضل للبلدان العربية من النظام الذي سيأتي بعد التغيير، لأن القادم يحمل نوايا عنصرية وفوقية عند تعامله مع العرب.

وعلى الدول الخليجية بشكل خاص والدول العربية بشكل عام الإسراع بإعادة النظر وفورا بسياساتها تجاه إيران، وعليها أن لا تصبح كبش فداء تضحي به أمريكا والغرب خدمة للمخطط الصهيو-أميركي، فلينظر هؤلاء وقبلهم العرب المغالون بتطرفهم ضد إيران الى الموقع الجغرافي لإيران. فواشنطن تمارس عملية ترهيب لدول وشعوب الخليج بأن إيران قادمة لاحتلال الدول الخليجية وإسقاط أنظمتها ، والهدف هو الاستمرار في حلب البقرة الخليجية من خلال صفقات السلاح وتوفير المكان المجاني للقواعد الأمريكية، وعقد الصفقات بعيدة المدى مع أميركا والدول الغربية، وكذلك عقد الصفقات السرية مع إسرائيل، وكل هذا بحجة التهديد الإيراني المزعوم، وبحجة وجود برنامج نووي في إيران ،وهو البرنامج الذي لم نسمع قط بأنه برنامج عسكري، إلا من قبل إسرائيل وأميركا وفرنسا وبعض الدول التي تدور في الفلك الأميركي وعبر تقارير إعلامية وليست فنيّة أو متخصصة، تقارير غايتها ترهيب الشارع الخليجي والعربي أولا، وأيهام الشارع الأميركي والأوربي والعالمي ثانيا. ولكن الهدف "السوبر" بالنسبة للولايات المتحدة هو الهيمنة على "مضيق هرمز" بحجة أن إيران باتت تشكل خطرا حقيقيا على هذا المضيق الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة لأميركا وأوربا والعالم، فهي تريد تحفييز وتجييش العالم بضد إيران بحجة حماية الممر الدولي من الخطر الإيراني.

وما الهدف من ذلك؟

الهدف الأول هو حصار وإضعاف إيران وصولا لكسر هيبتها وإجبارها على الانكفاء نحو الداخل، ومن ثم محاصرة الصين وروسيا اقتصاديا، والأهم هو تركيع أوربا وإجبارها على الوقوف في الطابور أمام أبواب أمريكا لاستجداء النفط والغاز وحسب التسعيرة التي ستحددها الولايات المتحدة من خلال هيمنتها على منظمة " الأوبك" التي ستصبح بيد واشنطن حال خطفها لمضيق هرمز بعد نجاحها بالهيمنة على باب المندب وجميع الممرات الدولية تقريبا وبالتالي: فهل سأل الخليجيون و العرب أنفسهم ماذا سيكون مصيرهم في هذه الحالة؟وأين سيكون موقع الطابور الذي سيقف به الخليجيون والعرب ، وهل سيُسمح لهم بالوقوف أصلا؟وهل فكر القادة الخليجيون بمستقبل شعوبهم عندما يصبح هناك كسادا في سلعة " النفط والغاز" أو تحت الهيمنة والتسعيرة الأميركية؟فقطعا سيكون موقع العرب كارثيا على المستوى السياسي والتاريخي والأخلاقي، وسيخرجون من المعادلة السياسية نهائيا وخصوصا الدول الخليجية، وسوف يجدون أنفسهم بموقف لا يقل عن موقف الجاسوس النمساوي الذي تطوع بأن يكون دليلا للجيش الفرنسي بالضد من جيش بلده النمسا.

• وما رأيك في حصول الإخوان المسلمين في مصر الثورة على الأغلبية البرلمانية؟

أتعجب من النقد الجارح ومن الترهيب من الأخوان المسلمين، فهؤلاء الناس ليسوا شياطين، وهم عرب مصريون، ومسلمون ويعرفون الله تماما، وفيهم من الكفاءات العالية، علاوة على أنهم تعرضوا للقمع والتشويه السياسي ولعقود طويلة جدا، وعليهم تحريم تلك السياسات ليثبتوا للشعب المصري والعالم أنهم قادة حقيقيون، ونطلب منهم إيقاف الحملة المغرضة ضد الجيش المصري لأنه صمام الأمان لمصر وللعالم العربي، وتحريم الغلو الطائفي والمذهبي والإبقاء على الوسطية المصرية الرائعة.

وحصول الإخوان على الأغلبية في البرلمان حالة طبيعية لشارع مسلم شعر بالغبن والأهمال والتحجيم ولأكثر من 30 عاما، ولكن وجود الأخوان في هذا الموقع سلاح ذو حدين، إما أن يحرقهم يتنكروا لشعاراتهم ومثلما حصل لحركات الإسلامي في العراق ولحركة النهضة في تونس، أو يخلدهم عندما يعملوا على تحقيق النمو الاقتصادي وإعادة الكرامة للمصريين وإعادة الدور الريادي لمصر عربيا ودوليا، وسد الفجوات الكارثية داخل المجتمع المصري، والسهر على الأمن القومي المصري.

وما تقييمك للثورة المصرية؟

الثورة سرقت من الثوار الذين قاموا بها، لصالح جهات ديناصورية تجيد التدليس ونسج العلاقات السرية مع السفارات الأجنبية، ولصالح جهات عرفت تنظيم نفسها وعرفت كيف تكسب الشارع المصري. ولكن ستبقى الثورة المصرية رمزًا خالدا في القرن الواحد والعشرين، لذا نحذر من مشروع تركيع مصر ومن مشروع تفتيتها.

• وكيف ترى أزمة التمويل الأجنبي في مصر، وسفر المتهمين الأمريكيين؟

علينا أن نكون صريحين، فالتمويل الأجنبي في مصر ليس بجديد، وهو متجذر وبعلم الرئيس المخلوع حسني مبارك وأركان نظامه، فالسفراء الأمريكان يصلون ويجولون في مصر وكأنهم المندوب السامي. ولكن الأمر المثير هنا هو التمويل من أجل أجهاض الثورة أو تغيير مسارها لصالح واشنطن والغرب. فهناك مجاميع شبابية " مصرية" تدربت في أمريكا وفي دول غربية وبإشراف أمريكي وتمويل خليجي، ولا أخفي أن بعض الدعم السري لبعضهم كان من إسرائيل، وكانت النمسا إحدى المحطات، وكنت أتابع أنا ومجموعة من الصحفيين محطات تدريبهم في النمسا وبريطانيا، بدعم مباشر من السيد عمرو موسى بصفته الشخصية والرسمية، الذي حرص على زيارتهم في تلك الدول، وأشرف على حفل تخرجهم في الأكاديمية النمساوية قبيل شرارة الثورة، وكانت هناك متابعة لهم من قبل سفراء الجامعة العربية في بعض الدول الغربية وبتوجيه من أمين الجامعة العربية السابق.

أنت تتحدث عن مخطط لإسقاط الثورة؟
نعم، ولا أخفي عليك بأن عندنا معلومات بأن هناك وعدًا أمريكيًّا فرنسيًّا وبتأييد من اللوبي الصهيوني، بأن يكون موسى رئيس مصر القادم وذلك نظير خدماته في دعم الثورات وتغيير مسارها لصالح الأجندات الأمريكية والخليجية.

وهل كان لعمرو موسى دور في سفر المتهمين الأجانب بقضية التمويل؟

في بأعتقادي هناك لوبيات مصرية شاركت في ذلك، منها بالطبع عمرو موسى، والدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، وغيرهما، هذا بالإضافة إلى قيادات عسكرية مقربة من البيت الأبيض، وأيضا قيادات إخوانية لها علاقات مع الأميركيين، وهؤلاء لعبوا دورًا في عملية تهريب المتهمين.

ولكن باعتقادي أن هناك جهات مصرية وأميركية وغربية تريد من عملية التسفير أحداث فتنة و"دق إسفين" بين العسكر والإخوان وبالعكس، وبين الإخوان والسلفيين وبالعكس، وبين السلفيين والعسكر وبالعكس، والهدف إدخال مصر في فوضى تصفية الحسابات وتكسير العظام، وللعلم وللتاريخ فإن 80% من تلك المنظمات في مصر والعالم العربي والعالم هي عيون أميركية وغربية ولمهام محددة وتمس الأمن القومي لمصر وللدول العربية والعراق الآن ضحيتها.

• بعد عودة أزمة الحوالات الصفراء.. هل تتوقع حضور مصر القمة العربية المزمع عقدها ببغداد؟

علينا تثبيت حقيقة مهمة وهي" أنه لا يمكن تجاوز الدور والموقع المصريين" فمصر دولة محورية ومهمة في الشرق الأوسط، ولها ثقلها النفسي والسياسي والعسكري والاقتصادي في العالم العربي. وأي دولة عربية تحاول التنكر لها أو تمييع دورها فإنها تمارس عملا خطيرا ينعكس عليها سلبا في يوم من الأيام. وأن العراق بحاجة ماسة لمصر، وموضوع "الحولات الصفراء" هامشي ولا يجوز تسييسه، ويفترض حصره في الأطر القانونية والحقوقية وتسوية الأمر بسرعة. وأن حضور مصر لقمة بغداد واجب قومي وعربي وأخلاقي وأن مصر بحاجة لهذا الحضور لتقل للعالم بأن مصر هنا وموجودة، وأن بغداد بحاجة لحضور مصر، فبحضور مصر تشعر بغداد بالقوة والمنعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.