تحت هذا العنوان ذكرت الصحيفة انه في سابقة تاريخية لا تخلو من مدلولاتها الرمزية تطأ اقدام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد غدا الاحد ارض العراق في زيارة رسمية هي الاولي من نوعها منذ عقود طويلة. وبهذه الزيارة يهدف الرئيس الايراني الي توطيد علاقة بلاده بالعراق، تلك العلاقة التي بدأت تنسج خيوطها عقب سقوط بغداد عام 2003 والتأكيد علي الدور الاقليمي الايراني المتصاعد في المنطقة. لقد تغيرت الظروف عن الماضي، ففي السابق نجح صدام حسين في تكوين جبهة عربية ودولية ضد ايران عقب اندلاع الثورة الشيعية عام 1979 باستثناء سوريا اما اليوم فقد اصبح لايران حلفاء اقوياء داخل الطبقة الحاكمة الجديدة في العراق. فقد امضي الرئيس العراقي الحالي جلال طلباني عدة سنوات في المنفي في ايران مثله في ذلك مثل اغلب قادة الفصائل العراقية الشيعية. اما علي الصعيد الديني فقد تصاعدت وتيرة التبادل الديني حيث تزايد عدد الحجاج العراقيين والايرانيين الذين يتبادلون زيارة الاماكن المقدسة في كلا الجانبيين. وعلي المستوي العلاقات الاقتصادية تم توقيع اتفاق تعاون لتطوير البنية التحتية والخدمات في بغداد. ومضت الصحيقة تقول ان الامريكان من جانبهم يركزون علي التأثير السلبي لايران خاصة في دعمها لبعض الميلشيات الشيعية. الا ان طموحات احمدي نجاد تتعدي العالم الشيعي. ففي عام 2007 قام بجولة غير مسبوقة في الدول العربية ذات الاغلبية السنية كما انه اول رئيس ايراني يشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة. ومؤخرا اجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري قد يؤدي الي اجتماعهما معا خلال شهر. ويري المحللون ان طهران تريد ان تبلغ رسالة الي واشنطن فحواها ان محاولاتها لعزل ايران لن تؤتي بثمارها. ان فشل سياسة امريكا في المنطقة ساعدت ايران في مهمتها. ان الدول العربية اصبحت مدركة انها لا تستطيع الاعتماد علي امريكا لوقف طموحات ايران في المنطقة وبالتالي اصبح البدبل الوحيد امامهم هو بدء حوار معها خاصة مع تعاطف الشارع العربي مع توجهات ايران المعادية لامريكا واسرائيل. واختتمت الصحيفة المقال بقولها ان تعاطف الشعب العربي مع ايران يواجهه قلق بين الطبقة الحاكمة في الدول السنية. فهم يرون ان توجهات ايران تخفي ورائها توجهات اخري اكثر خطورة وهي هيمنة ايران الشيعية علي العالم الاسلامي خاصة مع تنامي نفوذها في العراق ولبنان. الا ان ايران لم تنجح حتي الان في فرض سيطرتها كاملة فاذا كان العراقيون يرفضون الاحتلال الامريكي فان هذا لا يعني انهم يفضلون الهيمنة الايرانية عليهم فشيعة العراق انفسهم يشعرون بالقلق من الدور الذي تحاول ايران ان تلعبه معهم.