جماعة الإخوان وأتباعها من التيارات الدينية، فعلوا ما فعلوا بالبلاد من دستور باطل واستفتاء مزور وانهيار كامل للحياة الاقتصادية وتغييب لجهاز الشرطة وتطاول علي القضاة وتعد علي المحكمة الدستورية ووقيعة فاشلة بين المؤسسة العسكرية والشعب، ومذابح أمام قصر الاتحادية وعدوان غاشم علي حزب الوفد ومقر جريدته ولم يتم حتي الآن القبض علي مرتكبي هذه المهزلة.. نزيد علي ذلك الهجمة الشرسة علي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، والآن باتت قضية إهدار حرية الرأي هي الشغل الشاغل لجماعة الإخوان وأذنابها. لقد أعلنت الجماعة وأتباعها الحرب الشعواء علي وسائل الإعلام، خاصة الصحف والفضائيات المناوئة لها التي تكشف جرائم وخفايا التيارات الدينية، لقد باتت هذه القضية تؤرق هذه الجماعات بشكل جعل قيادات هذه الجماعات تتعدي مرحلة التطاول والهجوم إلي استخدام الميليشيات لإسكات صوت المعارضة في وسائل الإعلام، وبدأت هذه الهجمة الشرسة بالفعل علي مقر جريدة «الوفد» وتصوروا خطأ أن صحفيي الوفد ستلين لهم قناة أو يخشون من تكرار مثل هذه الألاعيب الصبيانية، في حين أن حادث الوفد زاد من عزيمة الصحفيين، وقوي شوكتهم في الحق، فهم جنود عاهدوا الله ألا يضعفوا أمام كل هذه التصرفات، ولقد ظن هؤلاء الذين يخططون لشباب من التيارات تعودوا علي السمع والطاعة أن إرهاب الصحفيين في الوفد وغيرها من وسائل الإعلام من الممكن أن يجعلهم يخضعون لهؤلاء الذين لا يشغلهم شاغل سوي شهوة السلطة. هؤلاء «الملاعين» لا يتعظون أبداً من التاريخ أو أنهم في الأصل يتغافلون عنه، فكل الطغاة والظالمين وأصحاب الفكر الديكتاتوري إلي زوال، وتبقي الكلمة والحرية هي المرجع للتاريخ ينهل منه الرواة لتسجيل وقائع الظالمين الذين لا يعرفون أن البقاء في الأصل لأصحاب الرأي والفكر الحر.. هم لا يريدون إلا تنفيذ مخططاتهم الشيطانية التي لا تخدم في الأصل سوي مصالحهم علي حساب هذا الوطن، هم لا يعرفون الديمقراطية وسيادة القانون.. وقد سعوا بكل السبل والوسائل والحيل لأن يكبلوا حرية الصحافة والإعلام ووضعوا في دستورهم الأعرج ما يساعدهم علي ذلك، لكن هيهات أن يتحقق حلمهم في تكميم الأفواه وكسر الأقلام وإبداء الآراء.. سيظل الإعلام هو الحارس الأمين علي مصلحة الشعب المصري الذي واجه الأمرين علي مدار عقود طويلة، وخيبت جماعة الإخوان أمله في الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية التي كان يحلم بها، بعد سرقة ثورته. لن يكف الإعلام الحر عن النضال من أجل الحفاظ علي مصلحة الوطن وحقوق المواطن الضائع، ومهما فعلت هذه التيارات الدينية التي تحكم لن تكسر شوكة الأحرار الوطنيين، خاصة رجال الإعلام منهم، فسيظلون يشهرون فكرهم ورأيهم في وجه كل من تسول له نفسه أن ينال من حقوق المواطن، والذين يعتقدون أنهم ستهنأ حياتهم بما يفعلون فإنهم واهمون لأن رجال الإعلام الذين قطعوا علي أنفسهم الجهاد في سبيل الحرية لن يهدأوا أو يتوانوا في سبيل تحقيق الحلم الكبير للمصريين في الحياة الكريمة والحفاظ علي حقوق الإنسان والديمقراطية الكاملة غير المنقوصة. وأصحاب الفكر والرأي علي مر العصور لا يستطيع أحد أن يثنيهم عن مواقفهم إلا الموت، وهم لا يدخرون أنفسهم في سبيل تحقيق الشهادة في سبيل الله، وكم من الإعلاميين ضحي بحياته إما بالموت أو خلف القضبان من أجل الدفاع عن حرية الرأي والتفكير والإبداع، والذين يتوهمون بأنهم قادرون علي النيل من حرية الصحافة والإعلام فإنما سترد مكائدهم وتسلطهم إلي نحورهم، والتاريخ مملوء بالحكايات التي تعد درساً لهؤلاء المتسلطين، لكن يبدو أنهم أعموا بصيرتهم وصموا آذانهم عن ذلك.. وليعلم كل الذين يطمعون في إسكات الأقلام الحرة، أنهم لن يفلحوا مهما كانت أساليبهم ومواقفهم غير المشروعة.