فعلاً كما وصفه الكاتب الكبير جمال الغيطاني بأنه نقيب هبط علي نقابة الصحفيين في غفلة من الزمن قادماً من المجهول.. ممدوح الولي الذي يجلس علي كرسي عظماء المهنة في نقابة الصحفيين علي مدي تاريخها الطويل، يحتاج الي عمر مديد حتي يستحق أن يجلس علي مقعد النقيب وبعد أن يتعلم أصول المهنية أولاً. . فالذي لا يؤمن بحرية الفكر والتعبير والرأي، لا يستحق أبداً أن يعتلي عرش النقابة... ويلعن الله «لعبة» الانتخابات التي تأتي بمن لا يعتنق حرية التعبير ويعتلي عرش النقابة قلعة الحريات في العالم العربي بأكمله، والمنارة التي يحج اليها كل طلاب الحرية والفكر. لقد صدمني نقيب الصحفيين في لقائه مع حافظ الميرازي عندما تطاول علي جريدة «الوفد» عندما وصفها بعدم «الحيادية» في تغطياتها الاخيرة للاحداث التي تجري علي الساحة السياسية. والغالب علي وجهة نظر السيد نقيب الصحفيين المصريين، انه لا يقرأ جريدة «الوفد» أو أي صحيفة أخري، أو يبدو انه معذور في رأيه الغريب والشاذ، لانه يفتقد أصلاً الي المهنية الحقيقية، مما حدا به الي هذا التطاول الغريب.. وهو أيضاً معذور في كلامه الغريب لانه بدون تاريخ مهني، ولم يسمع صحفيو مصر طوال عمله في الزميلة «الأهرام»، أي انجاز حققه، أو علامة بارزة له في العمل المهني.. لكنها الانتخابات والحشد غير المبرر له الذي كان سبباً في أن يجلس علي كرسي العظماء في نقابة الصحفيين. نقيب الصحفيين هو آخر من يتحدث عن التغطيات الصحفية، فالذي لا يملك الحرفية المهنية الأجدي له أن يصمت ولا يرمي الآخرين بالحجارة، أو بمعني أدق من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة.. لكن ما يحدث هو في اطار الفوضي العارمة التي أصابت كل شيء في مصر، ونقابة الصحفيين واحد من كيانات مصر التي أصابها الفوضي باختيار مثل هذا الرجل نقيباً.. الرجل الذي لا يقرأ جريدة الوفد وصحيفة الاهرام التي ينتمي اليها، تصور أن الوفد انحاز لأحد ضد أحد، وهذا غير صحيح بالمرة ، فالجريدة تقوم بنقل كل الاحداث كاملة، ومعروف ان صحيفة «الوفد» هي بيت الحرية الذي يلتقي فيه كل الكتاب علي اختلاف توجهاتهم السياسية، وتفتح أبوابها لكل من يريد أن يعبر عن رأيه حتي ولو اختلف ذلك مع التوجه السياسي لحزب الوفد والنقيب نفسه كان واحداً من هؤلاء الذين فتحت الوفد صفحاتها له في وقت من الأوقات. لكن هذه عادة النقيب والتيار الذي ينتمي اليه، تصور أنه يستطيع أن يهيمن علي صحيفة الوفد ويمارس عليها الارهاب المعهود، طالما انها لا تنحاز الي ما يراه هو، وهذا ما جعله يستنفر قواه ويتطاول علي الوفد ونسي نقيب الصحفيين انه الراعي لكل التيارات الفكرية وحرية الرأي وأراد أن يفرض سطوته وما يعتنقه فقط.. السيد النقيب يحتاج الي دروس طويلة حتي يتعلم حرية الفكر وحرية الرأي والاختلاف، ومن ثم يستحق مقعد النقيب الذي هبط عليه في غفلة من الزمن الرديء الذي نحياه.. وكنا نتصور أن الثورة المصرية العظيمة ستغير من شخصية النقيب، لكن يبدو أن ظنوننا خابت وراحت أدراج الرياح. يرحم الله نقباء الصحفيين الذين اعتلوا عرش النقابة، وهدي النقيب الحالي القادم من المجهول بدون مهنية ليكون نقيباً للصحفيين.. وبصفتي عضوا في النقابة، فانني أدعو كل احرار الصحفيين أن يسحبوا الثقة من هذا النقيب الذي لا يؤمن بحرية الفكر واختلاف الرأي، ويسعي جاهداً الي اغلاق قلعة الحرية علي أمثاله فقط. وأناشد مجلس النقابة وهو يضم زملاء وطنيين احراراً أن يتخذوا موقفاً صلباً تجاه مهازل النقيب الذي يتطاول علي الصحفيين وخاصة الزملاء في «الوفد».