"وإحنا واقفين في الطابور كان الكل بيبص للتاني وهو خايف منه وشاكك فيه، وكأننا أعداء، بعد ما كنا في الانتخابات اللي فاتت بنتعرف على بعض في الطابور ونسأل بض عن آراءنا بكل محبة وود وأخوة". كان ذلك ما قالته هالة عادل، 23 سنة، اليوم بعد أن أدلت بصوتها في الاستفتاء على الدستور. فبعد الأجواء "السعيدة" في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، انقلب الحال وكانت ردود أفعال بعض الفتيات اللائي ذهبن إلى اللجان الإنتخابية للإدلاء بصوتهن تعبر عن حالة ضيق من الأجواء المتوترة المحيطة بهم، مؤكدين أن هذه المرة مختلفة تماما عن المرات السابقة التي ذهبن بها للإدلاء بأصواتهن، حيث غابت مشاعر الفرحة والحرية التي كانت مسيطرة على الطوابير بالرغم من اختلاف الآراء، أما هذه المرة فكان القلق والتوتر والتخوين هي المشاعر المسيطرة على الأجواء!. تحدثت "الوفد" مع مجموعة من البنات أمام بعض اللجان.. "روح المصريين أختفت" تقول مني ياسر، 20 سنة، طالبة: "أنا النهارده بس أتأكدت إن نتيجة الاستفتاء هتتزور، مع إني كنت لآخر لحظة عندي أمل إني أكون ظلماهم، لكن بعد اللي أنا شوفته بعينيا من دعاية للتيارات الإسلامية عرفت إن بجد محدش بيفتري عليهم". وتكمل: "المصيبة الكبرى أن هناك سيدة كانت تحاول تقنعنا إننا نصوت بنعم عشان ندخل الجنة، وإن الدستور ده لو اترفض البلد هتعيش في هلاك، والمشكلة إنها مقتنعة جدا باللي هي بتقولوا ومصدقاه". بينما تصف سالي حسين، 25 سنة، باحثة جامعية، شعورها بالقهر مما يحدث، قائلة: "لم أتوقع أن يأتي اليوم الذي تختفي فيه روح المحبة والألفة التي يشتهر بها المصريين وحدهم بلا منافس، فبالرغم من السنوات الصعبة التي عشناها من فساد وظلم إلا إنه كان من المستحيل أن تختفي هذه الروح من المصريين، لكن ما رأيته اليوم ينذر بكارثة كبرى، حيث أصبح الكل ينظر إلى الآخر ويصنفه". "مش واثقة في النتيجة" "عارفة إنه مفيش أمل.. بس قلت أعمل اللي عليا".. هكذا عبرت أمل وهبي،21 سنة، طالبة عن رأيها قائلة: "المشكلة إن معنديش ثقة في نتيجة التصويت، ومتأكدة إنها هتطلع لصالح الإخوان، لأسباب بسيطة جدا أنهم بيعملوا اللي هما عايزينه من غير ما حد يحاسبهم، وفضايحهم على مسمع ومرأى من الجميع لكن دون جدوى". وتضيف: "لذلك فكرت كثيرا قبل أن أذهب إلى الإستفتاء، خاصة وأن نتيجته معروفة مسبقا، لكن قررت أن أذهب لكي أكون قمت بأداء واجبي لآخر لحظة". مها حاتم، 24 سنة، طبيبة، تقول: "كل حاجة شوفتها النهاردة لا تبشر بالخير، أولا هناك حالة من التسيب غير طبيعة، فلا يوجد أحد يراقب إذا كانت الناخابات يضن أصابعهن في الحبر الفسفوري أو لا، كما أن المشرف الموجود في اللجنة التي كنت أنتخب فيها لم يقبل بإشهار بطاقته الشخصية أو أي بطاقة تدل على كونه قاضي، هذا بالإضافة إلى حالة الصمت والشك التي كانت مسيطرة على الطابور، لذلك لن أشعر بأي طمأنينة إتجاه نتيجة هذا الإستفتاء".