الاستقامة على منهج الله من الأعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالي ويبدأ المربّي المسلم بتعويد الطفل على العبادات منذ الصغر، وإنّ زراعة حبّ الطاعة وكره المنكر في الطفل وهو صغير يكبر معه؛ وقد حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- الوالدين على أمر الأطفال بالطاعات وتعوديهم عليها رويداً رويداً وذلك في الحديث الشريف قال: (مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سَبعِ سنينَ، واضْرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشْرٍ، وفَرِّقوا بينَهم في المضاجِع). ومن ذلك أيضاً تحبيب الأولاد بالصيام وتدريبهم عليه لفترات قصيرة، وتقديمهم للإمامة في الصلاة مع أقرانهم. وأوّل مراحل التربية أن يشعر الأبوين أنّ هؤلاء الاطفال هدية وأمانة عندهما، وعليهما أن يوفيا حقّ تلك الأمانة، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتحبّب إلى الأطفال ويلعب معهم، ويحمل أحفاده ذكورا وإناثاً معه إلى المسجد، ويجعلهم على عاتقه في صلاته فإن سجد وضعهم على الأرض وإن قام رفعهم، ومن برّ الوالدين بأطفالهم أن يجعلوا أوّل ما يطرق سمعهم الأذان وكلمة التوحيد. كما ويُنصح بأن يتّبع المربي عدداً من الوسائل التي تعين على تربيته لأبنائه تربية صالحة، ومنها: اختيار مجموعة من الرفاق الذين يرافقون الطفل إلى المناطق التربويّة والدينيّة آمنة؛ فيكونون نعم العون له في الطاعة، وإن كان هناك رفيق لا يرتاح له المربّي فلا يجب أن يظهر العداء له، إنّما يحاول أن يبيّن للولد أن سلوك رفيقه سيء وينبغي الابتعاد عنه. إبعاد الأولاد قدر المستطاع عن الشاشات الرقميّة بلا فائدة، وإيجاد بدائل مناسبة ومسلية؛ كالمسابح، والمخيّمات الكشفية، والملاهي، ومن طرق التقليل من جلوس الأبناء أمام الهاتف أو التلفاز أو الحاسوب أن ينظّم المربّي هذا الوقت؛ فيكون محدوداً لا مفتوحاً، كما ويمكن استخدام هذه الوسائل في تقوية جوانب معينة عند الأطفال؛ كالاكتشاف، والتعلّم، والحفظ ونحوها. حسن اختيار الأب لزوجته؛ فالأم لها حصّة كبيرة فيما سيصبح عليه الولد أو البنت، فالابن يأخذ من صفات أبيه ومن صفات أمه، لذا على الأب أن يتخيّر الزوجة الصالحة. تحرّي البيئة الصالحة التي يختلط بها الأبناء؛ سواءً في البيت أو الشارع او المدرسة، والأفضل وضع الأولاد في بيئات تعظّم الدين وشعائر الإسلام، وتغرس فيهم قيم الحشمة والحياء. اغتنام الغرائز الفطرية التي زرعها الله -تعالى- في الطفل، ومنها إشباع حب الطفل للاستقلاليّة والتجريب والشجاعة، ومنها اللعب؛ وله عدّة أشكال ووسائل، ومنها اللعب الجماعي وألعاب العقل والألعاب الفرديّة أو الدمج بينها، ومنها إشعال حبّ التنافس، وذلك بانخراط الطفال بالألعاب الجماعيّة مع مراعاة القيم والفروق العمريّة، ويحذر المربي أن يكون التنافس سبباً في التشاحن والحسد بين الأطفال، ومن هذه الغرائز كون الطفل كائن اجتماعي، وتغتنم هذه النقطة بجعل الطفل ينخرط في النشاطات الاجتماعيّة؛ كالأكل الجماعي، والزيارات، وصلاة الجماعة ونحوها.