في معارك دموية هي الأعنف في المنطقة منذ عام 2016، تستمر المواجهة بين أذربيجانوأرمينيا في إقليم " قرة باغ "، حيث كانت هذه الحرب على شاكلة سلسلة "وحشية" من الهجمات يُصعب فيها تصنيف الصراعات، حصلت الحرب بين الجمهوريتين عام 1918 ثم توقفت لمُدة وعادت ما بين 1920 حتى عام 1922، واندلع قتال عنيف بين الجانبين، هو الأشد منذ سنوات عديدة. وقالت أذربيجان إن 26 مدنيًا أُصيبوا في قصف أرميني، بينهم خمسة أفراد من عائلة واحدة، واتهمت أرمينيا باستهداف مناطق مُكتظة بالسكان، في حين أعلنت الحكومة الأرمينية الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية الشاملة، بعد وقت قصير من إعلان مماثل من قبل السلطات في إقليم " قرة باغ ". وحذر رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، من أن المنطقة على شفا "حرب واسعة النطاق"، واتهم تركيا ب"سلوك عدواني" في إشارة إلى دعمها لأذربيجان، وحث المجتمع الدولي على الاتحاد لمنع أي مزيد من زعزعة الاستقرار. وقال باشينيان : "استعدوا للدفاع عن وطننا المقدس"، بعد أن اتهم أذربيجان بارتكاب "اعتداء مُخطط له". وأفادت تقارير سورية عن تولي تركيا تجنيد المئات من المُرتزقة السوريين ضد أرمينيا في منطقة "قرة باغ" الانفصالية التي ترفض غالبيتها سلطة أذربيجان، في خطوة تُوحي بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات يُورّط بلاده في بؤر توتر مختلفة للتغطية على الأزمات الداخلية المتراكمة، إلى جانب إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع باكو، وتهيئة الأرضية لتأسيس قاعدة عسكرية تركية هناك قرب الحدود مع أرمينيا. وطالب أردوغان أرمينيا بوقف احتلالها للمناطق الأذربيجانية، والخروج فورا منها، وقال "حان الوقت لإنحاء الاحتلال الأرميني لأراضي أذربيجان"، حيث يسعى الرئيس التركي إلى تعزيز نفوذه في منطقة نزاع أخرى. وقد صرح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أثناء زيارته إلى باكو عقب اندلاع المُواجهات مباشرة: "أذربيجان ليست وحدها، سنواصل دعمنا لها في كفاحها العادل من أجل تحرير أراضيها المحتلة نحن في تركيا يبلغ عدد سكاننا 83 مليون نسمة، نقف جميعا بجانب إخواننا"، في تصريحات أعتبرها المُراقبون انخراطا مباشرا في الحرب. فقد صعّدت تركيا من خطابها ضد أرمينيا في الأيام الأخيرة، واتهمتها بأنها "تلعب بالنار" وأنها قد جندت "إرهابيين"، ويبدو الخطاب الجديد وسيلة أنقرة لتبرير أزمة جديدة والتدخل في القوقاز، مما قد يُؤدي إلى تجنيد سوريين. وأكدت شوشان ستيبانيان، المتحدّثة الرسمية باسم وزارة الدفاع الأرمينية التي تدعم المقاتلين الأرمن في " قرة باغ" وتُشارك بالقتال إلى جانبهم، ونقلاً عن آرايك هاروتيونيان رئيس جمهورية "قرة باغ"، وجود مرتزقة سوريين يُشاركون في القتال إلى جانب القوات الأذربيجانية المدعومة من تركيا، في الهجوم الحالي الذي شمل مساحات أكبر من التي شهدت اشتباكات بين أذربيجان وقرة باغ في أبريل عام 2016.