دعت كل من روسياوفرنسا والاتحاد الأوروبى إلى وقف إطلاق النار فى منطقة ناغورنى قره باغ، حيث تشهد المنطقة مواجهات عنيفة بين الجيش الأذربيجانى والانفصاليين الأرمينيين، أسفرت عن سقوط عسكريين ومدنيين من الجانبين. ودعا رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال، الأحد الماضى، لوقف القتال بين الجيش الأذربيجانى والانفصاليين الأرمينيين فى منطقة ناغورنى قره باغ و«العودة فورا إلى المفاوضات دون شروط». وقال ميشال على تويتر «على التحرّكات العسكرية أن تتوقف بشكل عاجل لمنع مزيد من التصعيد». من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الأحد الماضى، أن الوزير سيرجى لافروف يجرى اتصالات مكثفة بسبب تصاعد النزاع فى إقليم قرة باغ. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إنه «على خلفية تفاقم الوضع فى قرة باغ يجرى لافروف اتصالات مكثفة لحث الطرفين على وقف إطلاق النار وبدء محادثات من أجل إعادة الوضع إلى استقراره». وفى وقت سابق، دعت موسكو طرفى النزاع إلى وقف إطلاق النار، وسط تقارير عن تدهور الوضع الأمنى فى المنطقة بشكل حاد وسقوط ضحايا جراء القصف الذى يتعرض له الإقليم من كلا الطرفين. بدوره أعرب ممثل عن وزارة الخارجية الفرنسية، عن قلقه إزاء تفاقم الوضع فى ناغورنى- قرة باغ. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آنييس فون دير مول فى بيان الأحد الماضى: إن «فرنسا تشعر بقلق عميق إزاء الاشتباكات واسعة النطاق فى ناغورنى قرة باغ والتقارير عن سقوط ضحايا، لا سيما فى صفوف المدنيين. وتدعو إلى وقف فورى للأعمال العدائية واستئناف الحوار». وقالت فون دير مول إن فرنسا وبصفتها تتشارك برئاسة مجموعة مينسك «تؤكد مع شركائها الروس والأمريكيين على التزامها للتوصل لحل تفاوضى للصراع فى إطار القانون الدولى». من جهتها، حملت تركيا يريفان مسئولية اندلاع العنف وتعهدت بدعم باكو. وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين على تويتر «ندين بشدة اعتداء أرمينيا على أذربيجان. خرقت أرمينيا وقف إطلاق النار عبر مهاجمتها مواقع مدنية»، معربا عن دعم بلاده «الكامل» لباكو. بدوره، اتهم رئيس قره باغ هاروتيونيان أنقرة بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان، وقال «لدينا معلومات تفيد بأنه تم إرسال مرتزقة من تركيا ودول أخرى جوا إلى أذربيجان. الجيش التركى فى حالة استعداد فى أذربيجان تحت ذريعة التدريبات العسكرية». وتعود القضية الجيوسياسية بين أذربيجانوأرمينيا إلى نحو قرن مضى، حينما ضم الاتحاد السوفيتى السابق عام 1921، منطقة ناخشيفان ذات الأغلبية السكانية الأرمنية، وكان الأرمن يشكلون 94٪ من سكانها، إلى أذربيجان. وزادت أسوأ اشتباكات منذ عام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجانوأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود فى نزاع للسيطرة على ناغورنى قرة باغ. وفى خطاب متلفز للأمة، تعهد الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف بالانتصار على القوات الأرمينية. وقال إن «قضيتنا عادلة وسننتصر»، وقال إن «الجيش الأذربيجانى يقاتل على أرضه». وأعلنت كل من أرمينيا ومنطقة ناغورنى قرة باغ الأحكام العرفية والتعبئة العامة. وقال رئيس الوزراء الأرمينى نيكول باشينيان «استعدوا للدفاع عن أرضنا المقدّسة». وأوضح رئيس قره باغ أرايك هاروتيونيان خلال جلسة طارئة للبرلمان فى ستيباناكرت (خانكندى بحسب تسميته الأذربيجانية) «أعلنت الأحكام العرفية» وتعبئة جميع الأفراد القادرين على الخدمة العسكرية والذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18 عامًا. وأفادت أرمينيا، الأحد الماضى، بأن قوات أذربيجان هاجمت مناطق مدنية فى ناغورنى قرة باغ بما فى ذلك عاصمة المنطقة ستيباناكرت، فى عملية أسفرت عن مقتل امرأة وطفل، وأكدت وزارة الدفاع التابعة للانفصاليين أن قواتها أسقطت مروحيتين تابعتين للجيش الأذربيجانى وثلاث طائرات مسيرة. ونفت وزارة الدفاع فى باكو الأمر وقالت إن قواتها كانت ترد على هجوم من قبل أرمينيا. وأشار المتحدث باسم الرئاسة الأذربيجانية حكمت حاجييف إلى أن القوات الأرمينية فى قرة باغ «انتهكت بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار وشنّت باستخدام أسلحة ذات العيار الثقيل وقاذفات ومدفعيات هجوما على مواقع لقوات أذربيجان المسلحة على طول خط التماس». وذكرت وزارة النقل فى أذربيجان أنها فرضت «قيودًا على الإنترنت» لمنع «الاستفزازات الأرمينية». ونشرت وزارة الدفاع الأرمينية على موقعها الرسمى مقطع فيديو يظهر فيه تدمير دبابات قالت إنها أذربيجانية. وانتزع الانفصاليون الأرمينيون قرة باغ من باكو فى حرب فى تسعينيات القرن الماضى أودت ب30 ألف شخص. وجمدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذى يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم فى 1994. وفى يوليو الماضى أدت مواجهات على الحدود بين البلدين إلى سقوط 17 جنديا على الأقل من الطرفين. وهددت أذربيجان حينها بضرب محطة أرمينيا للطاقة الذرية فى حال هاجمت يريفان منشآت استراتيجية. ولقى نحو 110 أشخاص حتفهم فى آخر مواجهات اندلعت فى أبريل 2016.