شيخ الأزهر: القضاة ركيزة أساسية في إرساء العدالة وبسط الأمن والاستقرار في المجتمعات    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 70 جنيهًا    لتحديد القيمة الإيجارية، كشف المناطق المؤجرة للغرض السكني في 4 محافظات    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الفرنسى تطورات الأوضاع في غزة ولبنان وليبيا    مصر في المستوى الثالث، ننشر التصنيف الكامل لمنتخبات كأس العالم قبل قرعة 5 ديسمبر    النيابة الإدارية تحقق في واقعة طفلة التنمر بالدقهلية    اللي مش قد المسؤولية يمشي، مصطفى كامل يفتح النار على عضو نقابة المهن الموسيقية    النيابة تكشف عن شبكة أسرية لسارة خليفة لتصعصابة سارة خليفةنيع وترويج المخدرات    بعد إبطال 19 دائرة.. عماد جاد ل الرئيس السيسي: نطالبكم بإصلاح جذري للحياة السياسية    وفاة المخرج خالد شبانة رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة وشقيق الإعلامي الرياضي محمد شبانة    الإسماعيلي ينفي شائعات طلب فتح القيد الاستثنائي مع الفيفا    أردوغان: صادراتنا السنوية بلغت في أكتوبر 270.2 مليار دولار    جامعة مصر للمعلوماتية تكشف عن برامج مبتكرة بالذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني والتعليم وعلوم البيانات    تأييد أمر منع هدير عبدالرازق من التصرف في أموالها    19 نوفمبر 2025.. استقرار البورصة في المنطقة الخضراء بارتفاع هامشي    شوبير يكشف حقيقة تولي كولر تدريب منتخب مصر    أحمد المسلماني: برنامج الشركة المتحدة دولة التلاوة تعزيز للقوة الناعمة المصرية    محمد حفظي: العالمية تبدأ من الجمهور المحلي.. والمهرجانات وسيلة وليست هدفا    بعد أزمته الصحية.. حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    في يومه العالمى.. تجمع علمى تحت شعار "كل نفس مهم" لمرض الانسداد الرئوي المزمن    خالد عبدالغفار: دول منظمة D-8 تعتمد «إعلان القاهرة» لتعزيز التعاون الصحي المشترك    الصحة: مصر خالية من الخفافيش المتسببة في فيروس ماربورج    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    نور عبد الواحد السيد تتلقى دعوة معايشة مع نادي فاماليكاو البرتغالي    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    مدير"تعليم الجيزة" يحيل قيادات وموجهين للتحقيق ل "مخالفات" في رصد الدرجات والغياب    ضبط المتهمين بقتل صاحب ملجأ والتخلص منه في مصرف بالشرقية    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية لدعم اللاجئين: وجود ما يزيد على مليون لاجئ وطالب لجوء مسجّلين في مصر حتى منتصف عام 2025    جامعة قناة السويس تدعم طالباتها المشاركات في أولمبياد الفتاة الجامعية    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    الداخلية تضبط أكثر من 17 طن دقيق مخالف وتتصدى لتلاعب المخابز    الأكبر منذ 50 عاما..مصرع شخص فى حريق التهم أكثر من 170 مبنى باليابان "فيديو"    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    اليوم، حفل جوائز الكاف 2025 ومفاجأة عن ضيوف الشرف    ماذا قالت إلهام شاهين لصناع فيلم «بنات الباشا» بعد عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي؟    العدد يصل إلى 39.. تعرف على المتأهلين إلى كأس العالم 2026 وموعد القرعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزهر يتراجع.. والجماعات تتقدم
نشر في الوفد يوم 09 - 04 - 2011

أصبح تفعيل دور الأزهر الشريف الآن ضرورة ملحة بل ضرورة قومية للمحافظة علي‮ »‬الوسطية والاعتدال وحماية المجتمع من حدوث التيارات المتطرفة التي‮ تمارس أعمال العنف والشغب بدعاوي‮ عقائدية خاصة بها تريد نشرها وفرضها علي‮ المجتمع المصري‮.
‬مستغلين مناخ الحرية والديمقراطية التي‮ ارسته ثورة‮ 25‮ يناير ومستغلين كذلك حالة الفوضي‮ وعدم استقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد مما‮ يستدعي‮ ضرورة تفعيل دور الأزهر باعتباره مؤسسة دينية‮.‬
ويشهد المجتمع المصري‮ الآن تحولا جذريا في‮ أوضاعه السياسية والمجتمعية،‮ فبعد أن كان محظورا علي‮ اصحاب الجماعات الدينية بداية من الجماعات الإسلامية والإخون المسلمين والسلفيين والصوفيين،‮ المشاركة في‮ الحياة السياسية أصبح العمل بالسياسة متاحا لهم داخل المجتمع بعد الثورة،‮ فمنهم من‮ يحاول السيطرة علي‮ مقدرات المجتمع السياسية انطلاقا من أفكارهم ورؤيتهم وتوجهاتهم،‮ بعض هذه التيارات‮ يتسم بالاعتدال والبعض الآخر‮ يتسم‮ بالتطرف ويمارس العنف ويحرق ويخرب باسم الدين،‮ فقد شهدت الأيام الماضية قيام مجموعة من السلفيين بحرق ضريح سيدي‮ عزالدين بمدينة تلا بالمنوفية بعد ان سكبوا كميات من الكيروسين علي‮ الألواح الخشبية الخاصة بالضريح وأشعلوا بها النيران،‮ مما أدي‮ إلي‮ احتراق الضريح بالكامل،‮ وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة علي‮ الحريق قبل امتدادها للمسجد الملاصق للضريح،‮ بالإضافة إلي‮ حدوث تعد آخر علي‮ مقام سيدي‮ شبل بنفس المنطقة بالمنوفية‮.
وهناك واقعة اخري‮ ،لاعتداء السلفيين علي‮ مسجد الانقاذ بالسيدة زينب ونزع الآيات القرآنية المعلقة علي‮ الجدران بدعوي‮ أنها تلهي‮ المصلين‮.‬
وفي‮ قليوب قام مجموعة من السلفيين بهدم‮ 6‮ أضرحة بدعوي‮ أنها حرام شرعا بخلاف هدم ضريح مقام سيدي‮ علي‮ الرملي‮ بدمنهور،‮ فيما هدد بعض السلفيين بأن هدم الأضرحة لن‮ يقتصر علي‮ الأقاليم وحدها وإنما لابد ان‮ يطول الأضرحة الكبري‮ في‮ القاهرة مثل‮: مسجد الحسين والسيدة عائشة‮.
كما تكررت حالات التعدي‮ علي‮ ضريح ومسجد سعد الدين اللاذقي‮ بمنطقة الورديان بالاسكندرية بالاضافة إلي‮ هدم الجمعية الخيرية التابعة للمسجد،‮ الأمر الذي‮ دعا رجال الدين وكبار رجال السياسة والمفكرين للدعوة لإعادة دور الأزهر كمنارة للإسلام ومواجهة كافة التيارات الهدامة المتطرفة التي‮ نمت وترعرعت في‮ ظل تحجيم دوره القيادي‮ في‮ أعماق التاريخ‮. المجتمع‮ يرحب باختلاف الرأي‮ ويستوعب كافة التيارات المعتدلة حتي‮ ولو اختلفت الأفكار والرؤي،‮ لكن التطرف والتخريب والتكفير أحداً‮ لا‮ يقبل‮.‬74‮ طريقة وعددهم أكثر من‮ 15‮ مليوناً
الصوفيون يطرقون أبواب السياسة‮!‬
التصوف ليس ظاهرة إسلامية خاصة بل إن جذوره وعروقه لتمتد في أي فكر ديني عموماً‮ وهو موجود منذ سنوات طويلة وحتي الآن وقد اشتهرت في مصر عدة طرق صوفية كانت في معظمها وافدة وليست في تأسيس المصريين أهمها الطريقة القادرية التي انتشرت في مصر وأصبحت هذه الطريقة أصل الكثير من الطرق الصوفية بمصر والمغرب،‮ والطريقة الرفاعية التي أسست بالعراق ثم انتقلت إلي مصر عبر أبي الفتح الواسطي في أواخر القرن السادس الهجري والثاني عشر الميلادي،‮ واستمر نشاط هذه الطريقة بمصر خلال عصر المماليك وانتسب إليها الكثير من أفراد المجتمع المصري،‮ والطريقة الهروردية التي انتشرت بمصر بشكل كبير وأصبح اتباعها يؤسسون المدارس والربط الخاصة بهم لنشر تعاليم طريقتهم‮.. والطريقة الأحمدية التي أسسها السيد أحمد البدوي الذي رحل من المغرب إلي مكة ومنها إلي مصر لما توفي خلفة في رئاسة الطريقة تلميذه عبدالعال الأنصاري‮.. أما الطريقة البرهامية أسسها الشيخ إبراهيم الدسوقي القرش‮ »‬676‮ هجري‮ - 1278‮ ميلادي‮« وهو مصري الأصل وانتشرت طريقته في مصر وبقية بلدان المشرق‮.‬
غير أن الطريقة الشاذلية هي الأشهر وانتقلت إلي المغرب الأوسط وإن كان أصل مؤسسها مغربي المنسوبة لمؤسسها الشيخ أبي الحسن الشاذلي وهو صوفي بارز الاتجاه وأصله من شاذلة ببلاد المغرب وكان من أشهر تلاميذه الشيخ أحمد أبي العباس المرسي الذي خلفه وتولي قيادة الطريقة الشاذلية حتي وفاته‮.. حيث كانت تمثل هذه الطرق مع بداية ثورة‮ 23‮ يوليو‮ 1952‮ نحو‮ 3‮ ملايين منتسب ينتظمون في‮ 60‮ طريقة أيدت جمال عبدالناصر بوضوح في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية والخارجية من البداية ومازالت الطرق الصوفية تسير علي هذا النهج حتي الآن من تأييد الحاكم وعدم اتخاذ أي مواقف معارضة له وعدم تأييد أي قوي معارضة،‮ وهذا كله أضعف من إقبال الناشطين الإسلاميين عليها،‮ وبلغ‮ عدد الطرق الصوفية الآن حوالي‮ 74‮ طريقة صوفية ويرأسها عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية حالياً،‮ ويصل عدد الصوفيين حالياً‮ في مصر يتجاوز‮ 15‮ مليوناً،‮ إلا أن بعد ثورة‮ 25‮ يناير لاحظنا اتجاه بعض الطرق الصوفية نحو العمل السياسي،‮ وأكبر مثال علي ذلك الطريقة العزمية التي بدأت بالفعل في عقد ندوات بمقر مشيخة العزمية حول‮ »‬الإسلام والسياسة والحوار مع الآخر‮« وترديد مقولات بأن الصوفيين لهم تاريخ كبير وأصحاب شأن سياسي‮.‬
التغيير القاعدي‮ »‬عملاً‮«:‬
شعار السلفيين الجدد
تيار السلفية‮ يأخذ الدين من اصلية القرآن والسنة والاجتهاد في‮ طلب العلم الشرعي‮ والاهتمام بمسائل التوحيد ومحاربة البدع والخرافات وتصحيح العقيدة بفهم السلف الصالح علما وعملا والسلفيون في‮ مصر‮ ينقمسون إلي‮ عدة تنظيمات وتقسيمات أبرزها‮: »‬الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية‮« والتي‮ أسسها الشيخ محمود الخطاب السبكي‮ عام‮ 1912‮ بهدف إعادة الشريعة الإسلامية للحياة العامة ومكافحة التبرك والتمسح بالأضرحة أو النذر لها والصلاة فيها وهناك ايضا‮ »‬جماعة أنصار السنة المحمدية‮« التي‮ ظهرت في‮ القاهرة علي‮ يد الشيخ محمد حامد الفقي‮ أحد علماء الأزهر وكان‮ يدعو إلي‮ التوحيد الخاص والدفاع عن السنة ونصوص الكتاب،‮ ثم دمجت الحكومة المصرية لهما بعد وفاة الشيخ الفقي‮ وأعيد أشهار الجماعة عام‮ 1972‮ علي‮ يد الشيخ رشاد الشافعي‮.‬
وعلي‮ الساحة ايضا‮ يوجد تيار السلفية‮ »‬المدخلية‮« التي‮ نشأت في‮ السعودية ودخلت مصر عام‮ 1991‮ ولم‮ يختلف الفكر العقائدي‮ لهذا التيار عن‮ غيره من التيارات السلفية الاخري‮ في‮ اعتقادهم بعدم جواز الخروج علي‮ الحاكم المسلم ان كان فاسفا ولايحوز معارضة الحاكم مطلقا ولا حتي‮ إبداء النصيحة في‮ العلن وهناك ايضا تيار الدعوة السلفية التي‮ أنشأ مجموعة من قادة الحركة الطلابية الإسلامية في‮ الجامعات المصرية في‮ منتصف السعبينيات من القرن الماضي‮ وكان مركزها في‮ جامعة الاسكندرية ثم ظهرت حركة‮ »‬السلفية الحركية‮« وهذا التيار الفكر نفسه ويرون مشروعية العمل الجماعي‮ بضوابط وشروط،‮ في‮ الوقت الحالي‮ برز بشكل واضح بالتزامن مع ثورة‮ 25‮ يناير تيار السلفيين المستقلين الذي‮ يضم العديد من المجموعات ولا‮ يجمعهم تنظيم معين ويرأس هذا التيار الشيخ محمد حسان حيث‮ يؤمن اتباع التيار بالتغيير القاعدة عملاً‮.‬
يسعون لتأسيس حزب الحرية والعدالة
الإخوان المسلمون مرحلة فارقة بعد‮ 25‮ يناير
نشأت جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية برئاسة الشيخ حسن البنا عام‮ 1928‮ كجمعية دينية تهدف إلي التمسك بالدين وأخلاقياته وكان عداد أفرادها كثيرين،‮ ولم يبدأ نشاط الجماعة السياسي إلا في عام‮ 1938‮ وكانت رافضة للدستور والنظام النيابي آنذاك علي أساس أن دستور الأمة هو القرآن،‮ وأبرزت الجماعة مفهوم القومية الإسلامية كبديل للقومية المصرية،‮ وحددت أهدافها السياسية في أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي وأن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي،‮ كما كانت رافضة للحزبية،‮ وأعلن البنا عداءه للأحزاب السياسية،‮ حيث اعتبرها نتاج أنظمة مستوردة لا تتلاءم مع البيئة المصرية وتم حل الجماعة ثم عادت بعد ذلك إلي مزاولة نشاطها عام‮ 1951‮ حتي أن جاءت ثورة‮ 25‮ يناير ومعها أفاق الأمل والتقدم بشأن تكوين حزب يسمي‮ »‬حزب الحرية والعدالة‮« تابعاً‮ لجماعة الإخوان المسلمين ولا يزال قيد الدراسة والمراجعة،‮ ومن أهم مبادئ الحزب أن يعمل علي أن تعود مصر قوية عزيزة كريمة،‮ تستمد عزتها وكرامتها من عزة كل مواطن فيها،‮ وكرامة وبناء الإنسان الصالح روحياً‮ وإيمانياً‮ وعلمياً‮ وثقافياً‮ وأخلاقياً‮ علي قيم الحق والحرية والمواطنة والتعددية واحترام حقوق الآخرين والإيجابية في ممارسة الحقوق والواجبات السياسية،‮ وجماعة الإخوان المسلمين تحت قيادة الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان حالياً‮.‬
جماعة التكفير والهجرة‮ .. نهج الخوارج علي‮ مر العصور
جماعة التكفير والهجرة هي‮ جماعة إسلامية قديمة نهجت نهج الخوارج في‮ التفكير ونشأت في‮ مصر علي‮ يد أحد الطلاب الجامعيين بكلية الزراعة بجامعة أسيوط ويدعي‮ »‬شكري‮ مصطفي‮« وتولدت أفكاره إثر اعتقاله منذ زمن بعيد،‮ حيث إن هذه الجماعة تقوم علي‮ التكفير ووجوب الهجرة والعزلة والدعوة إلي‮ الأمية ومحاربة التعليم والقول بالتوقف والتبين ويقتنعون بزعيم جماعتهم أنها الجماعة المسلمة‮.. وآخر الزمان هي‮ من ستقاتل الدجال واستخدام العنف والحدة في‮ التعامل والسعي‮ لترك بعض شعائر الدين واحكامة وإرتكاب بعض المحرمات كالزواج من الكافرات وحلق اللحي‮ وأكل ذبائح الكافرين‮.‬
الدكتورة آمنة نصير‮:‬
الأزهر بأوضاعه الحالية‮ غير قادر علي‮ التصدي‮ للسلفيين‮
استنكرت الدكتورة آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر ما‮ يفعل بشأن هدم أو حرق أضرحة أولياء الله الصالحين،‮ مؤكدة ان هذا الزحف الذي‮ نراه هذه الايام بالمسميات الإسلامية المختلفة واعتباره ممن هم‮ يرفعون عنوان الإسلام أمر شديد الخطورة علي‮ المجتمع بأكمله،‮ فهذه الفصائل ابتداء من جماعة التكفير والهجرة الذين‮ يأتون الآن من أفغانستان السلفية التي‮ كانت بالأمس القريب لها فكر‮ يختلف عن فكر اليوم الساير نحو التحرر مقارنة لما كان في‮ الماضي‮ من تأييد للحاكم وطاعة أولي‮ الأمر،‮ والأزهر الشريف ليس بالقوة الكافية للتصدي‮ لمثل هذا الفصيل السلفي،‮ ولا ننسي‮ ان هؤلاء السلفيين بدءوا توجيه آرائهم تجاه القضايا المجتمعية اليوم بالتأثير علي‮ طبقات الشعب المتوسطة مما‮ يثير التخريب والفتن بين أبناء الشعب وبتفعيل دور الأزهر الشريف‮ يثبت دعوة الوسطية في‮ الإسلام‮ ،وهذا ما كلفنا به من قبل الله،‮ مستشهدة بالآية الكريمة‮: »‬وكذلك جعلناكم أمة وسطة لتكونوا شهداء علي‮ الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً‮« فهذه الوسطية لها مسئوليات لا‮ يقوم بهذا الدور إلا الأزهر الشريف للمساهمة في‮ صنع الحضارة والثقافة للمجتمع‮. وما‮ يتواجد في‮ الساحة اليوم لهذه الفصائل‮ يعيد ما كنا نعيش فيه بعد معركة صفين التي‮ خرج منها الخوارج،‮ لذا فعلي‮ هذه الفصائل ان تدرك انه لا‮ يجوز ولا‮ يسامح الله ان‮ يسير هذا البلد بهذا التشرذم والفكر المتشدد‮.‬
أحمد عودة‮:‬
ظهور السلفيين خطر علي‮ مصر‮ .. والإسلام‮!‬
أحمد عودة الخبير القانوني‮ وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد الإسلام لم‮ ينتشر بالقوة ولا بالأكإاه ولا بحد السيف‮ ،‮ وانما انتشر بالحكمة والموعظة الحسنة والمناقشة أو الجدال بالتي‮ هي‮ أحسن،‮ عاش الإسلام عدة قرون لم‮ يمسه سوء ولا‮ يزال بخير وسيبقي‮ بخير ان شاء الله‮ ،‮ وإذا نظرنا إلي‮ التيارات الإسلامية في‮ مصر نجد التيار الصوفي‮ موجوداً‮ منذ سنوات طويلة ولا خطر منه ولا ضرر‮ ،‮ وأيضا الإخوان المسلمين منذ نشأتهم في‮ عشرينيات القرن الماضي‮ ولم‮ يكن منهم ضرر ولا خطر،‮ رغم انهم تعرضوا لضربات شديدة من السلطة وتحملوا وسجنوا وعذبوا بينما تنظيم الجهاد نجد انه ظهر في‮ الثمانينيات من القرن الماضي‮ وكان من الغلظة والشدة والتكفير والقتل لمن‮ يعارضهم وتم الحكم علي‮ بعضهم بالسجن وبعد قضاء العقوبة اعلنوا توبتهم وتصحيح مسارهم وأفكارهم ولكن بالنسبة لظهور السلفيين حاليا،‮ وما صاحب ذلك من تهديدات بهدم الأضرحة وحرق المساجد التي‮ بها أضرحة واستعمال العنف والقوة‮. إلا ان هذا المبدأ الذي‮ يسيرون عليه‮ يشكل إخلالاً‮ بالأمن وخطراً‮ علي‮ الأمة بل وخطر علي‮ الإسلام نفسه،‮ لذا‮ يطالب رجال الدين المشايخ وعلماء الأزهر بالذات بأن‮ يتصدوا لمناقشتهم وتصحيح أفكارهم واقناعهم بأن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال والأزهر‮ يمثل تيار الوسطية والاعتدال‮ .. فإذا لم تفلح المناقشة‮ يجري‮ تطبيق القانون حماية للدين والمنشآت وحماية لمستقبل الأمة المصرية‮.‬
الدكتور أحمد‮ يحيي‮:‬
علي‮ رجال الدين أن‮ يعودوا للدعوة ويراقبوا الحكام والمسئولين‮
الدكتور أحمد‮ يحيي‮ أستاذ علم الاجتماع السياسي‮ بجامعة قناة السويس من المؤكد ان ثورة‮ 25‮ يناير أتاحت الفرصة لكافة التيارات السياسية والدعوية والدينية لكي‮ تمارس حقها في‮ التعبير عن آرائها وتوجهاتها مستغلة مفاهيم الحرية والديمقراطية التي‮ قامت من أجلها الثورة وما نتج عن ذلك من ظهور بعض التيارات التي‮ كانت إما محظورة‮ »‬الإخوان المسلمين‮« أما مسجونة و»الجماعة الإسلامية‮« أو كامنة‮ »‬السلفيين‮« ومن المؤسف ان هذه التيارات عندما اتيح لها التعبير عن نفسها لم ترق لمستوي‮ الطموع السياسي‮ في‮ خلق حراك سياسي‮ ايجابي‮ نحو المزيد من الحوار وممارسة حق الاختلاف فمنها‮ يري‮ انها هي‮ فقط التي‮ علي‮ صواب وان من‮ يخالفها في‮ الرأي‮ اما فاسدا‮ أو كافرا،‮ وللأسف ايضا وجدت هذه التيارات بعض من‮ يستمع إليها خاصة من الأميين والفقراء والضعفاء والمحتاجين وقطاع كبير من العمال والفلاحين واصبح استخدام الدين وسيلة للتكسب وطريقا للسلطة وهنا‮ يكمن الخطر الكبير‮.. فالسياسة هي‮ فن التعامل مع الواقع والممكن والمتاح تتغير حسب الظروف والأهواء وليس لها ثوابت كاملة بعكس الدين‮ الذي‮ يقوم علي‮ ثوابت ومعاملات وعقائد وتشريعات،‮ ولا‮ يجوز لأحد ان‮ يستخدمه استخداما سياسيا بحيث‮ يتساوي‮ الثابت مع المتغير،‮ فالدين أكبر وأجل وأعظم من أن‮ يستخدم سياسيا بهذه الطريقة‮.
وأوضح الدكتور‮ يحيي‮ انه ليس العيب في‮ الأديان السماوية ولكن في‮ بعض هؤلاء الذين‮ يطلق عليهم رجال الدين فهم مصدر التخلف والفهم الخاطئ وسوء النية والقصد ومحاولاتهم التكسب باسم الدين‮ يستغلون في‮ ذلك كل أدوات الخطابة والإعلام والتأثير المعنوي‮ علي‮ البسطاء من الناس وكل الخطورة من هؤلاء أشباه الدعاة الذين‮ يتصورون أنهم‮ يمتلكون الحقيقة المطلقة بل ويسفهون من‮ يخالفهم في‮ الرأي‮ .. فهم لا‮ يقبلون معارضة ولا‮ يؤمنون بالحوار ولا‮ يتيحون لغيرهم فرصة المشاركة معهم إلا علي‮ قواعدهم وممتلكاتهم الفكرية والعقائدية‮.. وأضاف أخشي‮ علي‮ مصر من هؤلاء المتأسلمين دعاة الفتنة وأؤيد المقولة الصريحة الواضحة‮ » ان الدين لله وان الوطن للجميع‮« ،‮ مؤكداً‮ انه سوف تظهر فئات متطرفة‮ يحاولون فرض آرائهم ورؤيتهم وتفسيراتهم علي‮ المجتمع ولو بالقوة‮ .. وهذه هي‮ قمة التطرف مثل ما‮ يفعله الآن بعض السلفيين في‮ دعواهم بحرق أو هدم الأضرحة أو دعوة الجامعات الإسلامية بإنشاء هيئة دينية لمراجعة القوانين أو اقامة ما‮ يعرف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي‮ عن المنكر أو تلك الجامعات التي‮ تروع النساء تحت دعوة السفور والحجاب أو آخرون‮ يطالبون بأن تكون كل الأمور بأيديهم من قيادات وتعينيات‮ .. وغير ذلك‮ ،‮ وهم‮ يعملون الآن وخصوصاً‮ الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية علي‮ السيطرة والتواجد المهم في‮ الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية والعمالية والمجالس النيابية والمجالس المحلية‮ ،‮ فهذه خطوتهم الأولي‮ للسيطرة علي‮ مقدرات الدولة،‮ فالحذر كل الحذر لو أتاحنا لهم الفرصة أو مكناهم من ذلك فانهم سوف‮ يجعلون الأرض ناراً‮ وخراباً‮.‬
وأكد دكتور‮ يحيي‮ انه بالاضافة لتواجد هذه التيارات الدينية فسوف‮ يظهر العديد من التيارات الجديدة التي‮ سوف تفقد الحياة السياسية وتقسم علاقة الإنسان بدينه وبأهله ومجتمعه،‮ والخوف كل الخوف من فتنة طائفية بين المسلمين وبعضهم البعض‮ ،‮ وطالب بان‮ يعود رجال الدين إلي‮ مكانهم للمسجد والدعوة وان‮ يتركوا السياسة لأهلها وان‮ يراقبوا الحاكم والمسئولين،‮ فإذا خرجوا عن الشريعة والشرع والقانون فعليهم ان‮ يأخذوا علي‮ أيديهم‮.‬
الدكتور فؤاد عبدالعظيم‮:‬
تلقينا بلاغات عديدة من مواطنين لإنقاذ الأضرحة
دكتور فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم قال‮: إن الأضرحة الموجودة بالمساجد تعتبر من الهياكل التنظيمية التي‮ لها مرجعيتها وبعض هذه الاضرحة‮ يدخل كوقف مضيفا إلي‮ ان هناك بالفعل بلاغات تقدم من المواطنين لوزارة الأوقاف لإنقاذ هذه الأضرحة والمساجد أيضا،‮ والوزارة تقوم بعمل اللازم بمرجعية القانون‮.‬
وطالب دكتور فؤاد عبدالعظيم الدولة بضرورة التصدي‮ لهذه الجماعات والوقوف امام هؤلاء المعتدين وتشديد العقاب معهم ليكون رادعا حتي‮ لا‮ يمكنهم فعل ذلك الأمر مرة أخري‮.‬
الدكتور فرحات المنجي‮:‬
الاتحاد لمواجهة الخوارج الجدد
الشيخ فرحات المنجي‮ من كبار علماء الأزهر الشريف‮ : ثورة‮ 25‮ يناير رسخت مبدأ الحرية عند كل الناس،‮ فهناك من استغلها لصالح الوطن والباقي‮ وهم قليلون استغلوها للحصول علي‮ مصلحة شخصية فالإخون المسلمون‮.. علي‮ سبيل المثال لم تقم لهم قائمة منذ عام‮ 54‮ حتي‮ إن في‮ السنوات الأخيرة صدر حكم بحظرها،‮ إلا ان هناك قرارا أتخذ والجميع أعلم بذلك هو أنه لن‮ يسمح بحزب‮ يقوم علي‮ أساس ديني‮.. فالمسيحي‮ مرجعيته الكنيسة والمسلم مرجعيته القرآن والسنة هؤلاء جميعا لهم مرجعيتهم ولكن الحزب لا‮ يقوم علي‮ أساس ديني‮ بدليل أنه لا تنفذ الآن الاحكام الشرعية علي‮ جميع المواطنين‮ .. فماذا سيفعل الحزب القائم علي‮ أساس ديني‮ بالتأكيد لن‮ يخدم المجتمع بأكمله،‮ وإنما سيخدم فئة معينة وسيكون كلام الحزب وكأنه منزل من عند الله لانهم ملتزمون في‮ مناقشاتهم وفي‮ كلامهم بالقرآن والسنة،‮ أما السلفيون فقد جاءوا إلينا من بلاد بعيدة ومن مجتمع صحراوي‮ له ثقافته ونظامه ويريدون ان‮ يغرسوا هذه الأمور في‮ قلوب وعقول المصريين لأمر ما وقال احدهم نحن نزرع منذ‮ 10‮ سنوات والآن جاء وقت الحصاد،‮ فهذا تعبير لا‮ ينجم إلا فكر خوارج جدد أو خوارج هذا العصر كما قال شيخ الأزهر الشريف لذا‮ يطالب المسلمين بأن‮ يتحدوا ويسيروا كبنيان واحد لخدمة مصلحة الوطن وان‮ يتجهوا إلي‮ العمل والانتاج بدلا من ان‮ يكفر بعضنا بعضا أو علي‮ الأقل‮ يعيب بعضنا فعل البعض الآخر فبحدوث ذلك سيصير لنا شأن عظيم‮.‬
وأضاف الشيخ المنجي‮ أن للصوفية الحق ولا مانع من الظهور شرعاً‮ لأنهم لا‮ يصدر منهم أذي‮.‬
وأوضح فضيلته أن ما‮ يخص قيام فصيل بحرق الأضرحة أو التهديد بهدمها‮.. أمر‮ غير جائز لأن أوغال الفعل بتمتعنا بأفعال ضررها أكثر من نفعها والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها،‮ ويسئل عمن ارتكبها‮.‬
ودعا فضيلة الشيخ فرحات المنجي‮ إلي‮ ضرورة تواجد لجان لتوعية الناس وتفهمهم لصحيح الدين،‮ لانه لا‮ يجوز ان‮ يدار حول هذه الأضرحة‮ .. فالطواف لا‮ يكون إلا حول الكعبة‮ .. وهذا الهراء الذي‮ يدعيه بعض الناس ان هؤلاء الأولياء لهم من الكرمات وأنهم‮ يقدرون علي‮ فعل المعجزات كلام‮ غير مقبول،‮ لأنهم موتي‮ لا‮ ينفعون حتي‮ أنفسهم‮.‬
الدكورة كريمة الحفناوي‮:‬
استغلال الدين في‮ السياسة أيام السادات بداية ظهور الحركات المتطرفة
الدكتورة كريمة الحفناوي‮ الناشطة السياسية الدين الإسلامي‮ دين تسامح‮ يؤمن جميع الأديان والعبادات الأخري‮ ويعلي‮ من شأن الإنسان والمرأة‮ ،‮ فالدين الإسلامي‮ وبقية الأديان السماوية التي‮ نزلت علي‮ الأرض من أجل الحرية والعدالة التسامح والمساواة ورافضة تماما التطرف العقائدي‮ أو الديني‮ أو الفكري‮.‬
وأضافت الدكتورة الحفناوي‮ اننا لم نعرف الضغائن إلا منذ ان استخدم الرئيس الراحل السادات الدين بشكل سياسي‮ ولكي‮ يواجه الحركة الطلابية في‮ السبعينيات والتي‮ كانت تؤمن بأفكار اشتراكية وناصرية وواجهها بتغذية الحركات الإسلامية المتطرفة،‮ وهذه كانت البداية للحركات المتطرفة،‮ التي‮ كانت تعمل علي‮ تكفير المجتمع واستخدام السلاح لنشر مبادئها‮ .. فقامت الكثير من الحركات باغتيالات بعض الشخصيات السياسية بل السادات نفسه‮ 1981‮ بالاضافة إلي‮ القيام بعمليات إرهابية ضد السائحين في‮ عامي‮ 1980‮ و‮ 1990‮ ،‮ فهذا التطرف‮ غريب علي‮ مجتمعنا وحاليا مع قيام الدولة المدنية اصبح استخدام‮ خلط الدين مع السياسة خطأ كبيرا ومرفوضا لأنها ستكون تجارة بالدين والاتجار بالدين مرفوض ولا‮ يحق لفرد في‮ المجتمع ان‮ يكفر أحداً‮ أو‮ يحاسب أحداً،‮ وهناك فرق بين الدعوة بالحسني‮ وفرض أي‮ عقيدة أو فكرة علي‮ أحد،‮ وقد ظهرت جماعات السلفيين واستخدمت هذه الافكار المتطرفة والتي‮ تريد ان تحكم المجتمع بهذه الافكار التي‮ ليست من الدين في‮ شيء‮ .. فهذه الجماعات خرجت إلي‮ النور بعد ثورة‮ 25‮ يناير،‮ رغم انها كانت موجودة وكانت الزراع اليمني‮ للنظام البائد والفاسد والتي‮ تعمل دائما لصالح النظام وتدعو لطاعة الوالي‮ أو الحاكم وهو كان مبارك ورغم ان الحديث الشريف للرسول صلي‮ الله عليه وسلم‮ يقول‮:» من رأي‮ منكم منكراً‮ فليغيره‮« ،‮ إلا ان هذه الجماعات كانوا صامتة علي‮ الفساد والاستبداد والتعذيب والنهب،‮ بل كانوا‮ يطالبون بطاعة الوالي‮ الذي‮ هو مسئول عن هذا وهذا ليس من الإسلام أو الدين في‮ شيء‮.
وأشارت دكتورة‮ »‬الحفناوي‮« إلي‮ ان التيارات الصوفية ايضا كانوا‮ يبايعون النظام السابق‮.. فنحن ليس ضد مذاهب الأديان السماوية‮. ولكننا ضد التطرف وخلط الدين بالسياسة والنفاق للحاكم‮ .. اما بالنسبة للإخوان المسلمين فهو فصيل من الشعب ومتواجد بين الشعب وله،‮ ودوره وطني،‮ لكننا نطالبه ايضا بأن‮ يفصل الدعوة الدينية عن السياسة وان‮ يقوم بتأسيس حزبه السياسي‮ وهو بالفعل أعلن عن تأسيس حزب سياسي‮.‬
وأوضحت دكتورة‮ »‬الحفناوي‮« ان الخوف بالتأكيد من الثورة المضادة التي‮ يقودها فلول النظام السابق‮ .. فهم الذين سمحوا لهذه التيارات السلفية والجهادية لأن تخرج وان‮ يسلط الإعلام دورا عليها من أجل ان‮ يستخدموهم فزاعة سواء كالمسلمين في‮ الداخل أو الخارج‮.‬
الفكر الجهادي‮ داخل مصر
نشأت أول مجموعة جهادية في‮ مصر عام‮ 1964،‮ وكان أبرز مؤسسها علوي‮ مصطفي‮ وإسماعيل طنطاوي‮ ونبيل البرعي‮ وكانوا جميعا طلبة في‮ الثانوية العامة وقتها،‮ ثم اصبحت هذه المجموعة تنظيما‮ يضم عددا من المجموعات واستمرت لسنوات وكان تنظيم الجهاد المصري‮ يبني‮ علي‮ المنهج السلفي‮ في‮ مجال الاعتقاد والدراسات الشرعية وتبنيه لمنهج التغيير السياسي‮ والاجتماعي‮ والاقتصادي‮ بالقوة المسلحة،‮ وهو منهج جماعات الجهاد المصرية في‮ الدعوة والتجنيد حتي‮ الآن‮. ومر تنظيم الجهاد بانشقاقات عديدة بين اعضاء تنظيم الجهاد عامي‮ 1967‮ و1973‮ ثم تعرض التنظيم لضربة أمنية عام‮ 1977‮ وتمت محاكمة عدد كبير من قادته واعضائه فيما عرف بأسم فضيحة تنظيم القاعدة وبعد حل التنظيم بقرار من الدكتور مصطفي‮ يسري‮ أمير عام التنظيم أنذاك اثر اختراقات امنية داخل التنظيم فيما عرف بقضية تنظيم الجهاد عام‮ 1979‮ واستقلال كل تنظيم بمجموعته للعمل منفردا وفق آرائه الخاصة التي‮ تعلمها في‮ إطار التنظيم المنحل،‮ لاسيما ان محمد عبدالسلام فرج قائد التنظيم الذي‮ اغتال رئيس مصر السابق أنور السادات في‮ أكتوبر‮ 1981‮ بيد عبود الزمر مقدم المخابرات الحربية آنذاك وبعد فشل مجموعة من العمليات مما استدعي‮ إصدار قرار بوقف جميع العمليات المسلحة داخل مصر عام‮ 1995م‮ ،‮ ومن أبرز هذه العمليات محاولة انقلابية فاشلة عام‮ 1974م عرفت باسم عملية‮ »‬الكلية الفنية العسكرية‮« ومهاجمة حارس قنصلية أجنبية بالاسكندرية عام‮ 1977‮ ومحاولة سلب سلاحه واغتيال الرئيس أنور السادات ومجموعة من مرافقية في‮ العرض العسكري‮ في‮ 6‮ أكتوبر‮ 1981م وإلقاء قنبلة علي‮ معسكر قوات أمن القاهرة بحي‮ الساحل بشبرا في‮ 8‮ اكتوبر‮ 1981م ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي‮ وعدد من حراسة عام‮ 1993م ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي‮ واغتيال الشاهد الأول قبيل موعد إدلائه بشهادته بعدة ساعات واصابة المارة بإصابات مختلفة عام‮ 1993م وعدد من المحاولات الفاشلة لاغتيال الرئيس السابق حسني‮ مبارك وتفجير السفارة المصرية في‮ إسلام أباد‮ »‬باكستان‮« والاشتراك مع منظمة القاعدة في‮ تفجير السفارتين الأمريكيتين في‮ كينيا وتنزانيا في‮ وقت متزامن‮ 1998م‮.‬
الكاتب صلاح عيسي‮:‬
تيارات دينية تهدف تحويل مصر ل‮ »‬كانتونات طائفية‮«‬
صلاح عيسي‮ - رئيس تحرير جريدة القاهرة‮ - قال‮: بعض التيارات الدينية تشكل أخطاراً‮ علي المجتمع لأسباب تتعلق بالرؤية المتزمتة والتفسير المتشدد للشريعة الإسلامية،‮ فهذه الرؤي الدينية كانت بعيدة عن فهم الشعب للإسلام لانتمائها للقرن الأول الهجري مقارنة بالوقت العصري الذي نعيش فيه،‮ مما يصعب تحقيق عنصر المنافسة بين هذه التيارات أو التقدم لهذا الشعب،‮ هذا بالإضافة إلي أنها ترجعنا إلي الوراء عشرة قرون وتهدد المشروع النهضوي للوطن،‮ بما لا يضمن إيجاد حلول مجتمعية للمشاكل الحياتية،‮ خصوصاً‮ أن هذه الجماعات أكثر تزمتاً‮ وبدائية للدين وهذا لا يتناسب مع الإيقاع المصري حالياً‮ ويساعد علي البقاء علي الفساد داخل المجتمع‮.‬
أضاف‮ »‬عيسي‮«: التاريخ العربي الإسلامي ممتلئ بأحداث مهمة بشأن قيام بعض الدول المجاورة مثل أفغانستان والسودان بإساءة استغلال الدين من أجل إقامة أنظمة ديكتاتورية‮.. وهذا نموذج يسيء للإسلام وساعد علي تخلف العالم العربي والإسلامي في مرحلة سابقة‮.. فهناك خلاف بين أفكار هذه الفصائل أو التيارات وبين ضروريات الدولة المدنية الديمقراطية،‮ والدولة المدنية هنا هي التي تفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي التي لا تنحاز حكومتها في تشريعاتها أو وظائفها أو تنظيماتها أو إجراءاتها لاتباع ديني من رعاياها،‮ لذا يقترح ضرورة تطبيق الإجراءات اللازمة حتي لا يمكن أن يفتح الباب لمشاكل لا تنتهي،‮ تعوق تقدم المجتمع وتساهم في تحويل مصر إلي دولة طائفية وتجزئ البلاد إلي‮ »‬كانتونات طائفية‮«.‬
المفكر فهمي‮ هويدي‮:‬
التصدي‮ للأفكار المتطرفة‮
المفكر الكبير فهمي‮ هويدي‮ ا:فضل اعطاء فرصة حقيقية لظهور مختلف التيارات الدينية التي‮ بدت واضحة في‮ الشارع المصري،‮ وممارسة عملها في‮ العلن حتي‮ يمكنها من ايجاد بيئة صحية للتنافس بين بعضها البعض ولكي‮ توصل أفكارها بشكل ديمقراطي‮ وايجابي‮ للمواطنين‮ يساعدها علي‮ رفع وتطوير آدائها‮.‬
ومن ناحية أخري‮ أوضح‮ »‬هويدي‮« أهمية التعرف علي‮ آراء وافكار ومبادئ هذه التيارات ومحاولة التصدي‮ لها ومراجعة الافكار المتطرفة التي‮ تخرج عن المسار المسموح به ومنح استغلال الدين في‮ شيء‮ يتصل بعملها،‮ فهذه التيارات الإسلامية موجودة منذ سنوات ولكن لم تأخذ فرصتها في‮ الظهور من قبل،‮ مما‮ يهدف في‮ النهاية إلي‮ الحفاظ علي‮ مصلحة الوطن‮.‬
وحيد الأقصري‮:‬
أصابع خفية تريد إجهاض الثورة وإذكاء روح العداوة والفتنة الطائفية
وحديد الأقصري‮ رئيس حزب مصر العربي‮ الاشتراكي‮ : الإسلام دين الوسطية ومن‮ يحاول أن‮ يخرج عن هذه الوسطية‮ يخالف تعاليم الله ورسوله‮ ويؤدي‮ إلي‮ إعطاء صورة‮ غير سليمة عن الإسلام للآخرين ولاعداء الإسلام لوصف الدين بما ليس فيه‮.. مثال ذلك عمن‮ يصفون الإسلام بالإرهاب وساعدهم في‮ ذلك العملاء والمنافقون من أرض الإسلام‮ ،‮ فحينما نري‮ ان هناك جماعة تطلق علي‮ نفسها السلفيين ويعملون علي‮ حرق الأضرحة أو التهديد بهدمها،‮ خاصة في‮ هذا التوقيت الذي‮ تعلن فيه الحرب علي‮ الإسلام ما‮ يكال إليه من ضربات فإن ذلك‮ يعد تعديا علي‮ جوهر دين الإسلام ومن الضروري‮ ان نبحث من الذي‮ يمهد الطريق لظهور هذه الجماعات ومن‮ يوالي‮ نشر وإذاعة تصرفاتها التي‮ تسيء للوسطية،‮ مضيفا ان هناك اصابع خفية تريد أجهاض هذه الثورة حتي‮ يصلوا بالشعب إلي‮ فترة ماضية واقناعه بأن هذه الفترة هي‮ الأفضل من الوقت الحاضر،‮ وهذا‮ ما‮ يريدونه امثال الولايات المتحدة الأمريكية والموساد الإسرائيلي‮ ورموز النظام السابق التي‮ تكاتفت من أجل الابقاء علي‮ ان تكون مصر رهينة بالتبعية الأمريكية الصهونية‮.
وأكد‮ »‬الأقصري‮« انه لايمكن لدولة أمريكا وإسرائيل ان تترك لمصر فرصة اختيار حاكم‮ يخالف رغباتهم أو مصالحهم،‮ لذا‮ ينبغي‮ علي‮ الشعب أن‮ يدرك ذلك جيدا وبأنه سيضرب الإسلام ولا‮ ينفعه ويتسبب في‮ قطع أسلحة أعداء الإسلام لتوجيهها في‮ صدور المسلمين‮ ،‮ كما ان هذه التيارات ستتصارع فيما بينها وستؤدي‮ إلي‮ ذزكاء روح الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وايضا اذكاء روح العداوة بين ابناء الشعب وضرب الجبهة الداخلية‮.‬
واشار‮ »‬الأقصري‮« إلي‮ ان ما‮ يخص تبمشروع تعديل قانون الأحزاب‮ يعد تخريبا للحياة السياسية في‮ مصر وإعطاء الفرصة لأصحاب رؤوس المال للسيطرة علي‮ الحكم وهذا النهج هو نهج الحزب الوطني‮ الذي‮ لم‮ يتغير مما‮ يمنع الشرفاء من الحصول علي‮ هذه الفرصة وتقديمها للرأسماليين واللصوص وبعد ذلك‮ يردد البعض ان الأحزاب ليس لها وجود‮.
دعا‮ »‬الأقصري‮« أبناء الشعب المصري‮ وخصوصا الشباب والشيوخ إلي‮ ضرورة المحافظة علي‮ ثورتنا وان‮ يجعلوا ميدان التحرير نصب أعينهم للمطالبة بحقوقهم وان‮ يعلموا أن أمريكا مع ذبانية الحزب الماضي،‮ وبذل كل‮ غالي‮ ونفيس للحفاظ علي‮ ثورتهم‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.