أمانة الشؤون القانونية المركزية ب"مستقبل وطن" تبحث مع أمنائها بالمحافظات الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    ننشر التشكيل الجدبد لرؤساء الغرف الفرعية للشركات السياحية    جلسة مباحثات بين وزير البترول ورئيس "إنرجين" لبحث تعزيز التعاون في مجالات الغاز    دون إصابات.. الهلال الأحمر يتدخل فورا لإغاثة أسرة تضررت من حريق بالعريش    ترامب وستارمر: غزة تواجه "كارثة إنسانية" والوضع أصبح "مروعًا"    عبد الحميد معالى: "لم أتردد فى قبول عرض الزمالك"    تشييع جثمان الشهيد عبد الرحمن فرغلي ضحية حادث مدير أمن الوادي الجديد    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    "كلنا جنبك وبنحبك".. نجوم الفن يواصلون دعمهم ل وفاء عامر    وزير الثقافة يفتتح معرض الإسكندرية للكتاب    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    طريقة عمل التورتة بمكونات بسيطة في البيت    «الأعلى للإعلام» يُلزم 3 مواقع بسداد غرامات مالية بسبب مخالفة «الضوابط والمعايير والأكواد»    موسكو تبدأ رحلات مباشرة إلى كوريا الشمالية وسط تراجع الخيارات أمام السياح الروس    اندلاع حريق فى أحد المطاعم بمنطقة المنتزه شرق الإسكندرية    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    كمال حسنين: كلمة الرئيس السيسى كانت "كشف حقائق" ومصر أكبر داعم لفلسطين    عمار محمد يتوج بذهبية الكونغ فو فى دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    ضعف المياه بشرق وغرب بسوهاج غدا لأعمال الاحلال والتجديد بالمحطة السطحية    تجديد حبس متهم بقتل سيدة وسرقة 5700 جنيه من منزلها بالشرقية بسبب "المراهنات"    الغرف التجارية: تطوير قطاع العزل والنسيج خطوة نحو استعادة مكانة مصر الرائدة    التحقيق في وفاة فتاة خلال عملية جراحية داخل مستشفى خاص    فريق جراحة الأورام بالسنبلاوين ينجح فى استئصال كيس ضخم من حوض مريضة    تفاصيل حسابات التوفير من بنك القاهرة.. مزايا تأمينية وعوائد مجزية بالجنيه والدولار    لمواجهة الكثافة الطلابية.. فصل تعليمي مبتكر لرياض الأطفال بالمنوفية (صور)    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم فردوس عبد الحميد بدورته ال 41    ديمقراطية العصابة..انتخابات مجلس شيوخ السيسي المقاعد موزعة قبل التصويت وأحزاب المعارضة تشارك فى التمثيلية    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    وزير الأوقاف: وثِّقوا علاقتكم بأهل الصدق فى المعاملة مع الله    الفنان محمد رياض يودع السودانيين فى محطة مصر قبل عودتهم للسودان    البربون ب320 جنيهًا والقاروص ب450.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم في مطروح    غرفتا الملابس الجاهزة والصناعات النسيجية تستقبلان وفدا صينيا لبحث فرص الاستثمار في مصر    وزير الصحة: مصر الأولى عالميا في الحصول على التصنيف الذهبي بالقضاء على فيروس سي    السّم في العسل.. أمين الفتوى يحذر من "تطبيقات المواعدة" ولو بهدف الحصول على زواج    حكم استمرار الورثة في دفع ثمن شقة بالتقسيط بعد وفاة صاحبها.. المفتي يوضح    إجلاء أكثر من 3500 شخص مع اقتراب حرائق الغابات من رابع أكبر مدن تركيا    الإسكان تُعلن تفاصيل مشروعات محافظة بورسعيد    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    «الصحة» تحذر من الإجهاد الحراري وضربات الشمس وتوجه نصائح وقائية    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    وكيل الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية في غزة مدمرة    وزراء خارجية الآسيان يدعون تايلاند وكمبوديا لوقف إطلاق النار فورا    شوبير يدافع عن طلب بيراميدز بتعديل موعد مباراته أمام وادي دجلة في الدوري    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    أمين الفتوى: الصلاة بالبنطلون أو "الفانلة الداخلية" صحيحة بشرط ستر العورة    هل ستفشل صفقة بيع كوكا لاعب الأهلي لنادي قاسم باشا التركي بسبب 400 ألف دولار ؟ اعرف التفاصيل    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    كل عبوة مساعدات مجهزة لتلبية احتياجات الأسرة في غزة لمدة 10 أيام    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    منطقة الإسماعيلية الأزهرية تعلن أسماء أوائل الشهادة الثانوية    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    الكرتي يترك معسكر بيراميدز ويعود للمغرب    ثروت سويلم: ضوابط صارمة لتجنب الهتافات المسيئة أو كسر الكراسي في الإستادات (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النجار: إعانة البطالة لانقاذ 3 ملايين عاطل.فيديو
نشر في الوفد يوم 08 - 04 - 2011

الحوار مع الخبير الاقتصادي‮ أحمد السيد النجار‮ .. كاشف‮ .. وموجع‮.. فهو صاحب‮ »‬معلومة‮« قد لا تتوفر للكثيرين‮ .. وعلي‮ كتفيه‮ »‬همٌّ‮« تنوء عن حمله الجبال‮ .. فما اصعب ان تكون‮ »‬عارفاً‮« في‮ هذا البلد ولا تملك تغيير الخطأ‮ .. فهو العجز نفسه‮ .. أما عن‮ »‬الوجع‮« فإنه‮ ينقل إليك في‮ حواره الهم الكبير‮.. مأساة وطن‮ .. النهب والسلب عن عمد وإصرار‮ .. بواسطة‮ »‬عصابة حكم‮« وليس نظام حكم‮.‬
ذهبت إليه وأنا أحمل عشرات الأسئلة،‮ وكلها تدور حول المستقبل‮ .. مستقبل مصر‮ .. لكن من خلال اجابته كان الماضي‮ حاضرا‮.. ففي‮ رأيه لا‮ يمكن البحث عن حلول مستقبلية دون النظر للماضي‮ واستيعابه والتفتيش بين ثناياه‮.. في‮ البداية ألقيت إليه بمخاوفي‮ بعدما ترددت أقاويل كثيرة عن كارثية الوضع الاقتصادي‮ الحالي‮.. بل واحتمالات إشهار إفلاس مصر إذا مااستمرت الأوضاع كما هي‮ عليه‮.. أجابني‮ .. كل ما‮ يقال عبث في‮ عبث‮.. فالاقتصاد المصري‮ قائم‮ .. وقوي‮ .. وعفي‮ .. فالاقتصاد المصري‮ يرتكز إلي‮ عدة قطاعات،‮ الأول قطاع الزراعة‮.. وهو موجود ولم‮ يمس‮.. وثانيها قطاع الصناعة‮ .. وعناصر قوته موجودة‮ .. وهناك قطاع الخدمات الذي‮ لم‮ يتأثر كثيرا‮ .. وهي‮ كلها عوامل لو تأملناها لأدركنا أننا امام اقتصاد وقوي‮ لم‮ يتأثر في‮ الماضي‮ بالازمة العالمية ومضي‮ في‮ قوته فلماذا‮ يخيفوننا الآن بمثل هذه الأكاذيب ؟‮!‬
الفساد وآلياته‮!!‬
‮ ما أهم مشكلة تري‮ انها تعطل مسيرة الاقتصاد المصري‮ حالياً؟
‮ للأسف ورثنا عن النظام السابق تركة كبيرة من الفساد،‮ ومع بالغ‮ الأسف نكافحه الآن بنفس آليات محاربته في‮ النظام السابق‮.. فهل‮ يعقل أن‮ يستمر النائب العام في‮ منصبه بعد الثورة،‮ ومع احترامنا له فإنه نائب عام مبارك‮ .. هل تصدق أن في‮ كل صفقات الفساد سواء في‮ بيع شركات القطاع العام أو عقود الأراضي‮ كان مندوب الجهاز المركزي‮ للمحاسبات حاضرا ومتواجداً‮.. ولم‮ يتدخل إلا في‮ الأمور الشكلية،‮ مثل عمل المزايدات وسلامة الإجراءات الإدارية دون ان‮ يتدخل في‮ طبيعة العقود ومدي‮ شفافيتها ونظافتها،‮ فأول شيء في‮ رأيي‮ هكذا‮ يقول أحمد السيد النجار هو البحث عن آليات جديدة لمكافحة الفساد،‮ حتي‮ نستطيع ملاحقة الفاسدين واسترداد ما نهب من حقوق الشعب‮ .. أما بغير ذلك فلا تسأل عن المستقبل‮ !!
المصالحة جريمة كبري
‮‬هل تعتقد أن المصالحة مع رموز الفساد من النظام البائد‮ يمكن أن تكون حلا لهذه الأموال المنهوبة؟‮!‬
‮ أجاب محتدا‮ .. هذه المصالحة التي‮ يدعون إليها هي‮ جريمة كبري‮ في‮ حصر هذا البلد‮.. فأي‮ مصالحة لهذه هي‮ إفساد للمجتمع كله‮ .. فكأنني‮ أقول للجميع افسدوا‮ .. وكل ما نفعله معكم استرداد بعض الاموال منكم‮.. ثم لماذا أجري‮ معهم مصالحة وأنا استطيع ان أسترد منهم‮ »‬حق البلد‮« بمنتهي‮ السهولة‮ .. ففي‮ حالة نهب الأراضي‮ ..‬هل الأرض‮ »‬طارت«؟ ومن قدم رشوة من أجل بيع شركة له‮ .. هل انتهت الشركة؟‮! أليست كل هذه الأصول قائمة وأستطيع وضع‮ يد البلد عليها فلماذا أتصالح مع اللصوص؟‮!‬
واستطرد‮ »‬النجار‮« قائلاً‮: كل الأموال التي‮ نهبت نستطيع إعادتها بشرط توافر النية‮ ،‮ والبحث عن آلية جديدة لمكافحة الفساد وإجراء محاكمات عادلة‮ ،‮ وسواء كانت هذه الأموال بالداخل أو الخارج نستطيع ارجاعها واستخدامها في‮ بناء اقتصاد مختلط‮ يقوم علي‮ القطاعين الخاص والعام،‮ فليس منطقيا ان تتخلي‮ الدولة عن اقامة أي‮ مشروعات جديدة طوال عشرين عاما بدعوي‮ الاقتصاد الحر‮ .. فهل حدث أن تخلت الدولة في‮ أمريكا أو انجلترا عن شبابها بدعوي‮ الالتزام بالاقتصاد الحر‮ .. وأين حقوق العاطلين إذن؟‮!‬
إعانة البطالة ضرورة
‮ أيهما أكثر إلحاحا في‮ الوقت الراهن‮ .. صرف إعانة بطالة للعاطلين أم فتح مشروعات جديدة؟
‬ينبغي‮ السير في‮ الاثنين معاً‮.. فبعد أن وصل عدد العاطلين إلي‮ 2.‬8‮ مليون عاطل‮.. وجب البحث عن حل لمأساتهم‮... والأولي‮ صرف إعانة بطالة فورا لانقاذ هؤلاء‮ .. وللأسف كان النظام السابق‮ يتعلل بقلة الموارد لعدم صرف اعانة البطالة‮.. وهو ادعاء كاذب‮ .. لأن هذا النظام نفسه أهدار مليارات الجنيهات في‮ دعم الرأسمالية الكبيرة في‮ صورة دعم للطاقة والصادرات وغيرها،‮ ويكفي‮ أن نذكر أن هناك دولة اكثر فقرا من مصر هي‮ الهند التي‮ يبلغ‮ دخل الفرد فيها‮ 58٪‮ فقط من دخل الفرد في‮ مصر‮.. قامت بصرف اعانة للعاطلين منذ عام‮ 2006بواقع أجر‮ 100‮ يوم عمل لكل عاطل‮!!‬
إذن الأمر في‮ مصر لا‮ يتعلق بغياب الموارد،‮ وأنما بترتيب حكومات الدكتاتور المخلوع للأولويات بصورة تهتم بتدليل الرأسماليين الكبار من اصحاب النفوذ السياسي‮ تحديدا،‮ علي‮ حساب توفير الاحتياجات الاساسية لمحدودي‮ الدخل والفقراء في‮ مصر‮. كما أن صرف إعانة البطالة في‮ رأيي‮ هكذا‮ يقول أحمد النجار له فائدة اخري،‮ هي‮ الضغط علي‮ الحكومة من أجل الاسراع في‮ اقامة المشروعات لاستيعاب هؤلاء العاطلين‮ .. ويكفي‮ مرور عشرين عاما دون ان تنشئ الدولة مصنعا جديدا‮ .. فهي‮ وسيلة ضغط من أجل هؤلاء العاطلين‮.‬
إصلاح الأجور‮
‮ هل هناك آلية تقترحها لإصلاح الأجور بدون أن‮ يؤدي‮ ذلك إلي‮ التضخم ؟‮!‬
‮ يا سيدي‮ نظام الأجور الحالي‮ هو آلية للفساد والإفساد‮.. وهنا لابد من أن نفرق بين الأجر وهو عدد أوراق النقد التي‮ يتلقاها الموظف أو العامل في‮ نهاية كل شهر،‮ وبين الأجر الحقيقي‮ المتمثل في‮ القدرة الشرائية لهذا الأجر‮.. أي‮ قدرته علي‮ شراء السلع والخدمات‮ .. والأخير هو الذي‮ يحدد المستوي‮ المعيشي‮ للعامل ففي‮ عام‮ 1952‮ وبعد الانقلاب الثوري‮ كان أجر عامل‮ »‬الترحيلة‮« 18‮ قرشا في‮ اليوم الواحد،‮ وكان هذا المبلغ‮ يشتري،‮ 1.‬5‮ كيلو لحم ولو افترضنا أن هذا العامل‮ يعمل‮ 25‮ يوما في‮ الشهر،‮ فإن الأجر الحقيقي‮ لعامل الترحلية كان‮ يشتري‮ 34‮ كيلو جراماً‮ من اللحم أي‮ ما‮ يعادل‮ 2040‮ جنيهاً‮ كاملة‮!! أما الأجر الحقيقي‮ لخريجي‮ الجامعة عام‮ 1970‮ فكان‮ 17‮ جنيها شهريا،‮ وهذا الاجر كان‮ يشتري‮ 68‮ كيلو جراما من اللحم،‮ أي‮ ما‮ يساوي‮ حاليا‮ 4080‮ جنيهاً‮ كاملة‮. إذن حدث تدهور مفزع في‮ الأجور الحقيقية للعاملين‮ ،‮ وهو نتيجة مرة لغياب سياسة أجور علمية وعملية واخلاقية في‮ مصر منذ تخلت الدولة عن سياسة تسعير السلع،‮ بعد أن اتجهت إلي‮ تحرير الاقتصاد،‮ دون أن‮ يترافق ذلك مع سياسة أجور تقوم علي‮ زيادة سنوية في‮ الحد الأدني‮ للعاملين الجدد بنسبة تزيد علي‮ معدل التضخم الحقيقي‮ ،‮ مع زيادة أجور العاملين القدامي‮ بنسبة مركبة تعادل معدل التضخم الحقيقي،‮ مضافا إليها نسبة اخري‮ مقابل الخبرة والأقدمية ونسبة خاصة للمتميزين فعليا كمقابل للتميز والابتكار في‮ العمل‮.
‮ وماذا عن تحديد الحد الأدني‮ للعامل الحالي‮ ب‮ 400‮ جنيه؟‮!‬
‮ للأسف نظام الأجور الحالي‮ فاسد ومفسد‮ .. وهو‮ »‬فاسد‮« لانه لا‮ يكفي‮ لاطعام‮ »‬قطة‮« ولا علاقة له بتكاليف المعيشة أو انتاجية العامل،‮ وهو‮ »‬مفسد‮« لأنه‮ يضطر العامل للتكاسل في‮ العمل والبحث عن اعمال اخري‮ أو للرشوة من الجمهور أو التحايل والسلب والنهب،‮ فالمطلوب نظام أجور أكثر عدالة وعقلانية‮. واعتبر النجار المطالبة برفع الحد الأدني‮ للأجور ب‮ 1200‮ جنيه بأنه‮ »‬عقوبة‮« علي‮ الشعب المصري،‮ كنتيجة منطقية علي‮ صمته علي‮ ما حدث له طوال‮ 30‮ عاما كاملة‮ .. أي‮ أنه عقوبة الصمت‮ . وأي‮ حديث‮ غير ذلك‮ يعني‮ أنه سبيل لصحوة مصر‮.. فإصلاح هيكل الأجور هو المنقذ في‮ رأيي‮ .. لتطبيق مبدأ الثواب والعقاب في‮ جهات العمل للقضاء علي‮ الرشوة،‮ واستغلال النفوذ،‮ وتفشي‮ النهب المنظم في‮ المصالح والشركات‮ . وكما قلت سابقا فإن نظام الأجور في‮ مصر فاسد ومفسد في‮ آن واحد‮!!‬
الأموال المنهوبة
‮ وماذا عن اموال مصر المنهوبة في‮ توزيع الأراضي‮ .. كيف نستردها؟‮!‬
‮ ينبغي‮ علينا مراجعة كل آليات ترسية واسعار كل صفقات منح أراضي‮ الدولة سواء للزراعة أو التنمية العقارية‮ .. فهل من المعقول ان نصرف‮ 11‮ ألف جنيه من دم الغلابة علي‮ توصيل البنية الاساسية لأراضي‮ توشكي‮ ثم ببيعها للوليد بن طلال ب‮ 50‮ جنيهاً‮ فقط للفدان‮ .. فهل هناك إهدار للمال العام وفساد أكبر من ذلك؟‮! وكذلك الحال مع باقي‮ الأراضي‮ التي‮ تم توزيعها لآخرين مثل الشركة الكويتية المصرية‮ .. أي‮ أن آلاف الأفدنة ضاعت علي‮ هذا الشعب والمطلوب إعادة تسعير الأرض وبالسعر السوقي‮ وقت التخصيص ستكون الحصيلة بالمليارات‮. أما عن أراضي‮ البناء والتي‮ استولي‮ عليها حفنة من رجال الأعمال مثل‮ »‬المرشدي‮« وحسن درة و»ساويرس‮« وغيرهم ضمن البرنامج القومي‮ للشباب‮.. فهل‮ يعقل أن تباع لهم الأرض بسعر‮ 10‮ جنيهات للمتر بدون مرافق أو ب‮ 70‮ جنيهاً‮ بالمرافق في‮ أفضل المواقع‮ في‮ حين‮ يباع المتر للجمهور في‮ ذات المنطقة ب‮ 2000‮ جنيه‮ !! أي‮ أقل من‮ 5٪‮ من الثمن الحقيقي‮ للارض ولم‮ يتوقف الأمر عند ذلك‮ ،‮ وانما منحوا مبلغ‮ 15‮ ألف جنيه منحة عن كل شقة‮ 63‮ متراً‮ .. وكان المفترض حسب أسعار السوق ان تباع الوحدة بسعر لا‮ يزيد علي‮ 45‮ ألف جنيه،‮ ولكن اصحابنا باعوها باسعار تتراوح بين‮ 103‮ و150‮ ألف جنيه‮.. فهل‮ يعقل هذا ؟‮.. وهنا‮ ينبغي‮ زن‮ يحاسب هؤلاء ويحاكموا حتي‮ نسترد حقوق محدودي‮ الدخل والفقراء من ارباحهم الطفيلية والتي‮ جاءت علي‮ حساب ابناء هذا الشعب‮. وكل هذه الاموال إذا ما استردتها الدولة من ناهيبيها ومستغليها كافية لاقامة آلاف المشروعات لتشغيل ملايين العاطلين ولزيادة الانفاق علي‮ الصحة والتعليم‮ ،‮ والتي‮ تحتل فيهما مصر المرتبة الأدني‮ عالميا‮.
تدعيم إسرائيل وأسبانيا
‮ هل هناك أموال اخري‮ يمكن ضخها في‮ الموازنة العامة للدولة؟
‮ لو راجعنا اتفاقيات تصدير الغاز إلي‮ إسرائيل واسبانيا فقط‮.. وقيمناها بالاسعار العادلة‮..‬سنضم للحصيلة ما‮ يقرب من‮ 15‮ مليار جنيه كايرادات اضافية للموازنة العامة للدولة،‮ لكن الوضع الحالي‮ يؤكد اننا بهذه الاسعار المتدنية التي‮ نصدر بها الغاز المصري‮ ندعم إسرائيل واسبانيا‮..‬والاولي‮ دولة معادية‮ يصل داخل الفرد فيها إلي‮ 11‮ ضعفاً‮ من دخل الفرد في‮ مصر،‮ أما الثانية فدخل الفرد فيها‮ يتجاوز‮ 19‮ ضعف نظيره في‮ مصر وفي‮ قطاع الاسمنت تحقق الشركات الأجنبية أرباحاً‮ احتكارية تصل إلي‮ 9‮ مليارات جنيه‮.. بخلاف ارباحها العادية لو رفعنا الضريبة المفروضة عليها لاستخدامها الكلينكر باسعار زهيدة‮ .. ولو رفعناها إلي‮ 150‮ جنيه عن كل طن لحققنا حصيلة تتجاوز‮ 6‮ مليارات جنيه في‮ العام الواحد‮.. خاصة أن تكلفة الطن حاليا لا تتجاوز‮ 220‮ جنيها بينما تبيعه هذه الشركات للجمهور ب‮ 600‮ جنيه محققة بذلك أرباحا خيالية‮!! كل هذه المليارات المنهوبة سواء في‮ الأراضي‮ الزراعية أو العقارية أو في‮ شركات الأسمنت،‮ ومن قبلها شركات القطاع العام التي‮ تم خصخصتها وبيعها بأسعار مشبوهة تؤكد وجود الفساد في‮ كل شركة تم بيعها بدءا من شركة المراجل البخارية،‮ مروراً‮ برخصة المحمول،‮ إلي‮ شركات انتاج البترول،‮ وكل هذه الأموال لو تم استردالها هو سهل لتغير وجه الحياة في‮ مصر،‮ ولأقمنا آلاف المشروعات وشغلنا ملايين الشباب المصري‮ العاطل ولزاد انفاقنا علي‮ جميع المرافق الحيوية في‮ الدولة سواء في‮ الصحة أو التعليم أو الإسكان‮ .. فهل‮ يعقل‮ يا سيدي‮ أن‮ يذهب دعم الطاقة في‮ أغلبها وهو بالمليارات إلي‮ الشركات الخاصة الكبري،‮ في‮ حين انها تبيع لنا انتاجها بأسعار تفوق الاسعار العالمية بمراحل كثيرة‮.. فهل‮ يعقل أن ندعم هؤلاء من دم الغلابة ؟‮!‬
والحل في‮ رأيي‮ إصلاح هذا الخلل الذي‮ خلفه الفساد الذي‮ تركه لنا الرئيس المخلوع‮.‬
شاهد لقاء الوفد مع الخبير الاقتصادى أحمد النجار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.