العفو عند المقدرة من اسباب مغفرة الذنوب وقال اهل العلم في الحديث عن الفرق بين المغفرة والعفو، فالمغفرة أو الغفران هو إسقاط العقاب عن الذنب والذي يستوجب الثواب، فلا تكون المغفرة إلا للمؤمن الذي يستحق الثواب، لذلك تقترن المغفرة بالله تعالى فيُقال: غفر الله لك، ولا يٌقال غفر فلان لك. أمّا العفو فهو يسقط الذم واللوم ولكنّه لا يستوجب الثواب، ويستعمل لفظ العفو مع العباد فيقال عفا فلان عن فلان، وبسبب التقارب بين معنى المغفرة والعفو فقد استخدما في صفات الله -عزّ وجلّ- في معنى واحد، فيُقال عفا الله عن فلان وغفر له، وتحملان المعنى ذاته، وقد جاء في قول لشيخ الإسلام ابن تيمية في التفريق بين معنى العفو والمغفرة: "الْعَفْوُ مُتَضَمِّنٌ لِإِسْقَاطِ حَقِّهِ قِبَلِهِمْ وَمُسَامَحَتِهِمْ بِهِ، وَالْمَغْفِرَةُ مُتَضَمِّنَةٌ لِوِقَايَتِهِمْ شَرَّ ذُنُوبِهِمْ، وَإِقْبَالِهِ عَلَيْهِمْ، وَرِضَاهُ عَنْهُمْ؛ بِخِلَافِ الْعَفْوِ الْمُجَرَّدِ؛ فَإِنَّ الْعَافِيَ قَدْ يَعْفُو، وَلَا يُقْبِلُ عَلَى مَنْ عَفَا عَنْهُ، وَلَا يَرْضَى عَنْهُ، فَالْعَفْوُ تَرْكٌ مَحْضٌ، وَالْمَغْفِرَةُ إحْسَانٌ وَفَضْلٌ وَجُودٌ"، ومن هذا القول يُبين أنّ المغفرة أبلغ في معناها من العفو بما فيها من العطاء والإحسان، وما قيل حول العفو بأنّه المسامحة المرافقة لمحو الذنب من الصحف، والمغفرة هي المسامحة مع بقائه في الصحف، فليس على هذه الأقوال أيّ دليل يثبتها، والله تعالى أعلم.