لم ينس هؤلاء بلادهم، ولا تزال أعين من عايشوا النفي منهم تمتلئ بالدموع وهم يحكون قصة التهجير، ويرغب كثير منهم في العودة إلى موطنهم. تحكي "حليمة سيوسوبوفا" التي تبلغ من العمر 79 عاماً ، وعيناها ملئية بالدموع، قصة معاناتها، التي بدأت بنفي والدها عام 1937 إلى سيبيريا، وانقطاع أخباره منذ ذلك الحين، ومن ثم دخول الجنود السوفيت إلى قريتهم صباح الخامس عشر من نوفمبر عام 1944، وإجبارهم على ركوب القطارات والرحيل، بدعوى أن أراضيهم مهددة من قبل الألمان. ركبت "حليمة" القطار مع أمها وأخويها في رحلة استغرقت 16 يوماً، لم يعرفوا خلالها وجهتهم، ولم يتمكنوا سوى من إحضار بطانتين برفقتهم، وتوفي كثيرون أثناء الرحلة نتيجة للبرد والظروف القاسية. وعندما توقف القطار علموا أنهم وصلوا إلى كازاكستان، وبعد 12 عاماً هاجروا إلى أوزباكستان. تقول "حليمة" أنها أصبحت الآن أوزبكية، ولكنها تأمل في رؤية مسقط رأسها، ولو لمرة واحدة قبل وفاتها. ويؤكد "حقي بالابيكوف"، الذي انتهى به المطاف في قرغيزستان، على أن وطنه الأول هو إقليم "أهيسكا"، ووطنه الثاني هو "تركيا"، حيث كان إقليم "أهيسكا" يتبع الدولة العثمانية، وقدمت عائلته في الأصل من "قونيا" في الأناضول التركي ، لتستقر بأهيسكا، واستشهد جده في معركة "تشاناك قلعة" دفاعا عن الدولة العثمانية. ويدعو "بالابيكوف" تركيا إلى تولي قضية أتراك الأهيسكا. ويتفق معه "مرفع الدين ساكيموف"، زعيم أتراك الأهيسكا في قرغيزستان، الذي يشير إلى دعم تركيا لأتراك الأهيسكا الموزعين في العديد من الدول، لكنه يأمل أن تقدم تركيا دعما قويا لمطالب أتراك الأهيسكا في العودة لموطنهم. وتشير تقديرات إلى أن 500 ألف من أتراك الأهيسكا، يعيشون في تسع دول منهم تركيا.