أعلن مسئول في منطقة اوش أن الوضع بدأ يستقر لكن ببطء في جنوب قيرغيزستان بعد اربعة ايام علي اعمال العنف الاثنية التي اوقعت 170 قتيلا علي الاقل وإصابة 1762 في اعمال عنف بين قيرغيزيين والاقلية الاوزبكية، لا سيما في مدينتي اوش وجلال اباد في جنوب البلاد. غير ان هذه الحصيلة الرسمية الموقتة مرشحة للارتفاع اكثر لا سيما ان العديد من الاوزبك الذين لجأوا الي اوزبكستان المجاورة اكدوا أنهم رأوا جثثا متناثرة علي قارعة الطريق المؤدية الي الحدود بين البلدين وان هناك جثثا اخري علي الطرقات، وقال شهود إن عصابات مسلحة ببنادق آلية وقضبان حديدية ومناجل أشعلت النيران في منازل وأطلقت النار علي السكان الفارين. وفي اوش، ثاني اكبر مدن قيرغيزستان وقع تراشق بالرصاص في الطرقات والتي ما زالت تحتضن الجثث المتفحمة والمنازل المحترقة، وفي جلال اباد القريبة أيضا من الحدود الاوزبكستانية، ذكرت وكالة أنباء "اكي" المحلية أن الوضع بقي متوترا، حيث شهدت المدينة حوادث عديدة. وكانت مواجهات جديدة قد اندلعت أمس الاول في جنوب قيرغيزستان، ملقية بظلالها علي أوزبكستان المجاورة التي باتت قبلة لعشرات آلاف اللاجئين الذين يتهم كثيرون منهم القوات المحلية بمساعدة عصابات مسلحة علي ارتكاب مجازر، وتوجه الآلاف من أقلية الأوزبك القيرغيز إلي الحدود الاوزبكية مما دفع اوزبكستان لإغلاق حدودها وطلبت مساعدة دولية للتعامل مع اللاجئين، يأتي ذلك بينما دعت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة أوزبكستان وطاجيكستان علي "ترك حدودهما مفتوحة" للسماح للاجئين بالدخول. وأعلنت أن أعمال العنف في قيرغيزستان "مخطط لها" علي ما يبدو، بينما قالت وكالة الأممالمتحدة للاجئين إنها تقدم العون لحوالي 75 ألف لاجئ من العرقية الاوزبكية. آلاف اللاجئين الذين وصلوا الي اوزبكستان، كشفوا الكثير من الفظائع التي ارتكبت خلال الاشتباكات معلنين أن عصابات مسلحة من القرغيز ومدعومة من قبل رجال يرتدون زيا عسكريا، نفذت مجازر بحق الاوزبك. سياسيا بدأت أمس أعمال الاجتماع الطارئ لأمناء مجالس الأمن بالدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي لبحث الوضع في قيرغيزيا، وقال نيقولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، إن الدول الأعضاء وهي روسيا وبيلوروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان مدعوة لتبني موقف مشترك من أحداث قيرغيزيا الدراماتيكية، وبحث الإجراءات المطلوب اتخاذها جماعيا لوقف النزاع العرقي الدائر هناك، مشددا علي ضرورة استخدام ما لدي المنظمة من آليات ووسائل من أجل ذلك وفقا لميثاقها، كما أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعمال العنف مطالبا بالتحلي بالهدوء والعودة إلي النظام في البلاد. وفي ابريل الماضي، أطاحت انتفاضة قتل فيها 87 شخصا بالرئيس كرمان بك باكييف، لتتسلم الحكم بعده حكومة انتقالية تعهدت تنظيم استفتاء علي دستور جديد في 27 يونيو الحالي. يذكر أن جنوب قيرغيزستان، الجمهورية السوفيتية السابقة التي بلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة، موطنا لأقلية الاوزبك العرقية التي يبلغ تعدادها حوالي مليون شخص، وتاريخيا، تعتبر العلاقات بين الاقلية الاوزبكية (15 -20 % من مجموع سكان قيرغيزستان) والقيرغيز متشنجة، وذلك بسبب الفوارق الاقتصادية بشكل اساسي.