منحت الحكومة الانتقالية في قيرغيزستان قوات الأمن "صلاحيات إطلاق النار بهدف القتل"، في إطار جهودها الرامية إلي وقف النزاع الإثني الذي تحول إلي أعمال عنف في مدينة "أوش" الواقعة جنوب البلاد. وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن حصيلة الضحايا جراء النزاع الإثني المتصاعد في قيرغيزستان منذ الخميس الماضي بين القيرغيز والأوزبك الذي يعد الأكبر من نوعه منذ 20 عاما، ارتفع ليصل إلي80 قتيلا ونحو ألف مصاب. وكان قد اندلع اشتباك يوم الخميس الماضي في مدينة "أوش" القيرغيزية الجنوبية بين مجموعة من السكان القيرغيز المحليين وعدد كبير من أبناء الجالية الأوزبكية تطور إلي أعمال شغب واسعة أسفرت عن إحراق السيارات وتحطيم المحال التجارية ومقاهي الإنترنت وانتشار اللصوص في الشوارع. وأعلنت الحكومة القيرغيزية المؤقتة حالة الطوارئ في مدينة "أوش" وعدد من المناطق التابعة لمقاطعتها التي تعتبر مركز تجمعات كثيفة للجالية الأوزبكية في قيرغيزستان، علما بأن عدد المواطنين من أصول أوزبكية المقيمين في جنوب قيرغيزستان يبلغ مليون شخص من أصل 5.5 مليون شخص يعيشون هناك. وذكر راديو (سوا) الأمريكي أن وحدات الجيش والشرطة القيرغيزية تجوب حاليا مناطق أوش جنوب البلاد لقمع أي اضطرابات عرقية مثل التي شهدتها البلاد علي مدي ثلاثة أيام ماضية. من جانبها دعت الولاياتالمتحدة إلي "عودة السلام والنظام العام بسرعة" إلي جنوب قيرغيزستان، معربة عن دعمها لجهود الأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي الرامية الي وقف أعمال العنف الإثنية الدائرة هناك. وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان: إن "الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب الوضع في جمهورية قيرغيزستان وتدعو إلي عودة السلام والنظام العام بسرعة الي مدينة «اوش» وإليجميع المناطق التي تجري فيها أعمال عنف إثنية". واضاف البيان: إن واشنطن "تدعم الجهود المنسقة بين الاممالمتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا الرامية الي المساعدة علي إحلال السلام والنظام، فضلا عن تأمين المساعدة الانسانية إلي الضحايا" في هذه الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطي. وكانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي لديها مكاتب في العاصمة بشكيك واوش قد اعربت عن استعدادها للمساعدة علي حل الازمة. ويعتبر استقرار قيرغيزستان أمرا بالغ الأهمية بالنسبة الي الولاياتالمتحدة التي تمتلك في هذا البلد قاعدة عسكرية تقع قرب العاصمة بشكيك وتعتبر معبرا أساسيا للقوات الأمريكية المنتشرة في افغانستان. واعلنت الحكومة القيرغيزية الانتقالية أنها أمرت ب"تعبئة جزئية" للجيش بعدما فشلت حال الطوارئ التي فرضتها الجمعة في أوش ووسعت نطاقها إلي جلال آباد الواقعة ايضا في الجنوب، في وضع حد لأعمال العنف الإثنية التي أوقعت 75 قتيلا علي الاقل ونحو ألف جريح.