في محاولة لاحتواء الموقف المتدهور, أمرت الحكومة الانتقالية في قيرغيزستان أمس بتعبئة قوات الاحتياط في الجيش ممن تتراوح أعمارهم بين18 و50 عاما. كما فرضت حظر تجوال دائما في أوش وكارا وارافان في جنوب البلاد بسبب أعمال العنف العرقية بين الأوزبك والقرغيز المستمرة منذ أربعة أيام.وجاء أمر الحكومة بتأهب قوات الاحتياط في بيان أصدرته وزارة الدفاع, وذلك في الوقت الذي أعطت فيه الحكومة الانتقالية أيضا الضوء الأخضر لقوات الأمن بإطلاق النار علي كل من يثبت تورطه في زعزعة الأمن, من أجل السيطرة علي الوضع المتصاعد في البلاد. وفي أحدث المصادمات, أعلن مسئول عسكري بارز أمس أن مسلحين من القيرغيز قتلوا نحو30 أوزبكيا في قرية سوزاك بجنوب البلاد, بينما قامت مجموعة أخري بإشعال النار في قرية أوزبكية أخري هي قرية دوستوك في الجنوب أيضا. كما أعلن وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي أن طالبا باكستانيا قتل وتم خطف51 آخرين واحتجازهم كرهائن في مدينة أوش خلال الأوضاع المتوترة بقيرغيزستان. وبذلك يرتفع عدد ضحايا أعمال العنف العرقي منذ الخميس الماضي إلي124 قتيلا و1200 مصاب. وفي غضون ذلك, دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلي إجراء مشاورات اليوم- الاثنين- بين الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي لمواجهة تداعيات الوضع في قيرغيزستان. وبشأن إمكاني استخدام القوات المسلحة في تسوية النزاع في قيرغيزستان, أعلنت روسيا أمس أن الشروط غير متوافرة في الوقت الحالي لاستخدامها باعتبار أن ما يحدث نزاع داخلي. وأضاف ميدفيديف في تصريحات له أنه لا يمكن اتخاذ قرار بإرسال قوات حفظ سلام من المنظمة إلي قيرغيزستان إلا بما يتماشي مع ميثاق الأممالمتحدة, وبعد إجراء مشاورات بين جميع أعضائه. وفي واشنطن, طالبت وزارة الخارجية الأمريكية بالهدوء وضبط النفس بين الأطراف المختلفة في قيرغيزستان, ودعت إلي عودة السلام والنظام العام بسرعة الي المنطقة الجنوبية علي وجه التحديد. وأعلنت الخارجية أن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب الوضع في جمهورية قيرغيزستان, وأن الولاياتالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تساندان الجهود الرامية للمساعدة في إحلال السلام والنظام في المنطقة. ومن جانبها أعلنت تاتيانا جوفلر السفيرة الأمريكية في قيرغيزستان أن الأوضاع في مدينة أوش باعثة علي القلق. من جانب آخر, دعت منظمة العفو الدولية أمس الحكومة الانتقالية إلي حماية المواطنين في قيرغيزستان- وبالأخص الأقلية من الأوزبك- من العنف الطائفي, مطالبين دول الجوار بفتح حدودها لعبور اللاجئين.