رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ملف السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية فيما يخص المنطقة سيشغل حيزًا كبيرًا من اهتمامات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي فاز لتوه بولاية ثانية تمتد لأربع سنوات أخرى، مشيرة إلى أن إيران وسوريا سيكونان أهم أولويات "أوباما" في الفترة المقبلة. وتحت عنوان "أوباما ليس لديه خيار سوى التصدي للعديد من القضايا"، قالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي "أوباما" سيسعى إلى اتخاذ المزيد من القرارات الحاسمة في الفترة القليلة القادمة بعد أن أجل بسبب الانتخابات الأمريكية البت في بعض قضايا المنطقة العربية الملتهبة. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس "أوباما" سيبذل جهودًا رامية إلى التوصل إلى اتفاق بشكل نهائي مع إيران لكبح برنامجها النووي المثير للجدل والذي كان محل انتقاد من جانب منافسه الجمهوري "ميت رومني"، متوقعة أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة مفاوضات ومحادثات جادة بين الإدارة الأمريكيةالجديدة والحكومة الإيرانية في محاولة دبلوماسية أخيرة لتفادي ضربة عسكرية ضد منشآتها النووية في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بضرية من جانب واحد. ومن جانبه، قال "تريتا بارسي" مؤسس ورئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، وهو أحد الجماعات المناصرة للدبلوماسية ومقره واشنطن: "إذا استطاعت الإدارة الجديدة تحقيق شيء خلال الفترة المقبلة فإن هذا من شأنه أن يخلق ديناميكية جديدة لفتح آفاق واعدة والتوصل إلى حلول وسط". واستطردت الصحيفة أن "أوباما" يسعى إلى مبادرات تهدف إلى إنهاء الأزمة السورية التي باتت تعصف بآمال الولاياتالمتحدةالأمريكية في ضمان الاستقرار في بلدان المنطقة العربية لاسيما مع تزايد حملات القمع في سوريا من جانب قوات الرئيس السوري "بشار الأسد" ومع تزايد أعمال العنف وجرائم الحرب من جانب الطرفين. ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة "أوباما" تحاول مواكبة التطور الحادث في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي التي أبرزت حكومة إسلامية جديدة في مصر وبعد وصول جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة في وقت ما إلى سدة الحكم، حتى تتمكن الإدارة من مجاراة مصالحها في المنطقة لأربع سنوات مقبلة. وانتهت الصحيفة لتقول إن ما يؤرق "أوباما" هو الجهود المحبطة بشأن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين، رغم شكوك بعض الخبراء في أن الرئيس الأمريكي قد يدفع بنفسه مرة أخرى في دور صانع السلام بالمنطقة العربية.