تتسابق 80 شركة ومؤسسة عالمية لإنتاج علاج لإيقاف زحف فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، لإنعاش آمال عودة الحياة للاقتصاد العالمي مجددا، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. ويبرز من بين هذه الشركات عدد محدود لاقى دعما من الدول الكبرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا. أبرز الشركات والجهات التي أفصحت عن ملامح محددة للدواء ودخول مرحلة التجارب السريرية تمثلت فى أن أعلنت شركة جيلياد ساينسز الأمريكية عن عقار رمديسفير الذي أظهر نتائج إيجابية خلال التجارب السريرية على مصابين بكوفيد-19. وأعلن أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، والمسؤول عن اعتماد الأدوية في الولاياتالمتحدة، أن دواء ريمديسفير نجح في تقليل مدة المرض من 15 إلى 11 يوما، وأنه قد يكون متاحا في الأشهر القليلة المقبلة. كما قررت الحكومة اليابانية اعتماد عقار ريمديسفير في علاج مرضى فيروس كورونا. وسبق أن تم استخدام هذا العقار في علاج فيروس سارس وميرس. تعد فايزر الأمريكية من الشركات القليلة التي حددت موعدا قريبا لطرح اللقاح، حيث أكدت استعدادها لتجهيز اللقام للاستخدام الطارئ في الخريف المقبل، على أن تصبح أكثر جاهزية ا لإنتاج واسع النطاق في نهاية العام، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. وأعلن ألبرت بورلا، المدير التنفيذي للشركة، أن فايزر ستواصل إجراء مزيد من الاختبارات للتأكد من فعالية اللقاح وأمانه، ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولى في مطلع مايو المقبل. أفصحت شركة سانوفي الفرنسية للأدوية، في مارس الماضي، أن الشركة مستعدة لإنتاج ملايين الجرعات من هيدروكسي كلوروكوين لمرضى فيروس كورونا المستجد، إذا ثبتت فاعلية عقار الملاريا القديم في التجارب السريرية. وبدأت الشركة في إنتاج كل الكميات الممكنة من هيدروكسي كلوروكوين في فبراير، بعد أن أشارت بيانات صينية إلى أن الدواء المخصص لعلاج الملاريا يمكنه أن يساعد بعض مرضى "كوفيد-19". كما تختبر سانوفي عقار كيفزارا المستخدم لعلاج الروماتيزم كدواء محتمل لكورونا، وهو عقار تصنعه مع شركة ريجينيرون. وذكرت المفوضية الأوروبية أنه ليس هناك أدلة بعد على أن هيدروكسي كلوروكوين فعال في شفاء مرضى كورونا. طرحت شركة نوفارتس أيضا دواء هيدروكسي كلوروكوين لاستخدامه في مكافحة فيروس سي، وأعلنت في مارس الماضي عن توفير 130 مليون جرعة في هذا الصدد. تعمل شركة تابعة لشركة فوجي فيلم اليابانية على إنتاج عقار Avigan الخاص بمكافحة الإنفلونزا. وصرح تشانج شين مين، المسؤول بوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، في مارس الماضي بأن تجربة سريرية شملت 80 شخصا، أظهرت أن المرضى الذين تناولوا العقار الياباني تحسنت حالتهم بشكل أفضل واستغرقوا وقتا أقل لاختبار الآثار الجينية للفيروس مقارنة بالمرضى الذين لم يعطوا الدواء. أعلنت شركة كورفاك الألمانية لصناعة الأدوية الشهر الماضي أن هناك تقدما ملموسا في تطوير صناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد. وقال فريردش فون بوهلن، مدير الشركة، "سنبدأ مرحلة الاختبارات قريبا قبل السريرية، واختبار اللقاح على الحيوانات، على أن نبدأ في الصيف تجربة اللقاح على بشر، لكن علينا تحديد الجرعات اللازمة لذلك". ودار جدل حول رغبة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب في تقدير عرض للشركة لشراء حقوق اللقاح، إلا أن فون بوهلن نفى تلقي عرض من الحكومة الأمريكية، غير أنه لم يستبعد أن تأتي عروض للشركة من الولاياتالمتحدة أو غيرها من الدول. تتعاون شركة جلاسكو سميث كلاين الإنجليزية للأدوية مع شركة صينية للتكنولوجيا الحيوية لتقديم تقنية علاج مساعدة لفيروس كورونا. وبحسب بيانات الشركة فإن الأبحاث الجارية تستهدف إنتاج علاج مساعد يضاف إلى بعض اللقاحات لتعزيز الاستجابة المناعية، بما يسهم في خلق مناعة أكبر تستطيع مقاومة الالتهابات لمدة أطول مقارنة بما يحققه اللقاح. تعاقدت الحكومة الأمريكية مع شركة جونسون آند جونسون لتطوير لقاح لفيروس كورونا، وبلغت قيمة العقد 456 مليون دولار، بحسب مجلة فوربس. وينص العقد على إنشاء الشركة قسما متخصصا في إنتاج الأدوية، من أجل التوصل إلى اللقاح. ذكر بيان للشركة الإسبانية في 25 مارس/آذار الماضي أنها وافقت على العمل مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالات أخرى لجمع البلازما من المرضى الذين تعافوا من إصابتهم بالكورونا، لإنتاج دواء مناعي سيخضع بعد ذلك للتجارب ما قبل السريرية والسريرية لمعرفة مدى فعاليته في العلاج. ثم كشفت بعد أيام بأن الدواء المناعي سوف يكون جاهزا في منتصف يوليو المقبل. تعمل المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية مع شركة موديرنا لإنتاج لقاح يعتمد على ستخدام المعلومات الوراثية للبروتين لزراعته داخل أنسجة العضلات البشرية بدلا من حقنه فيها. وقد بدأت تجربة اللقاح الأولى على البشر في 16 مارس السابق، بعدما ثبتت فعاليته لدى الفئران. قامت مجموعة كانسينونبايو الصينية بالتجارب السريرية في المرحلتين الأولى والثانية للقاح فيروس كورونا. وتعتمد التجارب على نموذج شبيه باللقاح الذي تعكف على إنتاجه شركة موديرنا. أظهرت تجارب لقاح تعكف جامعة أكسفورد البريطانية على تطويره نتائج واعدة في التجارب على الحيوانات. وبحسب تقارير عالمية، فإنه سيكون هناك تعاون مع معهد Serum Institute of India، وهو أكبر معهد للأمصال بالعالم لإنتاج ما يصل إلى بدأت المجموعة الصينية من خلال فرعها في بكين إجراء تجارب سريرية للقاح، بحسب جريدة دايلي ميل. وقالت الشركة إن مصنعها الذي تم بناؤه حديثا سيكون قادرا على إنتاج 100 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا بمجرد أن يثبت نجاحه. تجري هذه الشركة الصينية أيضا اختبارات للقاح يدعى كورونافاك، حسب ما أعلنت في 16 أبريل/نيسان الجاري، ووفقا لبيانات الشركة فإنه تم الوصول إلى مرحلة التجارب السريرية. وتعد سنوفاك أول شركة أدوية تقوم بتسويق لقاح ضد إنفلونزا الخنازير، في عام 2009.
