غيرة شديدة شعرت بها كارولين بسبب اهتمام «علي» الكبير بابنه عثمان، ما دفعها إلي معاملة الأخير معاملة سيئة جعلته يشعر بالخوف منها. وفي الحلقة 41 من المسلسل التركي «علي مر الزمان» صفعت كارولين عثمان، علي وجهه، فجن جنون «علي» عندما شاهد المنظر، فحذرها من تكرار ذلك، وإلا تعرضت للضرب، فيأخذه والده في نزهة علي البحر للتخفيف عنه ورفض طلبه بالذهاب لأمه. التصوير كان بطلاً في هذه الحلقة التي امتلأت بالإبداعات التصويرية والتمثيلية التي بدأت عندما أخذ الأب يتحدث لابنه عثمان عن البحر والقبطان، وفي لحظة يغيب الابن عن أبيه لكي يهرب إلي أمه ولكن حلمه لم يكتمل فعرقله الحبل ويسقط في البحر وبدأ يصارع الأمواج، وبدأت هنا عبقرية المصور الذي غاص تحت الأمواج ليظهر لنا حلم الطفل بأمه التي يتصور أنها تتحدث معه وتمد يدها لإنقاذه، وتأتي مركب لتنقذه، في هذه الدقائق كانت كاميرات التصوير تعرض مشاهد في غاية من الروعة، فعند غرق الطفل وظهرت طيور النورس تحلق في السماء كأنها تدعو للطفل بالنجاة، ويصور لنا المخرج الأب الذي يبحث عن ابنه علي الشاطئ ويدور يميناً وشمالاً بحثاً عنه، فيري غطاء الرأس يطفو علي الماء فيغطس بحثاً عنه. وعندما ييأس يجلس علي الشاطئ باكياً غيابه، وفي لحظة أمل تحضر الشرطة لتبلغه أن ابنه علي قيد الحياة، وأري أن هذه الحلقة اخترقت حدود الإبداع بكثير وكشفت لنا عن أهمية اللقطة في الدراما، ومن الممكن أن يكون التصوير بطلاً في العمل يتفوق علي الأداء التمثيلي ولكن يتفوق التصوير والتمثيل معاً، ورغم اعتراضنا علي الغزو التركي للشاشات المصرية، ولكننا لا نتجاهل إبداع أي عمل نشاهده، فعبقرية المخرج جعلت المشاهد المصري يتعاطف مع الأم والجدة والطفل الصغير الذي يبحث عن الأمان بسبب انفصال والدته عن أبيه، حتي الجدة صنعت حالة من التعاطف، وذكرتنا بحياة جدتنا التي كانت تلم أولادها وأحفادها وتضحي من أجلهم براحتها، والمسلسل يدور عن حقبة في القرن الماضي حيث تبدأ الأحداث عام 1969، وكانت تركيا حينها تمر باضطرابات سياسية. المسلسل يتناول عائلة بسيطة عاشت في تلك الحقبة، العائلة تتكون من «علي» أو «القبطان علي» الوالد، عمل علي كقبطان أدي إلي ابتعاده عن عائلته لفترات طويلة، وجعلته يتقرب من إحدي السيدات في سفره الطويل تدعي «كارولين» التي لا تقبل فقط بدور العشيقة وتريد من «علي» أن يختار بينها أو زوجته، زوجة «علي» تدعي «جميلة» وهي الأم المتفانية في تربية أولادها ورغم محبتها الشديدة ل «علي» وإخلاصها له تشعر بالجفاء من جانبه. ويروي «عثمان» أصغر أبناء «علي» في المسلسل الذي أبهر ملايين المشاهدين في مصر وتركيا والدول العربية بأدائه، تفاصيل الحياة المضطربة التي يعيشها مع أسرته، الطفل الذي لم يتجاوز عمره السادسة واسمه الحقيقي «أمير بركي» أنه كان مدللاً من فريق العمل، ورغم صعوبة الدور لكونه الراوي كانت متعتي كبيرة، وأنا أمثل مع مجموعة أحببتها وساعدوني في أداء الشخصية. ويقول: إن والده سجله كعارض أزياء منذ أن كان عمره سنتين، وصور العديد من الإعلانات، ومثلت في مسلسل «أينساك هذا القلب» وتم اختياري لمسلسل «علي مر الزمان» من ضمن 200 طفل، وعلي مخرجينا أن يغيروا من طريقة إخراجهم والاهتمام بالصورة أكثر من البطل حتي يجذب المشاهد، فالمخرج يري أن الصورة لابد أن تشع جمالاً حتي ترضي رغبة الإنسان في تذوقه أخري للدراما المصرية، التي تهالكت مع تكرار نفس الأحداث وإعادة الأفكار بعدة طرق فضاعت قيمة العمل وذهبت المتعة البصرية في خبر كان، وللأسف لم نتعلم بل نصرخ ونولول علي الغزو التركي والأمريكي دون أن نصنع فناً يواجه المنتج الأجنبي.