العيد يأتى والبيوت فقيرة والناس فى مصر منقسمة على نفسها وكذلك فى سوريا وفى معظم البلاد ..لكنه العيد ..عيد الأضحى وماتذكرنا به قصة ابراهيم واسماعيل من معنى الايمان كما يجب أن يكون ..أنا أتفق تماماً مع الرئيس مرسى حين قال ان هذه الأمة لن تنهض الا بالعقيدة لأن مايعوزنا الآن حقاً هو الايمان بما نفعل . .ينقصنا أن نشترك فى فكرايمانى يجمعنا ونلتف حوله ونسير خلفه مؤمنين بالنجاح فما التوفيق الا بالله ..وينقصنا تفسير مشترك لمعنى أن النصر من عند الله ..وينقصنا العودة الى الله فهذا مرادف ليقظة الضمير وفطنة المؤمنين وصحوة الألباب وهو الطريق الى ترك الأحقاد والتناطح والتشرذم والأطماع الشخصية والحزبية الأنانية الضيقة المنغلقة.. لن نُغلَّب أبداً مصلحة الأمة على مصالحنا الذاتية الا بهذا الايمان ،لهذا أصدق من قال لن ننهض الا بالعقيدة ..لأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ..ولن نغير مابأنفسنا ولن ينصلح حالنا الا بالوصفة التى قدمها لنا الله فى القرآن..أن يكون لقاء الله أهم عندنا من الدنيا وما فيها ..حين نتجرد من الحسد والحقد والضغينة ونرغب مخلصين فى نجاح مشروعنا الجماعى المسمى بلادنا ..عندها نستطيع أن نقول أننا قد صرنا على الطريق الصحيح ..أنا لاأصدق رجلاً يشرب الخمر ولايسجد لخالقه وتكاد عروقه تنفجر من الغيظ اذا ذكر الحكم بما أنزل الله ..لاأصدق هذا الرجل حين يكلمنى عن رؤيته لنهوض البلاد وتقدمها ..فكل الأنظمة التى بنيت على أيديولوجيات وضعية انهارت وثبت فشلها ..النازية ..الفاشية ..الشيوعية.. الرأسمالية ..الاشتراكية ..كلها فشلت ، ذلك لأن قدرات البشر الذهنية غير قادرة على وضع نظام حياة اجتماعى واقتصادى بلاثغرات ..الوحيد القادر على ذلك هو الله فالذى خلق الانسان من عدم هو أعلم بما يصلح له وما لايصلح ..قل ماتشاء وجادل قدر استطاعتك وآمن بذلك أو لاتؤمن به لكنها الحقيقة التى لامفر منها ..انها الشمس التى لن تستطيع اطفاءها أو اخفاءها والتى تتجدد كل صباح قويةً تؤكد نفسها ولاتنتظر أن يؤكدها الآخرون..الملايين الذين وقفوا على عرفات بالأمس وجاءوا من كل بقاع الأرض ليرتدوا نفس الثوب ويطلقوا نفس الهتاف هم دليل على أن الله يريدنا أمة واحدة ..وأن الاتحاد والايمان هما طبيعتنا التى ان حدنا عنها ضعفنا وذبلنا وانعدمنا وصرنا مثل شمشون بعد انتزاع قوته ..فلا النصر سيحالفنا عندها ولا التوفيق..هذا ماأعرفه أكثر من معرفتى بعنوان منزلنا..اتركوا الحاكم الذى انتخبه الشعب يحكم ثم احكموا على الأداء..أنتم تحكمون على الأداء مسبقاً ..وهذا ناتج عن العداء المسبق ..كيف يمكن أن نطلب من الحاكم أن يأخذ برأى النخبة ..وأنا مضطر لذكر مسمى النخبة رغم عدم اقتناعى به ..كيف نطالبه بأن يراعى فكر النخبة بينما الشعب انتخبه ولم ينتخبت النخبة ..يجب أن يكون الحاكم سيداً وأن يكون مطاعاً وألا تعلو سلطة فوق سلطته باستثناء سلطة الله ..وهذا هو المعمول به فى كل مكان فى العالم وهذا هو المنطق السليم وماغير ذلك هو سفسطة تحركها الأحقاد لاغير..وهو مضيعة للوقت وللطاقات ..ثم كيف له أن يأخذ برأى المعارضة والمعارضة نفسها منقسمة ومتناقضة الأهداف ..من المستحيل ارضاء الجميع ناهيك عن أن رئيس الجمهورية ليست وظيفته ارضاء الجميع فهذه مهنة الساسة الحواة لاالساسة المخلصين فهؤلاء ارضاء ضميرهم هو همهم لاارضاء الناس ..كما أن أول خطوات الفشل هو الوقوع فى فخ محاولة ارضاء الجميع..اذا فهم من كلامى هذا أنه يحمل أى قدر من الثناء على الرئيس ..أو أى قدر من الديكتاتورية فهذا غير صحيح على الاطلاق..لكنى أريد أن أقول ببساطة إن الديمقراطية نوعان ديمقراطية ناضجة وديمقراطية رعناء..وهى الديمقراطية الجاهلة التى تعتقد أن الفوضى والارهاب الفكرى حرية ..وأن الرئيس متهم حتى تثبت ادانته وأن من حقنا أن نشتم الرئيس وقتما نشاء ..فإذا اعترض أحد على ذلك فهو غير ديمقراطى ..وأنها مادامت بلادنا فنحن أصحاب القرار لاالرئيس..وأقول لمن يعتقد ذلك ولماذا اذاً انتخبنا رئيساً مادام القرار ليس قراره ..ومن الذى تتصورون أنه صاحب الصلاحية فى املاء القرارات على رئيس الدولة .. مجرد التفكير فى هذا حماقة ..حين كنا نهاجم سياسات المجلس العسكرى كان الكثيرون يطالبوننا بالهدوء فالبلد فى حاجة للاستقرار..واليوم هم أنفسهم لايستطيعون الصبر على الرئيس أو اعطاءه الفرصة والوقت الكافيين.. فأين ذهب فكر الاستقرار..هل استبدلتموه بفكر الحقد والمعارضة المغرضة غير المنزهة عن الأهواء.لن يوفقنا الله أبداً وقلوبنا شتى ..المعارضة المتحضرة تحترم الرئيس لمجرد أن الشعب اختاره فتعطيه فرصته كاملة ولاتقعد له بالمرصاد لتتصيد الأخطاء بالحق وبالباطل..فهذا يضر بلادنا وشعبنا ويعطلنا ويشمت بنا الأعداء..فكروا فى مصر..لافى الأحقاد.. وكل عام وأنتم بخير.